صحف إيران:

المفاوضات "فرصة أخيرة".. و"بيع الوهم" للإيرانيين.. ونائب الرئيس يهدد الأصوليين

يحتدم الصراع في إيران بين المؤيدين والمعارضين لإجراء مفاوضات مع الدول الأوروبية، حيث تعتبر الصحف الأصولية أن التفاوض في هذا الظرف يرسل رسائل ضعف وهوان من جانب طهران للأطراف الدولية.

أما الصحف الإصلاحية أو شبه المستقلة فتعتبر المفاوضات ضرورة ماسة لإيران، وأنه لا ينبغي التردد في خيار التفاوض لمنع الأمور من السقوط في منزلقات جديدة وخطيرة.

صحيفة "جمهوري إسلامي" قالت إنه لا ضرر يهدد إيران من إجراء المفاوضات، وأنه لو لم يتم التوصل إلى نتائج في هذه الجولة من المفاوضات فإننا لن نخسر شيئا، وسنكون في نهاية المطاف في النقطة التي نحن عليها الآن.

صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني علي خامنئي والمعارضة لكل أشكال التفاوض، هاجمت الإصلاحيين واتهمتهم بـ"خداع الشارع الإيراني وبيع الوهم له من خلال تصوير المفاوضات بأنها نهاية للمشكلات والأزمات في إيران"، واصفة المفاوضات مع الغرب بأنها "مفاوضات فارغة وبلا قيمة".

من الملفات الأخرى التي أبرزها عدد من الصحف الموالية للنظام، هي تصريحات المرشد علي خامنئي يوم أمس حول صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، حيث قال خامنئي إن "ما قامت به إسرائيل في غزة ولبنان ليس انتصارًا، بل جريمة حرب".

وأضاف: "الآن أصدروا مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، لكن هذا لا يكفي، يجب إصدار حكم بإعدامه".

صحف أخرى عكست تصريحات نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، الذي هدد الأصوليين ومنتقدي الحكومة بالكشف عن الواقع المزري للاقتصاد الإيراني أثناء تسلم الحكم من التيار الأصولي ما لم يتوقفوا عن الانتقادات "غير المنصفة".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"ستاره صبح": المفاوضات.. الفرصة الأخيرة أو المواجهة؟

رأت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية أن طرح فكرة المفاوضات وإعلان إيران رسميا عن وجود تحركات في هذا السياق يمكن اعتباره بأنه "الفرصة الأخيرة" لطهران لاختيار طريق غير طريق الصدام والمواجهة مع الدول الأوروبية.

وأضافت الصحيفة: "لو لم تستطع إيران التفاهم والاتفاق مع الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا) والأهم منهم مع الولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي وحزب الله وحماس فإن الظروف لعودة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي باتت مواتية، وهو ما يعني أن الوضع الاقتصادي والمعيشي للإيرانيين سيزداد سوءا وترديا".

الدبلوماسي الإيراني السابق فريدون مجلسي قال للصحيفة إن الدول الأوروبية عازمة هذه المرة على فرض المزيد من العقوبات على إيران، معتقدا أن قطع العلاقات مع الدول الأوروبية بالنسبة لطهران يعتبر بمثابة قطع للعلاقات مع دول العالم.

وشدد الكاتب والدبلوماسي السابق على أن مصلحة إيران وشعبها تتطلب عدم السماح بانتقال ملفها من جديد إلى مجلس الأمن الدولي.

"كيهان": الإصلاحيون يهاجمون روسيا رغم أن أوروبا هي من يستحق اللوم

هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، وسائل إعلام والصحف الإصلاحية الداعية إلى التفاوض مع الدول الأوروبية، مؤكدة أن الإصلاحيين يدعون إلى هذه المفاوضات رغم أن الدول الأوروبية هي من انتهكت الاتفاق النووي، وفرضت العقوبات على طهران، وتبنت قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران.

كما أشارت "كيهان" إلى صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية ووصفتها بأنها صحيفة "ذات انتماء غربي"، كونها تهاجم روسيا وتترك الدول الأوروبية التي اعتدت بمواقفها وسلوكها على إيران في السنوات القليلة الماضية.

وأوضحت الصحيفة أن يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2025 هو الفرصة الأخيرة للدول الغربية لتفعيل "آلية الزناد"، ثم إعادة فرض جميع العقوبات التي تم إلغاؤها في اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة ضد إيران، لافتة إلى أنه في حال ذهبت الأمور إلى هذا المنعطف فإن طهران هددت بالانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

كما ذكرت الصحيفة في سياق نقدها للتيار الإصلاحي: "حيلة الإصلاحيين لإقناع الحكومة والشارع الإيراني بالتفاوض تتمثل في بيع الوهم والأمل الفارغ عبر الادعاء بانتهاء المشكلات من خلال المفاوضات، ومن جهة أخرى تقوم بالتخويف من تبعات عدم التفاوض والحوار".

"هم ميهن": نائب بزشكيان يهدد الأصوليين ومنتقدي الحكومة بالكشف عن الواقع الاقتصادي أثناء فترة رئيسي

انتقدت صحيفة "هم ميهن" تصريحات نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف، الذي هدد الأصوليين ومعارضي الحكومة بالكشف عن واقع إيران والمؤسسات أثناء تسلمها الحكم من حكومة رئيسي السابقة.

الصحيفة خاطبت عارف، وقالت: "يا سيد عارف! لقد كان واجبكم أن توضح للشعب واقع البلاد أثناء تسلمكم للحكومة، لكن بعد اختياركم الصمت لا يحق لكم استخدام ذلك كوسيلة للضغط على منتقديكم".

وقال عارف في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام أمس الاثنين: "هدف حكومة "الوفاق الوطني" لبزشكيان هو تثبيت الوضع الاقتصادي ومنع زيادة التضخم، وقد التزمنا الصمت بوعي حيال العديد من القضايا، لكن في حال استمرت الهجمات غير المنصفة فإننا سنكاشف المواطنين واقع البلاد الذي تسلمناه. لماذا التزم هؤلاء الأفراد الصمت في السنوات الثلاث الماضية وانبروا اليوم في الكشف عن الحقائق ومشكلات إيران؟".

الصحيفة قالت إن هذه الأدبيات والنهج في تهديد الآخرين لن تقنع المواطنين، وليست بذات أهمية أساسا، بل المطلوب هو العمل بناء على الوعود التي أعطيت للمواطنين أثناء الحملات الانتخابية.