الإعلام الإيراني يحذر من تقديم قرار ضد طهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية

حذرت وسائل إعلام إيرانية من أن تقديم الدول الغربية لقرار ضد طهران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون بمثابة تمهيد لتفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، وتحويل ملفها النووي إلى مجلس الأمن.

ووصفت وكالة "إرنا" الرسمية مشروع قرار مجلس المحافظين، الذي اطلعت عليه، بأنه قائم على "مزاعم سياسية ووثائق مزيفة من إسرائيل".

وتناولت وسائل إعلام إيرانية طلب الدول الغربية تقديم معلومات فورية حول جزيئات اليورانيوم ذات المنشأ البشري التي عُثر عليها في موقعين غير معلنين في إيران.

وفي تقريره لمجلس المحافظين، يوم الأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الوكالة لم تتمكن من التحقق من مطابقة المعلومات حول جزيئات اليورانيوم في المواقع غير المعلنة، مؤكداً الحاجة لتوضيحات حول أماكن المواد النووية أو المعدات الملوثة المرتبطة بها.

كما أشار التقرير إلى أن مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة و60 في المائة استمرت في الزيادة منذ التقرير السابق للوكالة.

مشروع القرار الأوروبي- الأميركي ضد طهران

ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، نقلًا عن دبلوماسيين، تقدمت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة بمشروع قرار يدين عدم تعاون إيران مع الوكالة، ومن المتوقع التصويت عليه يوم الخميس 21 نوفمبر (تشرين الثاني).

وتطالب مسودة القرار إيران بتقديم تفسيرات موثوقة بشأن جزيئات اليورانيوم المكتشفة في موقعين غير معلنين، والإبلاغ فورًا عن أماكن المواد النووية أو المعدات الملوثة.

كما يدعو مشروع القرار المدير العام للوكالة لإعداد تقرير شامل حول الأنشطة النووية الإيرانية لعرضه في اجتماع مارس (آذار) 2025.

ردود الصحف الإيرانية.. انتقادات وتحذيرات

ووصفت صحيفة "ستاره صبح" في افتتاحيتها زيارة غروسي الأخيرة إلى طهران بأنها "غير مجدية"، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية كانت قد وزعت مشروع القرار قبل اجتماع مجلس المحافظين الذي بدأ الاثنين.

وأوضحت الصحيفة أن الأوروبيين، بالتعاون مع الولايات المتحدة، قد يسعون لتحويل ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي.

وأرجعت الصحيفة تغير موقف الدول الأوروبية تجاه إيران إلى اتهامات بتزويد روسيا بالأسلحة لدعمها في الحرب ضد أوكرانيا.

كما انتقدت الصحيفة تصريحات محمد جواد لاريجاني، الذي تحدث عن قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي خلال 24 ساعة، وقالت إنها ستعطي ذريعة للأعداء للأضرار بالبلاد، معتبرة تصريحات كمال خرازي حول تعديل العقيدة النووية الإيرانية بمثابة "تعزيز" لأمن إسرائيل.

وأكدت الصحيفة أن مثل هذه التصريحات "لا تحقق أي ردع" بل تعطي الغرب رسالة مفادها أن إيران تسعى لتطوير قنبلة نووية.

دعوات للرجوع إلى الشعب قبل اتخاذ أي خطوة

ودعت الصحيفة المسؤولين الإيرانيين إلى استشارة الشعب قبل اتخاذ أي قرارات، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يتطلب تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية، وإعلان الحياد في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، محذرة من أن السياسات العدائية قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الغرب.

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة " اعتماد" إلى أن إصدار قرارات متكررة ضد إيران في اجتماعات مجلس المحافظين قد يمهد الطريق لتفعيل "آلية الزناد" قبل نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، مما قد يعيد فرض العقوبات الأممية على إيران.

وتتيح "آلية الزناد" التي كانت ضمن الاتفاق النووي، أن تُحيل إحدى دول الاتفاق الأمر إلى مجلس الأمن وتطلب إعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران، بصورة تلقائية، في غضون 30 يوماً، إذا لم تتعاون طهران في المجالات التي قد تشكو منها الأطراف الأخرى في الاتفاق ولم يُتوصل إلى حل لها.

تحركات دبلوماسية لاحتواء التصعيد

وأجرى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، اتصالات خلال اليومين الماضيين مع نظيريه في فرنسا وجنوب أفريقيا، ووصف مشروع القرار المتوقع بأنه "استفزازي وغير مبرر"، محذرًا من أن طهران سترد بطريقة مناسبة إذا حاولت الأطراف الأخرى التصعيد.