صحف إيران: "فساد" ممثل المرشد في طهران.. و"فشل" المفاوضات مع واشنطن.. ووعود السلطة "تتحطم"
يستمر الجدل الإعلامي في إيران حول حادثة "فساد" خطيب جمعة طهران كاظم صديقي، المقرب من المرشد علي خامنئي، حيث حصل وأبناؤه على آلاف الأمتار المربعة من الأراضي في شمال طهران من خلال إنشاء شركة عائلية.
الصحف الصادرة اليوم مثل "آرمان ملي" نقلت جزءا من هذا الجدل، كما نقلت مبررات كاظم صديقي والذي بعث برسالة إلى المدعي العام في إيران، بعد نشر وثائق استيلائه وأبنائه على آلاف الأمتار من الأراضي في شمال العاصمة، قائلًا: "إن ما حدث كان دون علمي، وتوقيعي تم تزويره من شخص كنت أثق به".
الصحيفة عنونت تقريرها حول الموضوع بالقول: "رد آية الله على قضية فساده واستيلائه على الأراضي"، كما أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى الموضوع وانعكاساته على الرأي العام، وأكدت أن الرأي العام في إيران يتأثر بشدة من مثل هذه الملفات وقضايا الفساد، لا سيما أن المتورطين فيها شخصيات معروفة بتدينها وقربها للسلطة السياسية.
في سياق منفصل كتبت صحيفة "كيهان"، التي يشرف عليها ممثل المرشد خامنئي، عن المرأة في مركز "قم" الصحي، وطالبت باعتقالها ومعاقبتها قائلة: "لقد حرفت عقول الناس عن القضية الأساسية، وهي عدم ارتداء الحجاب، وأهانت رجل الدين، وسرقت الهاتف. هذه المرأة أفسدت الأمان النفسي للمواطنين". وأضافت "كيهان": "تابعوا هل تمت معاقبة هذه المرأة أم لا"؟.
في شأن آخر أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى كثرة حوادث السير التي تشهدها البلاد، بالتزامن مع بدء الموسم السياحي والرحلات والأسفار التي يقوم بها المواطنون، لافتة إلى أزمة الطرق الفاقدة لمعايير الجودة والسلامة، وكذلك رداءة السيارات المحلية، ما يزيد بشكل ملحوظ في عدد الوفيات سنويا في إيران.
صحيفة "ستاره صبح" أيضا تناولت هذا الموضوع، وقالت إن 110 مواطنين لقوا حتفهم خلال 3 أيام فقط من بدء موسم الرحلات والأسفار بمناسبة عطلة بداية العام الجديد (يبدأ في 21 مارس/آذار الجاري)، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "خطر الموت ينتظر مسافري النيروز".
كما قالت الصحيفة إن العام الإيراني الحالي شهد وفاة 17 ألف مواطن نتيجة حوادث السير في عموم المدن والمحافظات الإيرانية.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان أمروز": المفاوضات بين طهران وواشنطن في عمان لم تحقق نتائج
أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى التقارير التي تتحدث عن المفاوضات السرية التي جرت بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقالت إن هذه المفاوضات جاءت بعد 8 أشهر من القطيعة التامة بين البلدين، لكنها لم تحقق أي نتائج، إذ إن الممثلين الأميركيين تركوا طاولة المفاوضات، لتبدأ واشنطن سلسلة من الهجمات والغارات الجوية على جماعة الحوثيين، وبعد ذلك (في فبراير/شباط) شنت هجمات مماثلة على أهداف للجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من طهران الضغط على الحوثيين المدعومين من قبلها لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وقالت "آرمان أمروز" إن الهجمات على العراق كانت فاعلة، وأوقفت استهداف القواعد الأميركية من قبل الجماعات المسلحة العراقية.
وختمت الصحيفة بالقول إن الولايات المتحدة الأميركية وإيران قررا في يناير (كانون الثاني) الماضي عدم التصعيد واحتواء الموقف في المنطقة، وأجريا المفاوضات في الوقت الحساس والمتأزم، وهو ما يكشف أن البلدين مستعدان لإبرام اتفاق مؤقت أو غير مكتوب.
"اعتماد": عام تحطمت فيه أحلام السلطة
كتب الباحث والناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي مقالا بصحيفة "اعتماد" بعنوان: "عام الحلم.. عام اليقظة"، وقال إن العام الحالي (سينتهي في 20 مارس / آذار الجاري) كان عاما لأحلام الحكومة التي اصطدمت بالواقع، وأعطى هذا العام فرصة لها لليقظة وترك الأحلام التي لا يمكن تحقيقها عبر الشعارات وتبني السياسات غير الواقعية.
وأوضح الكاتب أن المسؤولين الحاليين في إيران عندما أعطوا الوعود في بداية عملهم لم يكونوا يدركون أهمية الوعود التي يطلقونها، ولا إمكانياتهم المتاحة في تحقيق هذه الوعود والوفاء بها.
وذكر الكاتب أنه وبمرور الوقت شهدنا تراجع الوضع المعيشي للإيرانيين، ليتحطم في عام 2023 هذا الحلم الجميل للتيار الحاكم الذي سعى منذ عام 2020 إلى الانفراد بالحكم وتوحيد السلطات الثلاث بيده، حيث أظهرت الانتخابات خطأ هذا النهج والنهاية السيئة لهذا الحلم، ورأينا أن الشعب بات يائسا من التغيير والإصلاح.
وأكد عبدي أن المواطنين في إيران ليس لديهم أي أمل في تحقيق التيار الحاكم لوعوده، وهي نتيجة طبيعية ليس فقط على صعيد المواطنين العاديين، بل إن عامة النخب والمسؤولين أنفسهم يشعرون باستحالة تحقيق هذه الوعود، والقيام بالإصلاحات المطلوبة.
الكاتب دعا النظام إلى اليقظة في العام الإيراني الجديد الذي أوشك على البدء، وقال: "يجب أن يكون العام الجديد عام ضرورة اليقظة وقبول التغيير. يجب إجراء تغيرات أساسية على الصعيد الداخلي والاقتصادي والسياسة الخارجية، ويجب تقديم التغييرات الداخلية على كل شيء".
"كار وكاكر": مسار العملة الإيرانية تحدده الملفات الخارجية
في مقابلة مع صحيفة "كار وكاكر" العمالية قال الخبير الاقتصادي، مرتضى أفقه، إن معالجة أزمة العملات الأجنبية وانهيار التومان بشكل مستمر تكمن في إيجاد حل لأزمة إيران الخارجية، وتحديدا علاقة إيران بمجموعة العمل المالي (FATF) التي لا تزال تدرج إيران في قائمتها السوداء.
وقال أفقه للصحيفة إن مسار التومان الإيراني لا يتأثر كثيرا بسياسات الحكومة الداخلية، وإنما يتبع التطورات في العلاقات الخارجية لإيران، والمتمثلة باستمرار العقوبات وقضية مجموعة العمل المالي وهي قضايا لا تسمح لطهران بإنشاء علاقات تجارية طبيعية مع الدول الأخرى.