صحف إيران:خامنئي تجاهل نسب المشاركة ويشيد بـ"ملحمة" الانتخابات وانفجار الطبقة الوسطى قادم
بعد مرور ما يقارب الأسبوع على الانتخابات المثيرة للجدل في إيران لا تزال الصحف المنتقدة لنهج السلطة الحاكمة تقدم تحليلات وقراءات لنتائج هذه الانتخابات ودلالاتها.
بعض الصحف مثل "جمهوري إسلامي" أشارت إلى بعض "الغرائب والعجائب" التي شهدتها هذه الانتخابات، وقالت إن ما شهدناه في الأيام الأخيرة غير مسبوق في تاريخ إيران الحديث، ودعت إلى ضرورة الاستماع إلى الرسائل والدلالات التي أراد المواطنون إيصالها عبر هذه الانتخابات.
صحف النظام تجاهلت نتائج الانتخابات، ونقلت كلام المرشد علي خامنئي الذي أشاد بما أسماه "ملحمة الشعب" في الانتخابات، دون أن يشير إلى نسبة المشاركة المنخفضة في هذه الانتخابات الجدلية.
في شأن متصل قالت صحيفة "كيهان" إن الإعلان عن نسبة المشاركة القليلة في الانتخابات دليل على صدق المسؤولين وسلامة الانتخابات، وكتبت: "إذا لم تكن الانتخابات سليمة ألم يستطع المسؤولون أن يعلنوا رقما أعلى من الرقم المعلن عنه؟".
لكن وخلافا لما تعتقده الصحيفة فإن المراقبين يرون أن هذه النسبة أيضا مبالغ فيها في ظل المقاطعة الشعبية الواسعة، وإن النظام لم يستطع أن يأتي برقم أعلى من الرقم الحالي، نظرا لمعرفة الجميع تقريبا بأن المشاركة كانت متواضعة للغاية، ودوائر الانتخابات فارغة من المواطنين، وبالتالي فإن السلطة جاءت بهذا الرقم غير الحقيقي لحفظ ماء وجهها.
صحف أخرى مثل "تجارت" أشارت إلى ارتفاع سعر الدولار في الأيام القليلة الماضية، على الرغم من محاولات الحكومة ضخ العملة الأجنبية في الأسواق لمنع مزيد من الانهيار في العملة الإيرانية، وأوضحت أن تحريات الصحيفة في أماكن بيع العملة الأجنبية تظهر أن لا أحد مستعد للبيع، وإن الجميع يريد أن يشتري اعتقادا منهم بأن الأسعار سترتفع أكثر في الأيام والأسابيع القادمة.
صحيفة "آرمان ملي" أشارت إلى الآثار السلبية لاحتمالية فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الانتخابات داخل الحزب الجمهوري، ليكون مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية الأميركية نهاية هذا العام، وكتبت في صفحتها الأولى: "صوت وقع ترامب وهزات السوق".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
جمهوري إسلامي: غرائب الانتخابات الأخيرة في إيران
تطرقت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية إلى "العجائب والغرائب" التي شهدتها الانتخابات الأخيرة في إيران، بعد مقاطعة شعبية واسعة وإقصاء كبير للمرشحين، ممن لهم مواقف وآراء منتقدة للحكومة.
الصحيفة استشهدت ببعض الأمثلة على هذه الغرائب، وأشارت إلى قضية استبعاد نائب برلماني عن مدينة مرودشت من الترشح للدورة الجديدة للبرلمان رغم شعبيته الواسعة في المدينة، بحيث إنه وحتى بعد الاستبعاد إلا أنه قد حصل على 25431 صوتًا، فيما حصل المؤهل الأول للانتخابات في تلك المنطقة على 18 ألف صوت فقط.
وتابعت الصحيفة: "في مدينة يزد أيضا جاءت الأصوات الباطلة في المركز الثاني بفارق بسيط عن أول شخص تأهّل، كما أنه في عدد من الدوائر الانتخابية، كتب بعض الأشخاص أسعار السلع بدلاً من أسماء المرشحين على أوراق الاقتراع، وفي بعض الحالات كتبوا أسماء أشخاص اكتسبوا شهرة زائفة بسبب جهل المسؤولين.
كما لفتت الصحيفة إلى الانتخابات في طهران، وقالت: أما في طهران فقد شارك في الانتخابات 23.67% من الناخبين، أي أقل من الربع، ولم يتمكن أي من مرشحي طهران، حتى أوائل الفائزين، من الفوز بثلث أصوات 23% من المشاركين. والأهم من ذلك، أن هناك أكثر من عشرة ملايين ناخب في طهران، وقد حصل أول شخص منتخب على 597770 صوتًا، وهي للأسف أقل من 6% من الناخبين المؤهلين.
"اعتماد": صبر الطبقة الوسطى بدأ ينفد والسلطة لا تريد الاستماع إلى الأكثرية الصامتة
صحيفة "اعتماد" أجرت مقابلة مع المحلل الاجتماعي، تقي آزاد أرامكي، حذر خلالها من انفجار غضب الطبقة الوسطى في إيران بعد نفاد صبرها من الأوضاع الراهنة، وقال إن الطبقة الوسطى لم تعد تقبل أن تكون أداة لوصول البعض إلى السلطة، وأن السبب الرئيسي في انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات يعود إلى غياب الطبقة الوسطى عن المشهد.
وانتقد الكاتب إصرار المسؤولين وتعنتهم في الاستماع إلى صوت المواطنين والرسالة التي أرادوا إيصالها عبر هذه الانتخابات، وقال إن السلطة لا تريد أن ترى الأكثرية الصامتة.
وأوضح أرامكي أن الطبقة الوسطى بدأت تفقد صبرها، وهي ستقوم برد فعل مناسب في الفرصة المناسبة، منوها إلى أنّ تغني المتطرفين بعد فوزهم في البرلمان هو نتيجة خوفهم وعزلتهم التي يعيشونها، حسب قراءة الكاتب.
وختم الكاتب بالقول إن السلطة أصبحت تتجاهل مصالح الأمن القومي للبلد، وإن سلوكها هذا سيؤدي إلى اشتعال فتيل الخلافات العرقية واللغوية والدينية والجنسية.
"هم ميهن": محافظات إيران مركز حالات الانتحار في العالم بسبب الفقر والبطالة
في صعيد آخر تناولت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية ظاهرة الانتحار المتزايدة في المدن والمحافظات الإيرانية، وتساءلت الصحيفة بالقول: ماذا يحدث في بعض المدن الإيرانية الصغيرة بحيث نشهد هذه النسبة من حالات الانتحار؟"
ولفتت الصحيفة إلى بعض المحافظات مثل إيلام ولرستان وكرمانشاه وخوزستان، وقالت إن هذه المحافظات تعد المركز الرئيسي لحالات الانتحار في العالم، موضحة أن المدن في هذه المحافظات تعيش في عزلة جغرافية وذات مؤشرات اقتصادية منخفضة، كما أنها تعد الأعلى في مؤشرات البطالة والفقر والهجرة.
كما ذكرت الصحيفة أن حالات الانتحار في مدن العاصمة طهران مثل: ملارد ورباط كريم وشهريار وإسلام شهر، هي الأعلى في نسبة الانتحار، ودعت المسؤولين وصناع القرار للبحث عن حلول لهذه الأزمة المتفاقمة في السنوات الأخيرة.