صحف إيران: النظام يضخم "كورونا".. وحساب رئيسي على "إنستغرام".. والحصار الإقليمي
يبحث النظام الإيراني عن أي طريقة للتأثير على مسار الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة، فبعد إجراءات قمع المتظاهرين وعمليات الإعدام التي هدفت إلى تخويف المتظاهرين وترهيبهم، يحاول النظام الآن تضخيم قضية كورونا لكي يفرض إجراءات تقييدية ضد حركة المواطنين وتنقلاتهم.
وفي مقابلة سابقة للناشط الإصلاحي عباس عبدي مع صحيفة "اعتماد" قال عبدي إن أزمة كورونا التي وصلت قبل عامين إلى إيران كانت سببا رئيسيا في توقف المظاهرات، لكن بعد انحسار أزمة جائحة كورونا عاد الناس إلى الشوارع والمظاهرات من جديد لكن هذه المرة بشكل أقوى وإصرار أشد.
صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد خامنئي أظهرت حفاوة غير مباشرة بالفيروس وكتبت حول كورنا في صفحتها الاولى وعنونت بالقول: "موجة أخرى من كورونا تدخل إلى البلاد بعد كشف 3 سلالات جديدة"، فيما كتبت "وطن امروز" التابعة للحرس الثوري وفي صفحتها الأولى أيضا: "بدء الموجة الثامنة من كورونا"، وواضح ترحيب هذه الصحف ومن سار في فلكها بهذا الفيروس الذي ربما باتت تجده المنقذ والمخلص من أزمة النظام الراهنة.
وفي موضوع آخر، علقت صحيفة "جهان صنعت" على تلقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "علامة التحقق الزرقاء" لحسابه على "إنستغرام" رغم أن نظامه يقيّد وصول الشعب الإيراني إلى جميع منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة بما في ذلك "إنستغرام" و"واتساب".
وتساءلت الصحيفة بالقول: "لماذا يُحرم المواطنون من الاستخدام الحر لوسائل التواصل الاجتماعي بينما يستخدمها المسؤولون بشكل رسمي"، مؤكدة أن ذلك تناقض صريح من قبل مسؤولي النظام. وقالت إنه يجب على رئيسي أن يتخلى عن علامة التحقق الزرقاء أو يأمر برفع الحجب عن التطبيقات ليسمح للمواطنين باستخدامها بشكل حر ودون قيود.
وفي الأثناء، قال الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية إن "الكثيرين الآن باتوا يعرفون أن إعدام المتظاهر محسن شكاري لم يحظ بقبول أطراف داخل النظام نفسه، والكل يحاول التهرب من الحديث حول الموضوع، وقد أدركوا خطأ إعدامه".
وفي صعيد منفصل، سخرت صحيفة "جمهوري إسلامي" من مواقف المسؤولين الإيرانيين سابقا حول إسرائيل والتوعد بمحوها من الخارطة، وأكدت أنه وخلافا لهذه المواقف والتصريحات السابقة يلاحظ الآن أن التحركات الدبلوماسية لإسرائيل تتوسع وتزداد علاقاتها مع دول المنطقة، وحذرت قادة النظام من تجاهل هذه التطورات وقالت إن حلقة حصار إيران اكتملت من قبل إسرائيل ودول المنطقة.
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آفتاب يزد": الاقتصاد الإيراني المريض تحت يد مسؤولين فاقدين للخبرة والتخصص
أشار الخبير الاقتصادي هادي حق شناس في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد" إلى الأزمة الاقتصادية في إيران، وذكر أن المشكلة الأساسية في إيران على الصعيد الاقتصادي ترجع إلى وجود فريق لا يمتلك الخبرة الاقتصادية اللازمة، لافتا إلى أن رئيس منظمة التخطيط والميزانية ليس له تخصص في مجال عمله وإنما تخصصه في قطاع النفط، كما أن وزير الاقتصاد لا يمتلك رؤية اقتصادية متزنة ويفتقر إلى المهارات المطلوبة لمن يتولى منصب وزارة الاقتصاد.
الصحيفة في تقريرها الذي عنونته بـ"الاقتصاد الإيراني المريض تحت أيدي أطباء فاقدين للتجربة اللازمة"، نقلت عن حق شناس قوله: "إذا قبلنا أن الاقتصاد الإيراني هو اقتصاد مريض وصعب العلاج ينبغي علينا أن نقصد أفضل الأطباء لمعالجة هذا المريض المزمن وليس إلى أطباء لا يمتلكون أدنى تجربة أو تخصص".
ونوه الكاتب إلى استقالة أو إقالة رئيس البنك المركزي بعد أن تدهورت أوضاع العملة الإيرانية، وقال إن الفريق الاقتصادي لحكومة رئيسي لا يمتلك سجلا جيدا ولذا لا نستطيع أن نتوقع حصول مخرجات إيجابية وإنما يكتفي هذا الفريق بالقضايا اليومية العابرة دون وجود استراتيجية واضحة لمستقبل بعيد.
"هم ميهن": التلوث في إيران لا يقتصر على الهواء والماء فمؤسسات الدولة ملوثة بالفساد
تناولت صحيفة "هم ميهن" في تقرير لها أزمة التلوث في العاصمة طهران وتحدثت عن رسالة بعث بها أعضاء مجلس بلدية طهران إلى رؤساء السلطات الثلاث طالبوا فيها بضرورة عزل رئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، وقالت: "مشكلة إيران ليست في تلوث الهواء أو المياه أو الغذاء وإنما المشكلة الرئيسية هي تلوث المؤسسات الحكومية والسياسية، وهذا التلوث السياسي له جذور في إرادة تيار صغير السيطرة على كل شيء والاستحواذ على السلطة، والآن وبعد أن حققوا ما أرادوا وسيطروا على كامل المؤسسات تبين مدى فشلهم وعجزهم عن معالجة الأزمة".
وأضافت الصحيفة: "سبب الأزمة الرئيسي هم الأصوليون الجدد الذين كانوا يسعون إلى جمع السلطات الثلاث في أيديهم ليقصوا الآخرين ويحذفوهم من المشهد السياسي، لكنهم وبعد أن تحقق لهم ما أرادوا وجدوا أنفسهم وحيدين ومتورطين في شتى المشاكل ولا يوجد بينهم من يستطيع حل المشاكل الراهنة".
"كيهان": يجب أن نحرم المخلين بالوضع الاقتصادي من الأمن
أما إذا نظرنا إلى الطريقة التي تنصح بها صحيفة "كيهان" لمعالجة المشاكل في إيران فنجد أنها تركز على القمع المفرط ومعاقبة من تسميهم المخلين بالوضع الاقتصادي، والسبب في ذلك كون البلاد تعيش في حرب اقتصادية تتطلب شدة وحزما لا تواني فيه.
وكتبت الصحيفة: "يجب أن يتم رفع تبعات الجرائم التي يرتكبها الأفراد ولا ينبغي أن يشعر المخلون بالوضع الاقتصادي ومن يضعون أسعارا مصطنعة، لا ينبغي أن يشعروا بالأمن والاستقرار".
وأضافت: "من أجل الحفاظ على حياة الشعب ينبغي علينا التشدد في التعامل مع المخلين بالاقتصاد، حيث يجب أن يتحمل هؤلاء تبعات أكثر من التبعات العادية وتكون منسجمة مع الحرب الاقتصادية التي يشنها العدو على إيران".