بعد أنباء زيارته لألمانيا.. القضاء الألماني يحقق في شكاوى ضد عضو "لجنة الموت" الإيرانية

بعد أيام قليلة من الجدل حول رحلة عضو "لجنة الموت" لإعدام السجناء السياسيين في إيران عام 1988، حسين علي نيري، إلى ألمانيا لتلقي العلاج، ازدادت الشكاوى ضده وبدأ القضاء الألماني بالتحقيق بها.

ووفقا لمراسل قناة "إيران إنترناشيونال" في برلين، فقد أثيرت قضية الإعدامات السياسية في عام 1988 مرة أخرى في وسائل الإعلام الألمانية، بالتزامن مع هذه الشكاوى.

وذكر موقع "برس بورتال" الألماني، لأول مرة أن" عضو "لجنة الموت" الإيراني، حسين علي نيري، لإعدام السجناء السياسيين في عام 1988، عولج في ألمانيا الشهر الماضي، في عيادة مجيد سميعي".

وأعلن موقع "برس بورتال" الألماني، أن رئيس الجمعية الألمانية الإسرائيلية، فولكر بيك، أبلغ المدعي العام، والشرطة الجنائية، لولاية نيدرزاكسن، ووزارة الداخلية الألمانية، 7 يوليو (تموز)، عن وجود نيري في ألمانيا، ودعا إلى محاكمته، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء محدد منذ ذلك الحين.

وإلى جانب ردود الفعل على وجود ومعالجة حسين علي نيري في عيادة البروفيسور سميعي في ألمانيا، كشف السفير الإيراني السابق في ألمانيا، علي ماجدي، عن كيفية مغادرة رئيس القضاء الإيراني السابق، محمود هاشمي شاهرودي، ألمانيا والذي كان قد زار ذات مرة نفس العيادة.

يذكر أن عام 2018، تم نقل رئيس القضاء الإيراني السابق، محمود هاشمي شاهرودي، إلى نفس العيادة في هانوفر للعلاج، لكنه عاد إلى إيران قبل إكمال العلاج، بعد أن حاول عدد من المقيمين الإيرانيين في ألمانيا تقديم شكوى ضده واحتجازه.

وبحسب السفير الإيراني السابق في ألمانيا، فإن عملية معالجة هاشمي شاهرودي بدأت في هانوفر، ونشرت صورة له إلى جانب البروفيسور سميعي في وسائل الإعلام الألمانية، "حيث بدأ الإيرانيون المعارضون للنظام الإيراني، الدعاية ضده، بحجة القضايا المتعلقة بسلطة القضاء في إيران".

وقال ماجدي لموقع "رويداد 24": "كنت في طهران في ذلك الوقت لحضور ندوة. بمجرد وصولي إلى ألمانيا، أخبرت شاهرودي أنه سيكون من الأفضل العودة إلى إيران في أقرب وقت ممكن. اقترحت أن يأخذ طائرة خاصة، لكنه رفض ذلك بسبب التكلفة العالية. في هذه المرحلة، ارتكب الوفد المرافق لشاهرودي بعض الأخطاء بشراء تذكرة عودة عادية جدا من الخطوط الجوية الإيرانية".

وتابع ماجدي: "قالت وزارة الخارجية الألمانية إن هاشمي شاهرودي، لم يسافر إلى ألمانيا بصفته الرسمية، إنما دخل البلاد كمريض. لذلك لا يمكننا تزويده بميزات خاصة. لقد تحدثت شخصيا إلى نائب وزير الخارجية الألماني وقلت له إنه بما أنكم أصدرتم التأشيرة لهاشمي شاهرودي، لا يمكنكم إنكاره، لذا بالنظر إلى الظروف، يجب توفير تسهيلات كبار الشخصيات له كي يغادر البلاد".

وبحسب ماجدي، فقد تمت الموافقة على طلبه، و"مع الاتصالات التي أجراها مع السلطات، والعلاقات الجيدة بين البلدين"، حصلوا على إذن من وزارة الخارجية الألمانية، لأخذ هاشمي شاهرودي من المستشفى، ووضعوه مباشرة على متن الطائرة.

كما أشار السفير الإيراني السابق في برلين إلى الإجراءات الخاصة المتخذة لنقل هاشمي شاهرودي إلى المطار، قائلا: "غادرت سيارة السفارة المستشفى على مستوى عال جدا من الحراسة".
وبحسب ماجدي، فإن شاهرودي، لم يدخل حتى قاعة كبار الشخصيات بالمطار قبل دخول الطائرة، واستقل الطائرة مباشرة.

والآن، في حين أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها "لن تعلق على إصدار التأشيرات لحسين علي نيري"، نفى القضاء في النظام الإيراني أنباء زيارته لألمانيا.

ونفت وكالة "ميزان" للأنباء، التابعة للقضاء الإيراني، الخبر قائلة إنه "لم يسافر إلى ألمانيا في الأيام والأشهر وحتى السنوات الماضية، وأن هذا الخبر كاذب".

في نفس الوقت الذي نشرت فيه تقارير عن رحلة نيري إلى ألمانيا، وصفت برلمانية ألمانية إصدار التأشيرة لنيري بـ"العار"، ودعت عضوة البرلمان الأوروبي إلى إيقاف إصدار مثل هذه التأشيرات.

من ناحية أخرى، نفى مدير معهد هانوفر الدولي لطب الأعصاب، مجيد سميعي، وجود نيري ومعالجته في هذا المركز.

ونقلت صحيفة "هليدزهايم" عن سميعي قوله إنه "نفى الاتهام وأضاف أنه كطبيب، عليه واجب علاج أي شخص، حتى لو كان هذا الشخص هو فلاديمير بوتين".

وفي وقت سابق، بعد انتشار هذا الخبر، تجمع عدد من الإيرانيين، أمام هذه العيادة في هانوفر.