صحف إيران: تصاعد حدة الخطاب الإيراني تجاه إسرائيل ونشطاء يتهمون النظام بـ"تصفية" مخرج شهير

يستمر خطاب إيران في التصعيد تجاه ما يجري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، حيث خرج وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس بتصريحات هي الأكثر قربا من الإعلان الرسمي للدخول في الحرب.

وقال عبد اللهيان إن هناك احتمالا للقيام بـ"إجراء استباقي" ضد إسرائيل في الساعات المقبلة، وحذر من أن أي إجراء تتخذه تل أبيب في غزة سيواجه عواقب.

هذا الموقف عكسه بعض الصحف المقربة من النظام والحرس الثوري، مثل "جوان" التي صدرت صفحتها الأولى بعنوان عريض وكتبت: "الحرب في جبهات عدة أمر لا مفر منه"، وأشارت إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يؤكدون استعداد طهران للدخول في الحرب مباشرة أو عبر وكلائها، مثل "حزب الله" و"الحوثيين" للدخول في الحرب بجانب حركة حماس الفلسطينية.

من الملفات الأخرى التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 17 أكتوبر (تشرين الأول)، كذلك هو موضوع مقتل المخرج السينمائي الشهير داريوش مهرجويي وزوجته بشكل مفجع بعد أن عثر على جثتيهما في بيتهما الخاص.

رئيس القضاء في محافظة البرز الإيرانية قال إن 10 أشخاص قد اعتقلوا حتى الآن على خلفية حادثة مقتل المخرج السينمائي داريوش مهرجويي وزوجته قبل أيام، دون مزيد من المعلومات والإيضاحات حول خلفيات الحادثة، وسط اتهامات من النشطاء والمعارضين للسلطة بـ"تصفية" مهرجويي وزوجته بسبب مواقفهما من انتفاضة مهسا أميني.

صحيفة "أرمان ملي" أشارت إلى التقارير الإعلامية التي ذكرت أن المقتولة زوجة مهرجويي ذكرت في تصريح لصحيفة "اعتماد" قبل مقتله أنها تتعرض لتهديدات من قبل بعض الأشخاص، لكن لم يهتم أحد بهذه الشهادة، وهو ما أثار استغراب الرأي العام الإيراني الذي يطالب بضرورة معرفة ملابسات القضية وكشف خفاياها.

في شأن اقتصادي أشارت الصحيفة كذلك إلى موضوع انضمام إيران إلى مجموعة العمل المال، (FATF) والحديث عن عزم طهران قبول هذه الاتفاقية، بعد أن أدرك المسؤولون أهميتها في إخراج البلاد من وضعها الراهن.

لكن الخبير الاقتصادي، صباح زنغنه، قال إن انضمام إيران إلى هذه الاتفاقية أيضا لن يعالج المشكلات الإيرانية كلها، لكنه سيخفف من الوضع عبر السماح لدول مثل الصين وروسيا للتعاون الاقتصادي بشكل أكبر مع طهران.

في المقابل نرى صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، تهاجم كل من يدعي أن المسؤولين في إيران يقتربون من قبول هذه الاتفاقية، وتؤكد في المقابل أن موقف طهران المبدئي تجاه هذه الاتفاقية هو نفسه ولم يتغير على الطلاق.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"شرق": حرب غزة وآثارها على المنطقة وإيران

في مقاله بصحيفة "شرق" الإصلاحية قال الكاتب والمحلل السياسي، كورش أحمدي، إن إيران ومنذ بداية الحرب في غزة حاولت تحقيق هدفين رئيسيين؛ الأول: الامتناع عن الدخول في الحرب، والثاني: وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وعبر نفيها لأي دور لها في هجوم حماس، كما صرح بذلك خامنئي والمسؤولون الآخرون، حاولت إيران تحقيق الهدف الأول وتجنب الدخول في الحرب، لكن جولة وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان التي شملت لبنان وسوريا والعراق كانت بهدف وقف الحرب على حماس، وإظهار عزم طهران على دعم الجماعات الموالية لها.

الكاتب استبعد أي سيناريو يشمل دخول إيران في الحرب، وقال حتى لو حدثت مواجهات وحرب بين حزب الله وإسرائيل، وتدخلت الولايات المتحدة الأميركية لصالح إسرائيل، فإنه من المستبعد جدا أن تنخرط طهران في هذه المواجهات بشكل مباشر.

الكاتب ختم مقاله بأن هذه الحرب ستغير كثيرا من طبيعة الأوضاع في المنطقة، وأن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ستشهد تطورا مختلفا للغاية في المستقبل، لكن كل شيء مرهون بنتائج الحرب على حماس.

"اعتماد": أسباب تغيير موقف الشارع الإيراني من القضية الفلسطينية

كتب الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي مقالا بصحيفة "اعتماد" تطرق فيه إلى أسباب وجذور التغيير في موقف الشارع الإيراني من القضية الفلسطينية، حيث أصبح المواطن الإيراني، وعلى نطاق ملحوظ، غير متضامن مع القضية الفلسطينية كما في السابق.

وأكد عبدي أن السبب الرئيسي وراء هذا الموقف ليس هو عدم مبالاة المواطن في إيران بقضية الظلم والاضطهاد للآخرين، وإنما ذلك ينبع من الاعتقاد بأن القضية الفلسطينية ليس لديها تأثير على مصيره ومستقبله.

وأوضح عبدي أن مواقف النظام الرسمية من هذه القضية أيضا لها دور وتأثير في تحول موقف الشارع الإيراني، منتقدا تجاهل صناع القرار في إيران لهذه الظواهر، حيث لا يزال المسؤولون الإيرانيون يزعمون بأن الشارع يقف وراءهم في مواقفهم تجاه القضايا الخارجية.

ونوه عبدي إلى أن النظام الإيراني مستمر في اعتقاده بأن المجتمع الإيراني لا يزال مجتمعا متدينا و"أن غالبيته تدافع عن الوضع والقيم التي يؤمن بها النظام، في حين أن الحقيقة عكس ذلك لكن متى يقر المسؤولون بهذه الحقائق؟ الله أعلم".

"جوان": على النظام الإسلامي فرض الحجاب الإجباري وإلا فإنه سيفقد مشروعيته

قالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إن النظام الإسلامي (في إيران) ملزم بفرض الحجاب الإجباري وإلزام النساء على ارتدائه، وإلا فإنه سيفقد مشروعيته الدينية، وسيصبح الناس غير ملزمين شرعا بطاعة هذا النظام.

ورأت الصحيفة أن الحجاب هو أمر يجب أن يفرضه النظام الإسلامي لعاملين رئيسيين، الأول: أنه فريضة شرعية واجتماعية يجب فرضها على المجتمع.

والعامل الثاني، حسبما تقول الصحيفة، هو الحالة السياسية للنظام الإسلامي، فبناء على مصلحة النظام وما يترتب على خطوات مثل التخلي عن فكرة الحجاب الإجباري فإن النظام ملزم بفرضه على النساء، حتى لا يفقد مشروعيته.