إيران تسعى لزيادة نفوذها في أميركا اللاتينية.. وحزب الله ينشئ مراكز تدريب بفنزويلا
ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن إيران تسعى لزيادة نفوذها في أميركا اللاتينية، وبشكل خاص في فنزويلا، وأن اتفاقية تعاون مدتها 20 عامًا بين طهران وكاراكاس تم توقيعها في يونيو (حزيران) الماضي. ووفقًا للتقرير، فقد أنشأ حزب الله اللبناني أيضًا مراكز تدريب عسكرية في فنزويلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن "القضية الإيرانية لا تقتصر فقط على الشرق الأوسط. بالإضافة إلى تهديدات الأميركيين من خلال الهجمات الإلكترونية والتخطيط لاغتيال المسؤولين الأميركيين، بل يبدو أن إيران قد وسعت وجودها في أميركا اللاتينية".
وقد أضافت الصحيفة، أمس الأحد 5 يناير (كانون الثاني)، أن فنزويلا خصصت مليون هكتار من الأراضي الزراعية لإيران.
وتعتبر فنزويلا من الحلفاء الرئيسين للنظام الإيراني، وفي السنوات الأخيرة، أدت المواقف السياسية المشتركة بين طهران وكاراكاس، بالإضافة إلى العقوبات النفطية الأميركية ضد البلدين، إلى تعزيز التقارب بينهما.
وفي 24 أكتوبر (تشرين الأول)، التقى مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، على هامش قمة "بريكس" في "قازان" بروسيا، مع نيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا، وأكد على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران وكاراكاس.
وفي يونيو (حزيران) من العام الماضي، خلال زيارة إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني السابق، إلى كاراكاس، وقع الجانبان مذكرة تفاهم لتوسيع التعاون في مجال البتروكيماويات، بهدف تنفيذ مشاريع مشتركة.
وأعلن رئيسي في ذلك الوقت أن إيران تعتزم زيادة تجارتها مع فنزويلا من 3 مليارات دولار سنويًا إلى 20 مليار دولار.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2022، أفادت مصادر دبلوماسية غربية لـ"إيران إنترناشيونال" بأن إيران كانت قد بدأت مفاوضات مع فنزويلا في نفس الوقت الذي كانت فيه تقمع انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، وذلك لتوفير ملاذ آمن للمسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم في حال تصاعد الوضع في إيران، وزيادة احتمالية الإطاحة بالنظام.
وقد تابعت صحيفة "إسرائيل هيوم" تقريرها بالإشارة إلى أن فنزويلا أصبحت أيضًا مركزًا لأنشطة حزب الله اللبناني، أقوى جماعة وكيلة لإيران.
وقالت الصحيفة إن الحزب قد أنشأ بعض "مراكز التدريب العسكرية" في مناطق مختلفة من فنزويلا، مما يتيح لإيران استهداف "المصالح الأميركية"، وتوسيع نفوذها في أميركا اللاتينية.
وحذرت الصحيفة أيضًا من أن "إيران من خلال نشر قواتها الوكيلة بالقرب من الحدود الأميركية، قد وسعت نفوذها إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، مما يخلق تهديدًا أكبر".
وتأتي تقوية العلاقات بين طهران وكاراكاس في وقت يواجه فيه نيكولاس مادورو، الرئيس الحالي لفنزويلا، أزمة شرعية دولية. حيث إن العديد من الدول الغربية ودول أميركا اللاتينية لم تعترف بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لفنزويلا.
ومنذ عام 2013، تولى مادورو السلطة في فنزويلا بعد وفاة هوغو شافيز. وقد شهدت البلاد خلال رئاسته انهيارًا اقتصاديًا واسعًا، مما أدى إلى هجرة نحو ثلث سكان فنزويلا البالغ عددهم 28 مليونًا.
وتدهورت العلاقات الدبلوماسية لفنزويلا مع الغرب في فترة حكم مادورو، حيث فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على فنزويلا.
ونتيجة للعقوبات الدولية، تعرض قطاع النفط في فنزويلا لأضرار بالغة، مما أدى إلى تضخم هائل وزيادة كبيرة في معدل الهجرة.