صحف إيران: "حرام سياسي" في "الحجاب".. وربيع دبلوماسي مع الرياض.. وتوتر عسكري تجاه أذربيجان
تعددت الموضوعات والقضايا التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 8 أبريل (نيسان)، بين ما هو داخلي وآخر خارجي ودولي.
الصحف المقربة من النظام لا تزال تركز في المقام الأول حول قضية الحجاب التي يبدو أن النظام بات منزعجا منها، في ظل حالة العصيان والرفض الذي تظهره النساء ضد قوانين الحجاب الإجباري، وهو ما دفع بالحكومة إلى اتخاذ تدابير وإجراءات جديدة كان آخرها وضع كاميرات مراقبة ذكية لمراقبة وتحديد هوية النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب الإجباري لتغريمهن ومعاقبتهن.
صحيفة "همشهري" تناولت هذه الأزمة الصاعدة في إيران، وأشارت إلى موقف المرشد خامنئي منها، حيث اعتبر المرشد أن خلع الحجاب "حرام سياسيا" قبل أن يكون حراما شرعيا، وهو ما دفع بالصحف إلى محاولة تفسير تحريم خلع الحجاب "سياسيا".
الصحيفة اعتبرت أن تحريم خلع الحجاب من الناحية السياسية يشير إلى كون الأعداء يريدون استغلال هذا الموضوع لـ"إسقاط النظام الإسلامي" في إيران، وبالتالي فإن خلع الحجاب يكمن فيه هدف من أهداف الأعداء مما يجعل استخدامه حراما لأنه يحقق مصلحة العدو.
أما صحيفة "كيهان" فقد ذهبت هي الأخرى قريبا من ذلك، ورأت أن خلع الحجاب يخل ويضعف النظام الإسلامي، كونه ينتهك إحدى قواعده، وكل ما يضعف النظام ويخل به يعد محرما من الناحية السياسية.
في سياق منفصل أشادت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية بالتطورات في علاقة إيران بالمملكة العربية السعودية، وقالت إنها خطوة مطلوبة، وشددت على أهمية الاقتداء بهذه الخطوة لتحسين علاقة إيران بالدول الغربية كذلك.
صحيفة "أفكار" علقت على الاجتماع بين وزير الخارجية الإيراني والسعودي في بكين، الخميس الماضي، واصفة ما تشهده العلاقات بين البلدين بـ"ربيع الدبلوماسية" بين طهران والرياض.
وفي شأن دولي آخر، غطت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" التوتر المتصاعد بين إيران وأذربيجان والذي بدأ بالتصعيد منذ الهجوم المسلح على السفارة الأذربيجانية في طهران، يناير (كانون الثاني) الماضي، وأشارت الصحيفة إلى قرار باكو بطرد 4 دبلوماسيين إيرانيين "غير مرغوب فيهم" من الأراضي الأذربيجانية. كما رأت الصحيفة أن الرئيس الأذربيجاني "واهم" عندما يعتقد أنه قادر على مواجهة إيران عسكريا.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": خلع الحجاب حرام سياسيا لأنه يضعف النظام الإسلامي
أشادت صحيفة "كيهان" المتشددة بمواقف المرشد الإيراني من الحجاب الإجباري، حيث أكد خامنئي، قبل أيام وخلال اجتماعه بكبار قادة النظام، على ضرورة الالتزام بقانون الحجاب الإجباري كون خلعه يعد محرما من الناحية الشرعية والسياسية.
الصحيفة ركزت على تعبير "الحرام السياسي" في كلام المرشد وأوضحت أن تعبير المرشد جاء موافقا لما تنص عليه المصادر الفقيه التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على النظام الإسلامي ومنع الإخلال به من غير ارتكاب للمنكرات والمنهيات في السلوك الاجتماعي.
ونوهت "كيهان" إلى أن ما يخل بالنظام الإسلامي سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي والأمني يعد محرما شرعا، وبالتالي فإن خلع الحجاب من قبل النساء يعد مصداقا للإخلال بأمن النظام الإسلامي حسب قراءة الصحيفة وتحليلها لكلام المرشد خامنئي.
وختمت الصحيفة إلى أن منع الإخلال بالنظام الإسلامي وضرورة حفظ النظام الإسلامي هما وجهان لعملة واحدة، مما يعطي مبررا للسلطات بمنع ومعاقبة كل مظاهر الإخلال بالنظام الإسلامي وعلى رأسها خلع الحجاب.
"اعتماد": المعركة الإعلامية بين النظام والمتظاهرين
تناول الكاتب والناشط الإصلاحي عباس عبدي المعركة الإعلامية بين النظام وأنصاره التي بلغت أوجها في الاحتجاجات الأخيرة، حيث حاول كل طرف من الأطراف الاستعانة بوسائل الإعلام للدفاع عن قضيته، مؤكدا أن المتظاهرين لا يزالون الطرف الأقوى في هذه المعركة من حيث التأثير عبر استخدام وسائل الإعلام، لاسيما الحديثة منها مثل وسائل التواصل الاجتماعي.
عبدي لفت في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى ضعف النظام في التغطية الإعلامية، حيث أوضح أن مؤسسة الإعلام تشكو من ضعف كبير وهي فاشلة بكل المعايير بحيث لا تنفك عن وصف ما يجري بأنها "أعمال شغب" و"فوضى"، وإذا قال أحد إن ما جرى هو انتفاضة واحتجاج فإنهم يعتبرون كلامه هذا أيضا مصداقا للفوضى وأعمال الشغب، وبالتالي يعطي المبرر لمعاقبته وملاحقته قانونيا وقضائيا.
وأضاف عبدي أن النظام يتجاهل الحقيقة المعروفة وهي أن كل احتجاجات غاضبة لا بد وأن تصحبها بعض الأعمال مثل حرق اللافتات وحاويات النفاية، مؤكدا أن أمثال هذه الأحداث كانت كثيرة في زمن الثورة الإيرانية عام 1979 وهو ما يجعل وصف ما حدث في الاحتجاجات الأخيرة في إيران بأعمال شغب وصفا غير دقيق.
"دنياي اقتصاد": الحكومة تقدم تبريرات غير علمية لأرقام التضخم والتردي الاقتصادي
في موضوع اقتصادي، قال الخبير الاقتصادي موسى غني نجاد، إن المنظرين الاقتصاديين التابعين للحكومة يعطون معلومات واستدلالات غير منطقية وتتعارض مع جميع بديهيات علم الاقتصاد والتجارب البشرية.
وأوضح الكاتب في مقابلة مع صحيفة "دنياي اقتصاد" أن هذه الاستدلالات والتحليلات يكتوي بها الشعب الإيراني، مؤكدا أن اقتصادا مغلقا ومعزولا مثل الاقتصاد الإيراني يكون التضخم فيه حالة طبيعية وبالتالي فإن القدرة الشرائية للناس تتراجع باستمرار في ظل الوضع الراهن.
"جهان صنعت": احتكار المؤسسات العسكرية والحكومية للاقتصاد في إيران
أشار الكاتب والمحلل الاقتصادي حسين راغفر في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" إلى خروج الاستثمارات من إيران بشكل كبير، لاسيما في السنوات الأخيرة، وعزا السبب الرئيسي وراء ذلك إلى احتكار المؤسسات العسكرية والحكومية للاقتصاد، بحيث سلبت الحوافز من القطاعات الخاصة للاستثمار والوجود في الأسواق الإيرانية.
أما الكاتب فرشاد مؤمني فانتقد في مقابلته مع الصحيفة الميزانية الحالية للحكومة، وقال إن هذه الميزانية ستخلق مزيدا من التراجع في البلاد وستعزز أشكال الفقر والبؤس والفساد والتخلف والشرخ بين الشعب والنظام بالإضافة إلى أنها تساهم في اعتماد الحكومة على الدول الأجنبية.