وزير الخارجية الإيراني: لن نتفاوض حتى تعلن إدارة ترامب سياستها بشأن الاتفاق النووي
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لن تدخل في مفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة حتى تعود واشنطن إلى الاتفاق النووي أو تعلن سياستها بوضوح حول هذا الاتفاق.
وفي مقابلة تلفزيونية مساء أمس الثلاثاء 14 يناير (كانون الثاني) 2025، قال عراقجي: "الحقيقة أن أميركا انسحبت من الاتفاق النووي، ولن نجري أي مفاوضات مع أميركا ضمن إطار الاتفاق النووي أو بشأن الملف النووي".
وأضاف: "في السابق، كنا نتفاوض مع باقي أعضاء الاتفاق النووي، وهم الذين كانوا يتواصلون مع أميركا، وكان ذلك أشبه بمفاوضات غير مباشرة".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن سياسة طهران "لا تزال كما هي؛ لن نتفاوض مع الحكومة الأميركية بشأن الملف النووي حتى تعود إلى الاتفاق أو تعلن سياستها بوضوح. لكننا سنواصل التفاوض مع الدول الأوروبية والصين وروسيا".
جاءت تصريحات عراقجي في الوقت الذي أشار فيه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن. ووفقًا لنائب الاتصالات والإعلام في مكتب بزشكيان، فقد "أرسل الرئيس رسالة هامة" إلى الولايات المتحدة سيتم نشرها عبر شبكة "NBC" اليوم الأربعاء.
وفي وقت سابق، ومع اقتراب بدء عمل إدارة ترامب الجديدة، أكد علي عبدالعلي زاده، المقرب من بزشكيان، على ضرورة الحوار بين إيران وأميركا.
وفي هذا السياق، تأتي إشارات بزشكيان الإيجابية تجاه التفاوض مع أميركا بالتناقض مع تصريحات المرشد علي خامنئي، الذي انتقد الأسبوع الماضي مؤيدي الحوار مع أميركا ووصفهم بأنهم "مرعوبون من العدو". كما دعا قادة إيران إلى عدم مراعاة ما وصفه بـ"المطالب الأميركية غير المبررة" في قضايا مثل الحجاب، والتضخم، والعملات الأجنبية.
خامنئي: العداء الأميركي تجاه إيران "طويل الأمد"
وأشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى التساؤلات حول سبب التفاوض مع الأوروبيين في حين ترفض طهران التفاوض مع الولايات المتحدة، قائلا: "عداء أميركا لإيران والثورة هو عداء طويل الأمد".
ومع اقتراب بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي ستبدأ بعد أقل من أسبوع، أفادت التقارير بأن ترامب يخطط لإحياء حملة "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني لمواجهة سياساته النووية والإقليمية.
رغبة إيران في إعادة فتح سفارتها في دمشق
وفي الأثناء، أضاف عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أن إيران تدعم "الحكومة التي تعكس إرادة الشعب في سوريا"، وقال إنه إذا تم ضمان أمن السفارة الإيرانية في دمشق، فإن إيران ستقوم بإعادة فتح سفارتها.
وفي وقت سابق، أكد أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، قائد "هيئة تحرير الشام"، أن المعارضة في سوريا أعادت بإسقاط حكومة بشار الأسد مشروع إيران في المنطقة 40 عامًا إلى الوراء. وقال في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" نشرت في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024: "في ظل الأسد، تحولت سوريا إلى منصة لإيران للسيطرة على العواصم العربية الرئيسية، وتمديد الحروب، وزعزعة استقرار الخليج عبر المخدرات مثل الكبتاغون".
وأضاف الشرع: "من خلال إزالة الميليشيات الإيرانية وقطع طريق النفوذ الإيراني في سوريا، خدمنا مصالح المنطقة، وحققنا ما عجزت الدبلوماسية والضغط الخارجي عن تحقيقه، بأقل خسائر ممكنة".
وكان المعارضون المسلحون قد تمكنوا من تنفيذ عملية مفاجئة استمرت 11 يومًا بدأت من إدلب وحلب، ووصلوا إلى دمشق في 8 ديسمبر 2024، ليقضوا على خمسة عقود من حكم عائلة الأسد في سوريا.
ويعتبر المراقبون أن الأحداث الأخيرة في سوريا كانت ضربة لنفوذ إيران الإقليمي، ويعتقدون أن سقوط حكم الأسد سيغير توازن القوى في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالانتقادات الغربية لإمداد إيران بالأسلحة إلى روسيا، قال عراقجي: "إذا كانت أوروبا غاضبة من وجود الأسلحة الإيرانية في يد الروس، فعليها أن تكون مسؤولة عن تعاونها العسكري مع إسرائيل".
وأضاف أن اتفاق التعاون بين إيران وروسيا كان قيد الإعداد والمراجعة لأربع سنوات، وأكد أن "هذا الاتفاق لا علاقة له بالتحولات الأخيرة في الأشهر الماضية".