الرئيس الإيراني يرحب وصحيفة المرشد: "حماقة".. انقسام في طهران حول التفاوض مع واشنطن

في موقف يعكس تباينا في رؤية القيادة داخل طهران بشأن المفاوضات مع واشنطن، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان استعداده إجراء مفاوضات مع أميركا، وطرح شروطا في هذا الصدد، فيما اعتبرت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد طلب التفاوض "حماقة" وسلوكًا غير شريف وغير مبدئي.

وكتبت "كيهان"، اليوم الأربعاء 15 يناير (كانون الثاني) أنه على الرغم من تأكيد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على سياسة "الضغط الأقصى"، وإصداره أوامر بقتل قاسم سليماني في ولايته السابقة، "فإن بعض الأوساط المرتبطة بالحكومة تتحدث عن ضرورة التفاوض معه".

ووصفَت الصحيفة، التي يُعيّن مديرها العام من قبل المرشد الإيراني، تصريحات مسؤولي الحكومة حول "المفاوضات الشريفة" أو "المفاوضات مع الحفاظ على المبادئ" بأنها "شعارات كاذبة".

وكتب مهدي طباطبائي، مساعد الرئيس الإيراني لشؤون الاتصالات، يوم الثلاثاء في حسابه على "إكس" أن بزشكيان أعلن في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية أن طهران "مستعدة لمفاوضات شريفة ومتساوية".

وهاجمت "كيهان"، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، في عدة تقارير مختلفة تصريحات مسؤولي الحكومة حول المفاوضات؛ فمن ناحية طالبت برفع العقوبات الأميركية وفقًا للاتفاق النووي، ومن ناحية أخرى وصفت الاتفاق بأنه "خسارة محضة".

وأشارت الصحيفة في إحدى مقالاتها إلى تصريحات المرشد علي خامنئي الذي قال إن طهران ستعود إلى التزاماتها بموجب الانفاق النووي فقط عندما "تلغي الولايات المتحدة جميع العقوبات فعليًا وليس قولًا أو على الورق، ويتم التحقق من رفع العقوبات من قبل إيران".

وكتبت في تقرير آخر: "على الرغم من كل الدروس والخسائر التي نتجت عن الاتفاق النووي للبلاد، لا يزال بعض الأشخاص في الداخل يسعون لاستمرار المفاوضات والاتفاقيات الجديدة".

وكان حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، قد كتب سابقًا في افتتاحية الصحيفة يوم السبت 4 يناير (كانون الأول): "أولئك الذين يطرحون موضوع المفاوضات مع أميركا إما نائمون أو سكارى أو مجانين".

"عندما تفي أميركا بوعودها.. سنتفاوض"

وأكّد الرئيس مسعود بزشكيان، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" بثت كاملة اليوم الأربعاء، على تصريحاته حول المفاوضات مع ترامب قائلًا: "على أميركا أولًا أن تثبت أنها تفي بوعودها. عندما يقبلون بذلك، سنتفاوض".

في الوقت نفسه، أعلن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أن طهران لن تتفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة ما لم تعد واشنطن إلى الاتفاق النووي أو تعلن سياستها في هذا الصدد.

وعلى الرغم من ترحيب مسؤولي الحكومة بالمفاوضات مع ترامب، وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، في 8 يناير (كانون الثاني)، المؤيدين للمفاوضات مع أميركا بأنهم "مرعوبون من العدو"، وطالب مسؤولي النظام بعدم مراعاة "توقعات الأميركيين غير المعقولة" عند اتخاذ القرارات بشأن قضايا مختلفة مثل الحجاب والتضخم والعملة.

انتقاد تصريحات بزشكيان حول عدم محاولة اغتيال ترامب

وقال بزشكيان في مقابلته مع "إن بي سي نيوز" إن إيران لم تخطط أبدًا لاغتيال دونالد ترامب، ولن تفعل ذلك في المستقبل.

وبعد نشر هذا التصريح من قبل الرئيس الإيراني، كتبت وكالة "دانشجو" الإخبارية، التابعة لـ"الباسيج الطلابي"، في إشارة إلى تأكيد خامنئي على الانتقام لمقتل سليماني، إن تصريحات بزشكيان "تُظهر بلا شك موقف ضعف من إيران تجاه الدول الغربية والولايات المتحدة".

وفي الوقت نفسه، أشارت وسائل إعلام إيرانية أخرى، بما في ذلك صحيفة "هم ميهن"، إلى أن الظروف ستزداد صعوبة بعد تولي ترامب السلطة.

ومن المقرر أن يبدأ ترامب رسميًا عمله كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، بعد مراسم التنصيب.