صحف إيران: "تمثال سليماني" يتسبب في أزمة وسياسة طهران تجاه السعودية تعاني من "التخبط"
إلغاء مباراة فريق "الاتحاد" السعودي لكرة القدم مع منافسه الإيراني "سباهان" الإيراني بسبب وجود تمثال لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في مدخل الملعب ورفض المسؤولين الإيرانيين إزالته، كان أحد العناوين الرئيسية في صحف إيران الصادرة اليوم الأربعاء 4 أكتوبر (تشرين الأول).
بعض الصحف الأصولية والمقربة من النظام، مثل "جوان"، أيدت خطوة النظام، ورفضت الانتقادات التي قدمها كثير من المراقبين، والذين اعتبروا أن ما قامت به إيران يتعارض مع مساعي التوصل إلى اتفاق شامل مع المملكة العربية السعودية.
وانتقدت الصحيفة المتشددة ما أسمته تساهل الخارجية الإيرانية مع موضوع تمثال سليماني، وقالت لو لم يوافق وزير الخارجية الإيراني قبل أشهر على إزالة تمثال لسليماني في مقر المؤتمر الصحفي في طهران لما شهدنا الآن مطالبة الفريق السعودي إزالة هذا التمثال من أرضية المعلب.
وكان فريق الاتحاد السعودي لكرة القدم رفض إجراء مباراته أمام فريق "سباهان" في أصفهان، وغادر بعد مشاهدة تمثال "قاسم سليماني" في الملعب.
صحيفة "توسعه إيراني" الإصلاحية انتقدت هذا السلوك الإيراني، ورأت أن السياسة الإيرانية تجاه السعودية لا تزال تعيش حالة من "الحيرة والتخبط".
وأضافت الصحيفة أن إيران تدرك جيدا مدى حساسية السعودية تجاه تمثال سليماني، وكتبت: "السؤال الرئيسي هو: لماذا وعلى الرغم من معرفة موقف المملكة من هذا الأمر يصر المسؤولون في إيران على نصب هذا التمثال في ملعب رياضي؟".
من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام واسع من قبل الصحف هو تصريحات المرشد علي خامنئي حول "التطبيع مع إسرائيل"، حيث شبه خامنئي تطبيع العلاقات الإقليمية مع إسرائيل بـ"الرهان على حصان خاسر"، ووصفه بأنه مقامرة "محكوم عليها بالخسارة".
وبعد هذه التصريحات رفعت الصحف من وتيرة هجومها على الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بعد أن كانت الصحف نفسها تؤكد باستمرار على ضرورة المضي قدما في تنفيذ اتفاقيات المصالحة بين الرياض وطهران.
صحيفة "كيهان" على سبيل المثال كتبت قبل أيام على المصالحة مع المملكة العربية السعودية وأهميتها، وقالت إن طهران عازمة على الاستمرار في إجراء المصالحة مع الرياض حتى لو لم تقدم امتيازات لطهران في موضوع اليمن، أو أصبح موضوع التطبيع مع إسرائيل رسميا.
لكن وبعد خطاب المرشد عادت هذه الصحف وبدأت بالحديث عن خطورة التطبيع وتبعاته، مؤكدة على شعارات ثورية معتادة أن "إسرائيل تحتضر" وأنها "ستزول لا محالة"، واعتبرت أن التطبيع هو "رهان على حصان خاسر" كما جاء على لسان خامنئي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": ممثل الفيفا هو الذي أمر بالإلغاء المباراة بعد مشاهدته حدوث انتهاكات
أشارت صحيفة "شرق" إلى ما تردد في وسائل إعلام النظام في إيران، وقالت إنه وعلى الرغم من ادعاء هذا الإعلام بأن إلغاء المباراة كان نتيجة لتعلل الفريق السعودي، إلا أن الحقيقة هي أن ممثلي الفيفا في المباراة هم الذين ألغوا هذه المباراة بعد مشاهداتهم لانتهاكات تتعارض مع قوانين الفيفا.
وأوضحت الصحيفة أن ما يؤكد ذلك هو عدم حضور الحكم إلى أرضية الملعب، في الوقت الذي كان من المفترض أن تبدأ به المباراة.
وقال خبراء رياضيون إنه وفي حال تم اعتبار نادي "سباهان" مخالفا لقوانين الفيفا فسيتم إعلان هزيمته أمام فريق "الاتحاد"، كما سيتم تغريمه مبالغ مالية.
"اعتماد": ملابسات اعتقال صحافية بعد محاولتها إعداد تقرير حول حادثة اعتداء للشرطة على مراهقة
علقت صحيفة "اعتماد" على موضوع اعتقال الصحافية في صحيفة "شرق"، مريم لطيفي، قبل أيام، وتضارب الروايات الرسمية حول سبب اعتقالها بعد محاولتها إعداد تقرير عن موضوع ضرب المراهقة أرميتا غراوند على يد الشرطة، ونقلها إلى أحد المستشفيات وهي فاقدة للوعي.
وتساءلت الصحيفة بالقول: إذا لم تكن هناك ملابسات خفية فلماذا يتم اعتقال الصحافية وتمنع من إعداد تقرير حول الموضوع؟
وأكدت الصحيفة أن ما قامت به مراسلة صحيفة "شرق" هو مكفول بالقانون، ولا يحق لأي مسؤول أو جهة رسمية منع أحد من ممارسته مهنته المشروعة.
ونوهت الصحيفة إلى أن من حق الرأي العام أن يطلع على ملابسات ما جرى، ومن حقه أيضا أن يشك بالرواية التي صدرت من الجهات الرسمية، مستشهدة بقصة مهسا أميني وتسمم طالبات المدارس بشكل متعمد، وذكرت أنه وبعد مرور فترة طويلة إلا أنه لم يتم الكشف عن حقيقة ما جرى في هذه القضايا وغيرها.
"هم ميهن": السلطة لجأت إلى آخر أدواتها لفرض الحجاب الإجباري على المجتمع لكن دون جدوى
في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" قال الباحث الحقوقي محسن برهاني إن ما تطرحه السلطات في موضوع الحجاب الإجباري يتجاوز حتى الأحكام الفقيه والدينية، وهي تحاول فرض أمور لا صلة لها بالإسلام على المجتمع.
وأوضح برهاني، الذي فُصل من مهنته كأستاذ جامعي قبل أشهر بسبب انتقاداته لأحكام الإعدام بحق المتظاهرين، أن هذه الأحكام والأمور التي تحاول السلطة فرضها بالقوة هي عبارة عن رغبات لمجموعة من المتدينين الذين ينتمون إلى تيار سياسي خاص.
ولفت برهاني إلى أنه يرحب بهذه الأحكام والقوانين الجديدة، من حيث إنها تعد آخر ما يملكه النظام من أدوات وطرق، لعله سيدرك بعد فشلها خطأ إصراره على تحميل قضية الحجاب بقوة القهر والإجبار، معتقدا أنه وبعد 6 أشهر من إنفاق المليارات واتخاذ العديد من الإجراءات نلاحظ أن حالة الحجاب لا تزال كما هي ودون تغيير يذكر.