الصحف الإيرانية: حرب غزة أثرت سلبا على الملف النووي وواشنطن تريد القضاء على "أذرع" إيران

للمرة الثالثة يخرج المرشد علي خامنئي منذ هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي ليؤكد أنه لا علاقة لطهران بالهجوم، وأن ما قامت به حماس كان قرارا فلسطينيا.

هذه التصريحات رآها مراقبون دليلا على قلق النظام المتزايد من سيناريوهات المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.

خامنئي اكتفى يوم أمس، كما نقلت الصحف الصادرة اليوم، الخميس 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، بمطالبة العالم بدعم فلسطين والدعوة إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، متجاهلا ما يقع على عاتقه من مسؤولية في الدفاع عن حماس وما يسمى بـ"محور المقاومة".

معارضون انتقدوا خامنئي والنظام الإيراني، واتهموه بالازدواجية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، واستخدام الجماعات المسلحة في العالم العربي لتحقيق أهدافه وأجندته، دون أن ينخرط هو بشكل مباشر في دفع ثمن هذه الحروب والصراعات، مستشهدين بأحداث سابقة شهدتها لبنان وغزة، ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.

صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، سلكت هذا المسار وشجعت الحوثيين على الدخول في الحرب، وزعمت أن "العد التنازلي" لدخول "محور المقاومة" في الحرب قد بدأ، وأن "ساعة الصفر" قد اقتربت.

لكن الصحيفة ومعظم الصحف الموالية للنظام لا تتردد في أن محور المقاومة هذه المرة، وكالمرات السابقة، لا يشمل إيران وإنما المجموعات المسلحة المدعومة إيرانيا فحسب، وإن دور طهران مقصور على "الدعم الإعلامي والحقوقي".

صحيفة "شهر آراء" لفتت كذلك إلى جزء آخر من كلام المرشد، حيث قال إن "عبارة الموت لأميركا ليست مجرد شعار نرفعه وإنما هو منهج وخطة نسير عليها".

من الملفات الأخرى التي كانت حاضرة في تغطية الصحف الصادرة اليوم الخميس هو قرار لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث قررت وبشكل نهائي فوز الاتحاد على سباهان أصفهان الإيراني بنتيجة 3-0 .

كما ذكرت تقارير إعلامية أنه تم توقيع غرامة مالية تقدر بقيمة 200 ألف دولار، بجانب خوض سباهان 3 مباريات خارج ملعبه، في دوري أبطال آسيا، وذلك بسبب تواجد تمثال "قاسم سليماني" في الملعب، وبعض الشعارات السياسية.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"كيهان": أميركا تريد القضاء على إيران عبر القضاء على أذرعها

على غرار تصريحات المسؤولين والقادة العسكريين في إيران، قالت صحيفة "كيهان" إن غزة هي المنتصر الأخير في هذه المعركة مهما حصل، مكررة ما ذكره رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الذي قال قبل أيام أن إسرائيل ستكون مهزومة، حتى لو قتل جميع سكان القطاع أو استمر القصف لمدة عام كامل.

كما بررت صحيفة "كيهان" هجوم حماس بالادعاء أن الحركة قامت بالهجوم كخطوة استباقية، بعد أن قررت كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل شن هجوم عسكري ضد الحركة في الفترة المقبلة، لكن حماس فاجأتهم وبادرت بالهجوم، قبل أن تتعرض لهجوم أميركي – إسرائيلي.

أما عن علاقة إيران بكل هذه التطورات، فزعمت الصحيفة أن الهدف الأخير والنهائي للأميركيين هو "إسقاط النظام الإيراني وتدمير إيران"، لكنهم- تضيف الصحيفة- "أدركوا عجزهم في تحقيق هذا الهدف فقرروا القضاء على أذرع إيران".

وأضافت الصحيفة: "حتى لو افترضنا أن إسرائيل ستسيطر على غزة بالكامل فإن المتوقع هو تشكيل جماعات مسلحة مثل "فاطميون" و"حسينيون" و"زينبيون"، وهو ما يعجل في تحرير فلسطين، و- إن شاء الله- سيعلن إسماعيل قاآني نهاية إسرائيل".

"أرمان ملي": حرب غزة وانعكاساتها على الاتفاق النووي

قال الكاتب والمحلل السياسي، صابر غل عنبري، في مقاله بصحيفة "أرمان ملي" إن نتائج حرب غزة قد تركت حتى الآن نتيجتين عمليتين، وهما: "وقف المفاوضات النووية" مع الغرب و"وقف مسار التطبيع" مع إسرائيل.

ونوه الكاتب إلى أنه وبعد إبرام صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة كان الحديث يدور حول مفاوضات سرية للتوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي، لكن هجوم حماس أدى إلى عرقلة هذه المحاولات، وأصبح الوضع أسوأ من السابق بالنسبة للملف النووي.

وأضاف الكاتب: حتى لو انتهت حرب غزة فإن عودة المفاوضات ستكون صعبة، وقد تستغرق وقتا طويلا بعد الحرب، لأن البلدين لا يستطيعان الدخول في مفاوضات بسبب الالتزامات السياسية والأخلاقية، فالجمهوريون يترصدون إدارة بايدن، وأي محاولة للتفاوض مع إيران ستعتبر نقطة هجوم على الديمقراطيين، حيث يُتهمون بالتفاوض مع طهران في الوقت الذي تعيش فيه إسرائيل حالة حرب.

أما بالنسبة لإيران فهي الأخرى لا تستطيع خوض مفاوضات مع الولايات المتحدة في الفترة القريبة القادمة، كونها لا تريد أن تتعرض للانتقادات لإجراء مفاوضات مع واشنطن، لا سيما وأنها تتعرض لانتقادات في الإعلام العربي بسبب موقفها الضعيف من الحرب.

"دنياي اقتصاد": لا صحة لمزاعم تحسن الواقع الاقتصادي نتيجة دبلوماسية الحكومة الحالية

صحيفة "دنياي اقتصاد" في تقرير لها حول واقع الاقتصاد الإيراني وفي ظل مزاعم الحكومة الحالية والموالين للنظام حول وجود آثار إيجابية على الاقتصاد نتيجة ما أسموه "الدبلوماسية الفعالة"، قالت الصحيفة ردا على هذه المزاعم إنه "لم يتحقق شيء على أرض الواقع من تلك الدبلوماسية".

وفي تقريرها الذي حمل عنوان "عائدات التجارة من الدبلوماسية" كتبت الصحيفة: "تظهر إحصاءات التجارة الإيرانية في النصف الأول من العام الإيراني الجاري أن الحكومة لم تحقق نجاحا على صعيد الأهداف من التجارة مع شركائها الدوليين".

ولفتت الصحيفة إلى زيارات الرئيس الإيراني إلى عدد من الدول الأفريقية، وكذلك لقاءات وتحركات المسؤولين الإيرانيين للانضمام إلى مجموعة "بريكس" ومنظمة "شنغاهاي" للتعاون الاقتصادي، مؤكدة أن كل هذه التحركات لم تؤد إلى تحسن في الأوضاع الاقتصادية الإيرانية.

وأضافت الصحيفة: حتى أن نسبة التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية تراجعت بنسبة 56 في المائة مقارنة مع العام الماضي. كما أن نسبة صادرات إيران إلى البرازيل وأفريقيا الجنوبية تراجعت بشكل ملحوظ.

وخلصت الصحيفة إلى أن الجهود والتحركات الدبلوماسية لم تؤثر على واقع الاقتصاد في إيران، معتقدة أنه ما دامت العقوبات سارية على طهران فإنه لا يمكن تسهيل مسار التبادل التجاري مع الدول الأخرى.