مركز أبحاث بريطاني: انضمام لندن لسياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران سيدعم استقرار الشرق الأوسط

قال مركز الأبحاث البريطاني "بوليسي إكستشينج" إن إيران أصبحت الآن في موقف ضعف، وأن بريطانيا يمكنها استخدام هذه الفرصة والانضمام إلى سياسة "الضغط الأقصى" التي يتبناها دونالد ترامب لتهيئة الظروف لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي تقرير صادر عن المركز، اليوم الاثنين 13 يناير (كانون الثاني)، بعنوان "الأزمة والفرصة في الشرق الأوسط: خيارات السياسة البريطانية تجاه إيران في عام 2025"، أشار إلى التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة.

وذكر التقرير أنه على الرغم من أن هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشيرين الأول) 2023 ألحق في البداية ضررًا بسمعة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، إلا أن التطورات في المنطقة بعد أكثر من عام على هذا الحدث سارت في اتجاه آخر؛ "فقد انهارت الآن الجماعات التابعة لإيران، كما أُضعفت القدرات العسكرية للنظام الإيراني".

وأضاف المركز: "إن نظام إيران، الذي كان مصدرًا لمعاناة كبيرة للشعب الإيراني وتهديدات أمنية خطيرة للمنطقة وبريطانيا وشركائنا، قد مر بعام كارثي".

وفي 10 يناير (كانون الثاني)، أشار ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، إلى هجومين صاروخيين "فاشلين" شنتهما إيران ضد إسرائيل، و"انهيار" حزب الله في لبنان كأهم جماعة تابعة لطهران، و"تراجع كبير" في قوة حماس في قطاع غزة، وأخيرًا سقوط نظام بشار الأسد، قائلًا: "كل هذه القضايا وضعت النظام الإيراني في موقف استراتيجي أضعف بكثير".

وفي 12 يناير، تناولت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها تراجع القدرات العسكرية للنظام الإيراني، وذكرت أن أنظمة الدفاع الجوي التي عرضها الحرس الثوري في مناوراته الأخيرة كانت ذات جودة أقل مقارنة بتلك التي استهدفتها إسرائيل في هجوم أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن الأسلحة التي عُرضت في هذه المناورات كانت في الغالب نفس الأسلحة التي استخدمتها إيران في هجوميها المباشرين ضد إسرائيل، لكنها لم تحقق نجاحًا يُذكر.

الضغط الأقصى أم نهج بديل؟
وتطرق تقرير المركز البريطاني إلى التكهنات حول استئناف سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران في إدارة ترامب القادمة، وذكر أن حلفاء واشنطن يواجهون الآن خيارًا بين الانضمام إلى سياسة "الضغط الأقصى" أو تبني نهج بديل تجاه طهران.

وأوصى المركز الحكومة البريطانية بدعم سياسة ترامب ضد إيران للمساعدة في خلق شرق أوسط "مستقر ومزدهر".

وجاء في التقرير: "حلفاؤنا العرب، الذين هم أيضًا شركاؤنا الاقتصاديون الرئيسيون، سيرحبون بتضامن بريطانيا في مواجهة أكبر تهديد أمني لهم. بالإضافة إلى ذلك، في ظل المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في المحيط الهادئ، فإن ضمان إمدادات النفط من المنطقة سيكون أمرًا بالغ الأهمية".

كما دعا مارك سيدويل، المستشار الأمني البريطاني السابق، الاثنين 13 يناير (كانون الثاني) إلى موقف مماثل، حيث طالب الحكومة البريطانية بالتحالف مع سياسة "الضغط الأقصى" لترامب لتغيير النظام الإيراني أو إحداث تغييرات جذرية في سلوكه.

وأشار التقرير أيضًا إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران، حيث وصل معدل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 80 عامًا، بينما زاد الإنفاق الدفاعي-العسكري للنظام الإيراني في الميزانية الأخيرة بنسبة 200%.

في حين أن الشعب الإيراني محروم من تلبية احتياجاته الأساسية، مما أدى إلى تفاقم السخط الاجتماعي.

وفي الأشهر الأخيرة، زاد عدد التظاهرات احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية الصعبة في إيران.
وفي إحدى هذه التظاهرات في 29 ديسمبر (كانون الثاني)، خرجت مجموعة من تجار طهران إلى الشارع في منطقة "15 خرداد" احتجاجًا على التضخم وارتفاع سعر الصرف، حيث أضربوا وأغلقوا محالهم.

الصراع على خلافة خامنئي
وتناول التقرير أيضًا موضوع خلافة المرشد الإيراني علي خامنئي، وحذر من أن "الصراع الشديد" حول هذه القضية بين أركان النظام قد يؤدي إلى "تعزيز أكثر الجماعات تشددًا في إيران"، ويؤثر على البرنامج النووي الإيراني، وقد تمتد تبعاته إلى ما هو أبعد من حدود البلاد.

ودعا المركز الحكومة البريطانية إلى التأكيد على تولي شخص في إيران "مستعد لاتخاذ خطوات نحو توسيع الحريات داخل البلاد والتصرف بمسؤولية على الساحة الدولية".

ووفقًا للتقرير، فإن مثل هذا الشخص سيكون قادرًا على كسب احترام المجتمع الدولي.