غروسي: زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب.. ومركز "بارشين" ليس مؤسسة نووية

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في تقريره إلى مجلس محافظي الوكالة اليوم الأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة و60 في المائة قد استمرت في الزيادة بعد التقرير الأخير للوكالة.

ووفقًا للتقرير، لم تتطابق نتائج الوكالة حول جزيئات اليورانيوم ذات المنشأ البشري في المواقع غير المعلنة في إيران، مشيرًا إلى أن الوكالة بحاجة لمعرفة مكان المواد النووية أو المعدات الملوثة ذات الصلة.

كما تحدث غروسي عن تدمير مركز بحثي نووي إيراني في "بارشين" إثر الهجوم الإسرائيلي، حيث أوضح في رده على سؤال: "لا نعتبر هذا المركز منشأة نووية ولا يوجد دليل على وجود مواد نووية فيه".

وفي سياق متصل، نقلت وكالة " أكسيوس" في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين سابقين وحاليين، أن الهجوم الإسرائيلي في الشهر الماضي استهدف مركزًا بحثيًا سريًا في بارشين مرتبطًا بالأسلحة النووية الإيرانية.

محاولة الدبلوماسية الإيرانية منع قرار ضد طهران

في إطار مشاوراته لدرء إصدار قرار ضد طهران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في اتصال هاتفي مع نظيره في جنوب إفريقيا، إن إيران سترد بشكل مناسب إذا سعت الأطراف الأخرى للمواجهة. كما انتقد عراقجي التصرفات الأوروبية وقال إنها "غير مبررة واستفزازية".

وأضاف أن محاولات ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لفرض عقوبات جديدة على طهران هي "مخالفة واضحة للجو الإيجابي الذي تم تأسيسه في التعاملات بين إيران والوكالة"، وأن إصدار قرار ضد إيران سيتسبب في تعقيد الوضع.

وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، أكد وزير الخارجية جان نويل بارو أن إيران يجب أن تلتزم بتعهداتها النووية، وتتعاون بشكل كامل مع الوكالة، مشيرًا إلى أن تصاعد التوترات النووية من جانب طهران "يقلق بشدة".

ووفقًا لتقرير سابق لوكالة "رويترز"، نقلاً عن دبلوماسيين، فإن إيران اقترحت على الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاحتفاظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة عند حوالي 185 كيلوغرامًا، بشرط عدم إصدار قرار ضدها في مجلس محافظي الوكالة.

وفي التقارير الفصلية للوكالة، تم التأكيد على أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة قد زاد بواقع 17.6 كيلوغرام ليصل إلى 182.3 كيلوغرام. ويقدر أن حوالي 42 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة كافٍ نظريًا لصناعة قنبلة نووية واحدة.

تحذيرات من زيادة تسريع عمليات التخصيب

ويبدو أن الاقتراح الإيراني يأتي كتهديد ضمني للدول الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه في حال صدور قرار ضد طهران، فإن إيران ستسرع من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى.

في هذا السياق، أُفيد بأن بعض المسؤولين الإيرانيين قد حذروا خلال زيارة غروسي الأخيرة إلى طهران من أنه في حال إصدار قرار ضد إيران، فإنها ستبدأ تشغيل ثلاثة أجيال من أجهزة الطرد المركزي الجديدة.

حسن قشقاوي، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، قال في تصريحات يوم الثلاثاء إنه إذا تم إصدار قرار ضد إيران، "فسيتم اتخاذ إجراءات فورية ومؤلمة".

توافق الغرب على اتخاذ خطوات ضد طهران

وقد أعلنت الدول الأوروبية الثلاث: ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب الولايات المتحدة، عن نيتها تقديم قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، في تصريحات سابقة، أن الولايات المتحدة تتعاون بشكل كامل مع شركائها في هذه القضية، وتدعم أي إجراءات لزيادة الضغط على إيران.

ميلر أضاف أن الولايات المتحدة لن ترد على التهديدات الإيرانية المتعلقة بتسريع التخصيب، وأنها تشدد على ضرورة تعاون إيران الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم الإشارة إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة قد زاد بمقدار 25.3 كيلوغرام ليصل إلى 839.2 كيلوغرام، في حين بلغ مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة حوالي 182.3 كيلوغرام.

ووفقًا لتقديرات الوكالة، فإن هذه الكميات تتيح لإيران القدرة على إنتاج عدة قنابل نووية إذا ما قررت الاستمرار في التخصيب.

الحدود بين التعاون والتهديد

في المقابل أكدت إيران أنها مستعدة للمحافظة على مستويات التخصيب الحالية إذا تم ضمان عدم إصدار قرار ضدها في اجتماعات الوكالة، مما يضع جميع الأطراف أمام خيارات صعبة بين التهدئة أو التصعيد في ملف النووي الإيراني.