عراقجي لوزير خارجية فرنسا: تقديم مشروع قرار لمجلس المحافظين ضد طهران "استفزازي وغير مبرر"

انتقد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، جان نويل بارو، بشدة قرار الدول الأوروبية تقديم مشروع قرار ضد طهران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال: "إن هذا الإجراء غير مبرر واستفزازي".

وأضاف وزير الخارجية الإيراني، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، يوم الأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، جان نويل بارو، أن جهود بريطانيا وفرنسا وألمانيا للمضي قدمًا في تقديم مشروع قرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي "غير مبررة واستفزازية".

وأشار إلى أن السعي لتوسيع العقوبات ضد إيران من قِبل الدول الأوروبية "يتناقض بشكل واضح مع الأجواء الإيجابية، التي نشأت في التعاملات بين إيران والوكالة"، وحذر من أن هذا الأمر "سيجعل الوضع أكثر تعقيدًا".

وقالت وكالة "رويترز"، نقلاً عن دبلوماسي بارز لم تذكر اسمه: "إن إيران وعدت بأنها ستبقي مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة عند مستواه الحالي، إذا لم يتم تقديم قرار ضدها في مجلس المحافظين".

ونقلت "رويترز"، عن هذا الدبلوماسي البارز قوله: "إن إيران اقترحت على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة عند مستوى 185 كيلوغرامًا تقريبًا، بشرط أن لا يتم إصدار قرار ضدها في مجلس المحافظين".

وفي حين أنه في تقريرين فصليين للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن البرنامج النووي الإيراني، تم التأكيد على أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة وصل إلى 182.3 كيلوغرام. وحسب تعريف الوكالة، فإذا تم تخصيب نحو 42 كيلوغرامًا من اليورانيوم إلى مستوى 60 في المائة، فإن هذه الكمية من اليورانيوم كافية بشكل نظري لصنع قنبلة نووية.

وذكرت وكالة "رويترز"، في تقرير لها يوم أمس الثلاثاء 20 نوفمبر، نقلاً عن التقريرين الفصليين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اللذين تم إرسالهما إلى 35 دولة عضوًا في مجلس محافظي الوكالة التابع للأمم المتحدة، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة ارتفع بمقدار 25.3 كيلوغرام ليصل إلى 839.2 كيلوغرام.

وأضاف التقرير أن المخزون الإجمالي لليورانيوم المخصب في إيران قد ارتفع بمقدار 852.6 كيلوغرام ليصل إلى 6604.4 كيلوغرام حتى الوقت الحالي.

وأشار إلى أن إيران وافقت على دراسة إمكانية قبول أربعة مفتشين جدد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي الوقت ذاته، يُعتبر اقتراح إيران بمثابة تهديد ضمني؛ حيث قالت طهران إنه إذا تم تقديم قرار ضدها، فإنها قد تسارع إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة أو أكثر.

وتشير التقارير إلى أن اقتراح إيران للحفاظ على مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة عند نحو 185 كيلوغرامًا يعني أن طهران تملك الكمية اللازمة لصناعة ما لا يقل عن أربع قنابل نووية، حسب المعايير التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام وشخصيات مقربة من الحكومة الإيرانية بأنه خلال زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إلى طهران، تم تحذيره بشكل صريح بأنه إذا تم تقديم قرار ضد إيران في مجلس المحافظين، فإن طهران ستبدأ في ضخ الغاز إلى ثلاثة أجيال من أجهزة الطرد المركزي الجديدة.

كما أكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حسن قشقاوي، يوم أمس الثلاثاء، أنه "في حال تم تقديم قرار ضد إيران في مجلس المحافظين، سنتخذ إجراءات مؤلمة وفورية دون أدنى شك".

وقد أعلنت الدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب الولايات المتحدة، أنها ستسعى لتقديم قرار ضد إيران في الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، يوم أمس الثلاثاء، 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، في مؤتمر صحافي، ردًا على سؤال من مراسل "إيران إنترناشيونال": "إن واشنطن متوافقة تمامًا مع شركائها في استعدادهم لتقديم مشروع قرار ضد إيران في مجلس المحافظين". وأكد أنهم يدعمون بشكل كامل أي خطوة تهدف إلى محاسبة إيران.

وأشار المتحدث الأميركي إلى أنهم لن يتحدثوا مسبقًا عن الإجراءات التي يعتزمون اتخاذها، وقال: "لقد أوضحنا تمامًا أن إيران يجب أن تتعاون بالكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع حلفائها وشركائها بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ومن جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، يوم أمس الأول الاثنين، في حديث حصري مع مراسل "إيران إنترناشيونال" في برلين: "إن ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ستقدم مشروع قرار ضد البرنامج النووي الإيراني في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكدًا أن "زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران لم تغير تقييماتنا".

يُذكر أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد قام بزيارة إلى إيران يوم الخميس الماضي، التقى خلالها عددًا من المسؤولين الإيرانيين، من بينهم الرئيس مسعود بزشكیان، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي. كما قام غروسی بزيارة موقعين نوويين في فوردو ونطنز.

ومن بين القضايا العالقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، منع إيران بعض المفتشين الخبراء من العمل، وعدم إجابة إيران عن الأسئلة التي لم يتم الرد عليها بعد من الوكالة، مثل مصدر جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في موقعين غير معلنين، وأيضًا تعاون طهران المحدود مع الوكالة، خاصة مع استمرار تخصيب اليورانيوم وزيادة التصريحات من المسؤولين الإيرانيين حول تغيير العقيدة النووية في البلاد وإمكانية امتلاك القدرة على تصنيع سلاح نووي.