على خلفية قضية الصحافية الإيطالية سالا.. ترامب يوافق على تعليق تسليم متهم إيراني من روما

ذكرت صحيفة "إل جورنايالي"، المقربة من الحكومة الإيطالية، أن جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، حصلت على موافقة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بتعليق تسليم محمد عابديني نجف ‌آبادي، الإيراني المعتقل في إيطاليا بتهمة التعاون العسكري مع النظام الإيراني، إلى واشنطن.

وكانت "إيران إنترناشيونال" قد أفادت في وقت سابق يوم 3 يناير (كانون الثاني) الجاري بأن الحكومة الإيرانية ربطت الإفراج عن الصحافية الإيطالية تشيشيليا سالا، المعتقلة في طهران، بالإفراج عن عابديني نجف ‌آبادي.

ونجف ‌آبادي، البالغ من العمر 38 عامًا، تم اعتقاله في 16 ديسمبر (كانون الأول) في مطار ميلانو بناءً على طلب من الولايات المتحدة. ويُتهم بالتورط في نقل تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى إيران، التي استخدمتها القوات المدعومة من طهران في الهجوم القاتل ضد الجنود الأميركيين على الحدود الأردنية السورية في فبراير (شباط) 2024.

والتقت رئيسة وزراء إيطاليا ميلوني بترامب في مقر إقامته الشخصي في مارالاغو بولاية فلوريدا يوم 4 يناير (كاون الثاني) الجاري.

ووفقا للتقارير الإعلامية، كانت قضية تشيشيليا سالا من أبرز الموضوعات التي تمت مناقشتها بين الطرفين.

وأضافت صحيفة "إل جورنايالي" أن ميلوني تمكنت خلال هذه الزيارة من إقناع الرئيس المنتخب للولايات المتحدة بتعليق عملية تسليم عابديني "لمدة زمنية محدودة".

وأشارت الصحيفة إلى أن تعليق التسليم سيتم لفترة محدودة، ويتعين على إيطاليا خلال هذه الفترة السعي من أجل الإفراج عن سالا من السجون الإيرانية.

وأضافت الصحيفة أن "نظام طهران يستخدم سالا كأداة ضغط لوقف طلب تسليم عابديني إلى الولايات المتحدة".

وفي 2 يناير (كانون الثاني)، استدعت وزارة الخارجية الإيطالية محمد رضا صبوري، سفير إيران في روما، مطالبة بالإفراج الفوري عن سالا.

ومن جهة أخرى، أكدت السفارة الإيرانية في روما، رغم التقارير حول الظروف السيئة للاحتجاز، أن جميع التسهيلات قد تم توفيرها لسالا بناءً على "الرحمة الإسلامية والاعتبارات الإنسانية".

كما طلبت السفارة الإيرانية تسريع عملية الإفراج عن عابديني وتوفير الراحة له أثناء احتجازه.

كما رفض المدعي العام في ميلانو طلب الإفراج المشروط عن عابديني، مشيرًا إلى احتمال هروبه قبل اتخاذ قرار بشأن تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة "إل جورنايالي" أن الوقت يمثل عاملاً بالغ الأهمية في "هذه القضية المعقدة"، ولهذا قررت ميلوني إجراء محادثات مع ترامب قبل تنصيبه الرسمي. ومن المقرر أن يتولى ترامب الرئاسة في 20 يناير الجاري.

وأضافت الصحيفة أن "الأسبوع الحاسم" لحل قضية سالا قد بدأ الآن".

وسيكون لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية مع جو بايدن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة، في 11 يناير (كانون الثاني) في روما، خطوة أخرى من خطوات ميلوني نحو الإفراج عن سالا.

وفي تطور آخر، سيحضر ألفريدو مانتوفانو، نائب وزير الخارجية الإيطالي، في 6 يناير جلسة لجنة الأمن البرلمانية الإيطالية. ومن المتوقع أن يقدم مانتوفانو تقريرًا عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإيطالية والمفاوضات التي جرت من أجل إعادة سالا إلى إيطاليا.

من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين 6 يناير (كانون الثاني)، أن اعتقال سالا لا علاقة له بقضية عابديني، وأن الصحافية قد تم اعتقالها بسبب "انتهاك القوانين" في إيران.

ويعتبر ناشطو حقوق الإنسان اعتقال المواطنين الغربيين من قبل إيران "احتجاز رهائن حكوميا"، مؤكدين أن طهران تستخدم هذه الأداة للضغط على الغرب وللحصول على تنازلات.