مسؤول أميركي سابق يطالب ترامب بـ"فرصة أخيرة للدبلوماسية قبل الهجوم على إيران"
قال العضو السابق في فريق التفاوض الأميركي بشأن الملف النووي الإيراني، ريتشارد نيفيو، إنه بينما تستعد الولايات المتحدة لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، ينبغي أن تمنح فرصة أخيرة للدبلوماسية لأسباب عديدة، منها التكلفة العالية لهذا الهجوم.
وأوضح نيفيو، في مقال له بمجلة "فورين أفيرز"، أنه بالنظر إلى مخاطر العمل العسكري الأميركي ضد إيران، يجب على واشنطن مع بداية إدارة ترامب إعطاء آخر فرصة للتفاوض بحسن نية لوقف برنامج إيران النووي.
وتُشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى نيفيو باعتباره "مهندس العقوبات ضد إيران في إدارة باراك أوباما". وهو مؤلف كتاب "فن العقوبات" وسبق أن عمل في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأميركية، حيث تابع الملف النووي الإيراني عن قرب لأكثر من عقدين.
وأشار نيفيو إلى أن الدعوات لشن هجوم عسكري على إيران قد طُرحت في واشنطن على مدار عقدين، لكنها قوبلت بالرفض بسبب الحجج المقنعة ضد العمل العسكري، وأيضًا لأن قدرات إيران النووية لم تكن متطورة بما يكفي في تلك الفترة.
وأضاف أنه في المقابل، كانت هناك وحدة دولية بشأن ضرورة الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وعندما أصبح الهدف السلمي محل شك، توحد المجتمع الدولي في فرض عقوبات قاسية على إيران دفعتها إلى طاولة المفاوضات.
وفي مقاله، شدد نيفيو على أن هناك أسبابا وجيهة لعدم شن هجوم على إيران حتى الآن، أبرزها أن هذا الهجوم سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيستهلك موارد ضخمة من الولايات المتحدة في وقت ترغب فيه واشنطن في التركيز على مناطق أخرى.
كما حذر من أن فشل أي هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية سيضر بمصداقية الولايات المتحدة بشكل كبير.
واعتبر نيفيو أن أفضل وأطول الحلول أمدًا هو التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، مشيرًا إلى أن حتى أدق الهجمات قد تؤدي فقط إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني، دون إنهائه تمامًا.
ورغم ذلك، أقر نيفيو بأن البرنامج النووي الإيراني قد تقدم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وقال إن إيران تمتلك تقريبًا كل ما يلزم لصناعة سلاح نووي.
وأشار أيضًا إلى ضعف إيران الحالي مقارنة بالماضي، مع تراجع قوة حلفائها الإقليميين وزيادة الضغوط الاقتصادية عليها.
وفي ختام مقاله، نصح نيفيو إدارة ترامب بضرورة التخطيط لعمل عسكري محكم في حال فشل الجهود الدبلوماسية، مع ضمان أن تدرك إيران جدية التهديد. وأضاف أن الهجوم على البرنامج النووي الإيراني قد يضغط على إيران بشكل أكبر، ويجبرها على اتخاذ قرارات استراتيجية حقيقية بشأن أولوياتها، ما قد يؤدي إلى إضعاف النظام في نهاية المطاف.