صحف إيران: النظام يؤجج الخلافات القبلية.. وانهيار التومان.. وقلق من الاستثمارات الصينية

أثار تأخر النظام الإيراني في الإعلان عن نتائج الانتخابات المثيرة للجدل 3 أيام الكثير من التساؤلات لدى المراقبين عن أسباب هذا التأخر، ليتم الإعلان أمس أخيرا عن النتائج التي كشفت تراجعا ملحوظا في نسب المشاركة، وزيادة معدل الأصوات الباطلة، التي يبدو أنها سببت حرجا كبيرا للنظام.

صحيفة "اعتماد" الإصلاحية نشرت مقالا للكاتب والمحلل السياسي أبو الفضل فاتح، تناول فيه المقاطعة الشعبية الواسعة للانتخابات، لا سيما بين سكان العاصمة طهران، وتحدث عما أسماه "الشعور بالغربة" لدى المواطنين تجاه المرشحين للانتخابات.

الكاتب أوضح أن هذا الشعور لا ينحصر تجاه مرشحي البرلمان فحسب، وإنما يسري ليشمل كافة مؤسسات الدولة والمسؤولين، محذرا من التبعات الاجتماعية والسياسية لهذه الحالة على مستقبل البلاد.

صحيفة "توسعه إيراني" تناولت في تقرير لها قضية الأصوات الباطلة، التي أصبحت حاضرة في المشهد السياسي الإيراني نتيجة زيادة عددها، وعجز أي من المرشحين حسم التنافس الانتخابي، ودخول 18 دائرة انتخابية إلى جولة الإعادة، معتقدة أن نسبة المشاركة في طهران ستصل إلى 10 في المائة لو تم حذف نسبة الأصوات الباطلة.

الصحيفة أوضحت أن قضية الأصوات الباطلة كانت في كل الانتخابات، لكنها تحولت خلال الانتخابات الحالية والانتخابات السابقة إلى لاعب أساسي نتيجة الارتفاع الكبير في عددها، مشيرة إلى أنها تحولت في الانتخابات الرئاسية الماضية إلى موضوع سياسي، بعد أن حلت في المركز الثاني بعد الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي الذي فاز بالرئاسة متغلبا على "الأصوات الباطلة"، وبعض المرشحين الصغار.

الصحيفة أيضا نشرت كلاما للناشط السياسي، سعيد شريعتي، الذي أكد أن الأصوات الباطلة في الانتخابات الأخيرة حلت بالمرتبة الثانية في العاصمة طهران، حيث حصدت ما يقارب من 500 ألف صوت، أي 27 بالمائة من عدد الأصوات.

آذر منصوري، رئيسة "جبهة الإصلاحيين" التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات، دعت السلطات- حسبما نقلت ذلك عنها صحفية "همدلي"- إلى أن تستمع إلى صوت العقل وتأخذ الدروس من هذه الانتخابات، وأضافت: "عسى أن تكون الانتخابات سببا في أن يسمع المسؤولون صوت "الأكثرية الصامتة" قبل فوات الأوان".

في شأن آخر عرجت الصحف إلى أزمة الفيضانات التي ضربت عددا من مدن وقرى محافظة بلوشستان الفقيرة، والانتقادات التي طالت المسؤولين وصناع القرار بسبب سوء إدارتهم لهذا الملف.

صحيفة "شرق" لفتت إلى ضعف البنية التحتية في المحافظة الشرقية لإيران، وقالت إن فقدان البنية التحتية في قطاع الاتصالات يؤدي إلى قطعها بالكامل في أي فيضان أو أزمة سيول تحدث في المحافظة.

كما نوهت الصحيفة إلى أن طرق الوصول إلى العديد من القرى مقطوع حاليا، وأنه لا معلومات عن هذه القرى التي تعرضت للفيضانات، ولا يعرف مصير سكانها.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"سازندكي": النظام يلجأ إلى تأجيج التنافس بين القبائل والطوائف

قال الكاتب والسياسي، حسين مرعشي، في مقال نشرته صحيفة "سازندكي" الإصلاحية إن الاستراتيجية الجديدة للنظام للتعامل مع قضية الانتخابات هي أن يحولها من "المشاركة السياسية" إلى "المشاركة القبلية".

الكاتب، الذي يرأس حزب رواد البناء، أوضح أن النظام وبعد أن أدرك عزوف الناس خاصة في المدن الكبرى عن المشاركة في الانتخابات، بدأ يتحول باهتمامه إلى المدن الصغرى ذات النسيج القبلي التي يسهل فيها تحويل حدث مثل الانتخابات إلى "قضية تنافسية" بين القبائل والطوائف المختلفة، وبالتالي يذهب أبناء هذه القبائل والطوائف إلى صناديق الاقتراع، ليس بدافع وطني أو حس سياسي وإنما من أجل مصلحة القبيلة أو الطائفة التي ينتمون إليها، ولتوصيل مرشح قبيلتهم إلى كرسي البرلمان.

ولفت الكاتب إلى طبيعية المرشحين المختارين في هذه المدن، وقال إن السلطة عملت بدقة لاختيار وتزكية مرشحين ينتمون لكافة القبائل والطوائف لخلق التنوع وجر جميع الطوائف إلى صناديق الاقتراع، بهدف رفع نسبة المشاركة التي وصلت في نهاية المطاف إلى 40 في المائة تقريبا.

وأكد مرعشي أن هناك مشكلات سوف تزداد في البلاد نتيجة فقدان هؤلاء النواب لأي برنامج أو خطط سياسية لحل أزمات البلاد التي تحيط بها من كل الجهات.

كما حذرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي من تبعات تجاهل هذا الواقع، وقالت إن الانتخابات الأخيرة هي ناقوس خطر للنظام، لأن عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات سيؤدي إلى خلق أكثرية صامتة، والتي ستختار طرق احتجاجها في المستقبل بشكل قد لا ينحصر على مقاطعة الانتخابات فقط.

"جهان صنعت": انهيار التومان الإيراني بعد انتهاء الانتخابات

سلطت صحيفة "جهان صنعت" الضوء على أزمة التومان الإيراني، وانهياره السريع في الأيام الأخيرة بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية يوم الجمعة الماضي، حيث سجل سعر الدولار الأميركي الواحد قرابة 61 ألف تومان إيراني، وهو ما يعد رقما قياسيا في تاريخ الاقتصاد الإيراني.

الصحيفة لفتت إلى أن الانهيار السريع للتومان بعد انتهاء موعد الانتخابات مباشرة يكشف ما كان يؤكده الخبراء الاقتصاديون بأن الأسعار قبل الانتخابات لم تكن حقيقية، وأن الحكومة عملت على كبح جماح سعر الدولار مؤقتا من خلال ضخ النقد الأجنبي في الأسواق، وذلك لمنع انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات نتيجة الغضب الجماهيري من الغلاء في الأسواق الناجم عن غلاء العملة الأجنبية.

كما لفتت الصحيفة إلى زيادة الطلب على العملة الأجنبية مع اقتراب نهاية العام الإيراني، وعطلة بداية العام الجديد (يبدأ 21 مارس/آذار الجاري)، وقالت إن هذه الزيادة في الطلب أمر طبيعي ومتوقع نظرا لحاجة المواطنين إلى الأموال لتنظيم الأسفار والرحلات العائلية، كما أن الهدايا التي يحصل عليها المسؤولون وأصحاب الشركات في نهاية العام أو ما يطلق عليه اسم "العيدية" يحمل كذلك البلاد عبئا في ما يتعلق بتوفير العملة.

"فرهيختكان": الاستثمارات الصينية في إيران.. غياب الشفافية ومخاطر الاستغلال

صحيفة "فرهيحتكان" تناولت قضية الاستثمارات الصينية في إيران، في ظل العزلة الدولية والعقوبات الأممية التي تعاني منها طهران، وحذرت ضمنيا أن تستغل بكين هذا الظرف التي تواجهها إيران لجني مزيد من الأرباح والمكاسب على حساب المصالح الإيرانية.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي لطف علي بخشي قوله إنه ليس واضحا آليات عمل الحكومة الإيرانية مع الشركات الصينية، مشددة على ضرورة أن توضع هذه الاستثمارات في مزادات علنية ودولية لكي تصبح عمليات الاستثمار والتعاون الاقتصادي أكثر شفافية ووضوحا.

الكاتب بيمان مولوي بدوره أيضا قال للصحيفة إنه ينبغي أن ننظر إلى القضية من الزاوية الصينية، فهناك دول معدودة في العام تتعرض للعقوبات مثل إيران وفنزويلا وكوبا وروسيا، كما أن طهران تصنف في قائمة السوداء لمجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، مؤكدا أن الظرف الذي تمر به إيران لا يعطي أي أوراق قوة وضغط لتمارسها على الصين.