تكرار تجربة روحاني "الفاشلة".. و"قرار تاريخي" لطهران.. وتفعيل "آلية الزناد"
أعلنت إيران على لسان المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي أنها ستدخل في مفاوضات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا لمناقشة "قضايا ثنائية وإقليمية ودولية، بالإضافة إلى الملف النووي".
هذا القرار حظي بردة فعل غاضبة من الصحف الأصولية والمتشددة، والتي بادرت بمهاجمة الحكومة ووزارة الخارجية، وأكدت أن قرار المفاوضات يأتي بعد أقل من أسبوع على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وموافقته للمقترح الذي قدمته الدول الأوروبية حول إدانة نشاط إيران النووي.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، انتقدت اليوم الاثنين 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، قرار المفاوضات، وقالت: "التسارع نحو التفاوض بعد أسبوع من قرار مجلس محافظي الوكالة ضد إيران"، فيما استخدمت صحيفة "كيهان"، المتشددة والمقربة من المرشد علي خامنئي، عنوان: "مَدينة ومنتهكة للعهود وصفيقة.. لا تتفاوضوا مع أوروبا".
أما الصحف الإصلاحية فرحبت بهذه الخطوة من قبل الحكومة، وقالت صحيفة "اعتماد": "تفعيل آلية الزناد أم الاتفاق النووي"، معتقدة أن طهران باتت أمام هذين الخيارين، فإما أن تعود إلى الاتفاق النووي وتلتزم بتعهداتها، وإما تواجه التحركات الأوروبية المناهضة، والتي ستؤدي حتما لتفعيل "آلية الزناد" ضد طهران وعودة العقوبات الدولية.
من الملفات الأخرى التي تناولتها صحف اليوم الاثنين هو تصريحات علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، لوكالة "تسنيم" وتأكيده على أن "السلطات العسكرية والمدنية في إيران تعمل على التحضير لرد حاسم على إسرائيل". وأضاف أن المسؤولين يناقشون "سبلاً مختلفة للرد على هجوم تل أبيب الأخير".
في شأن اقتصادي ردت صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية على تقرير نشرته صحيفة "كيهان" يوم أمس يهاجم فيه الأداء الاقتصادي لحكومة بزشكيان الحالية، حيث ذكرت "كيهان" أن الحكومة لم تقدم شيئا خلال 100 يوم من عمرها لصالح الأكثرية الفقيرة، وحاولت تلبية مطالب الأقلية من الأثرياء والمتنفذين.
وقالت صحيفة "آرمان أمروز" إن الغلاء الموجود في حكومة بزشكيان هو إرث حكومة رئيسي السابقة، ونتيجة العقوبات التي فرضت على إيران في تلك الفترة الزمنية.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": حكومة بزشكيان تحاول تكرار تجربة روحاني "الفاشلة" في الاتفاق النووي
قالت صحيفة "كيهان" الأصولية إن تسارع حكومة بزشكيان في إجراء مفاوضات مع الدول الأوروبية، رغم مواقف هذه الدول العدائية تجاه طهران، يكشف عن عزم هذه الحكومة تكرار تجربة الاتفاق النووي "الفاشلة".
وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإيرانية والمسؤولين الكبار في حكومة بزشكيان يخططون لهذه المفاوضات مع الدول الأوروبية، متجاهلين انتقادات خامنئي لسلوك أوروبا في عدد من الملفات خلال تصريحات له في يوم أداء بزشكيان اليمين الدستورية، وتأكيده على أن أوروبا ينبغي أن لا تكون ضمن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية.
كما قالت الصحيفة إن "المفاوضات المتسارعة وغير المدروسة التي تتجاهل الظروف الدولية وسجل الأطراف المنخرطة في هذه المفاوضات قد يصبح عامل تخريب وإضرار بالأمن القومي لإيران"، حسب ما جاء في الصحيفة.
"دنياي اقتصاد": المفاوضات مع أوروبا قد تؤدي لإنهاء توترات عامين كاملين
أما صحيفة "دنياي اقتصاد" فدافعت عن فكرة التفاوض بأي ثمن كان، مؤكدة أن كل شيء يثبت أهمية هذه المفاوضات، مستشهدة بما عاشته العملة الإيرانية وأسعار الذهب في الأيام القليلة الماضية.
فسعر الدولار والذهب في إيران شهد طفرة سريعة بعد خبر قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران، حيث تخطى الدولار سعر 70 ألف تومان، لكن ومباشرة بعد انتشار خبر المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية شهد التومان الإيراني تحسنا طفيفا، وتم تداول الدولار بسعر 68 ألف تومان.
وقالت الصحيفة إن هذه المفاوضات يمكن أن تقود إلى تحولات مهمة، وتنهي الملفات والتعقيدات التي عاشتها إيران طوال عامين.
"اعتماد": العام القادم سيكون هاما للغاية بالنسبة للملف النووي الإيراني.. وعلى طهران أن تتأخذ قرارا تاريخيا
صحيفة "اعتماد" قالت إن العام قادم سيكون مهما للغاية بالنسبة لملف إيران النووي، فكثير من الملفات أصبحت متشابكة مع هذا الملف، منها التوتر الإقليمي والدولي وكذلك الوضع الداخلي لإيران.
وأوضحت أن هذه التطورات والأحداث قد تؤثر بشكل ملحوظ في هذا العام على البرنامج النووي. وبعد تشابك هذه الملفات والأحداث أصبح لزاما على إيران أن تقدم على قرار تاريخي.
كما لفتت الصحيفة إلى أن حكومة بزشكيان تعيش إحدى أصعب الفترات في إيران خلال العصر الحديث، وتواجه البلد في هذه المرحلة تهديدات ومخاطر عدة، وعلى الرغم من كل ذلك يستمر المتطرفون في مهاجمة الحكومة ومحاولة عرقلة مسارها.
"شرق": لاريجاني قد يتحول إلى مساعد كبير للحكومة ومنسق عمل "الدبلوماسية والميدان"
أشار الكاتب والمحلل السياسي محمد مهاجري في مقابلة مع صحيفة "شرق" الإصلاحية إلى تحركات علي لاريجاني، مستشار خامنئي للشؤون الدولية، وذكر أن لاريجاني المعروف باعتداله وحرصه على نجاح عمل الحكومة يمكن أن يصبح نصير حكومة بزشكيان، وممثل "الدبلوماسية والميدان".
ويشار في الإعلام الإيراني إلى مصطلح "الدبلوماسية" لعمل وزارة الخارجية، فيما يقصد بـ"الميدان" دور الحرس الثوري والنشاط العسكري لإيران في المنطقة، وهي جهة مدعومة في الغالب من المرشد خامنئي.
وأوضح الكاتب أن اختيار شخصيات مثل لاريجاني يمكن أن يصب في فكرة المفاوضات الجادة والحقيقية، مشددا في الوقت نفسه على صعوبة هذه المفاوضات الآن مقارنة مع السنوات الماضية، نظرا إلى الأزمة في لبنان وغزة وانعكاسات ذلك على ملف التفاوض.