انقطاع متكرر للكهرباء في إيران.. والمواطنون غاضبون من "فشل النظام"

مر أكثر من أسبوع منذ بدء انقطاع الكهرباء المخطط له بنظام التناوب في إيران، وفي هذه الفترة أرسل كثير من المواطنين رسائل وفيديوهات إلى قناة "إيران إنترناشيونال" يعبرون فيها عن غضبهم إزاء الانقطاعات المتكررة للكهرباء، معتبرين إياها نتيجة فشل النظام.

وفي يوم الثلاثاء 19 نوفمبر، تم قطع الكهرباء عن مجلس بلدية طهران أثناء انعقاد جلسته، واضطر المشاركون في الجلسة لاستخدام الكهرباء الاحتياطية لإتمام الاجتماع.

إغلاق المحال التجارية بسبب انقطاع الكهرباء

وقد أدى انقطاع الكهرباء في الأسبوع الماضي إلى توقف العديد من الأنشطة التجارية، حيث أفاد المواطنون بأن العديد من المحال لم تتمكن من استخدام الكهرباء الاحتياطية، مما أدى إلى تعطيل الأعمال. وفي أحد الأمثلة، أرسل مواطن إلى "إيران إنترناشيونال" فيديو يظهر انقطاع الكهرباء في مركز أشعة طبية قائلاً: "هذه حالتنا! لقد مرت ساعتان ونحن هنا، والمريض الذي تم تركيب القسطرة له ينتظر".

المازوت والهواء الملوث

ومنذ يوم أمس الاثنين، أرسل عشرات المواطنين رسائل تشير إلى استمرار حرق المازوت وتلوث الهواء، مؤكدين أن وعد الحكومة بوقف حرق المازوت في مقابل قطع الكهرباء كان كذبة. وقال أحد المواطنين في هذا السياق: "انقطعت الكهرباء، وحرق المازوت مستمر، والهواء ملوث". وأضاف آخر، متحدثًا عن استمرار حرق المازوت في محطة رجا في قزوين: "النظام أعادنا قرونًا إلى الوراء ودمّر حياتنا".

كما أعلنت شركة مراقبة جودة الهواء في طهران يوم الثلاثاء عن استمرار تلوث هواء العاصمة، مشيرة إلى أن الهواء في طهران كان في حالة "شديد الخطورة" خلال الـ 24 ساعة الماضية. ومنذ بداية هذا العام، كانت طهران قد شهدت خمسة أيام فقط من الهواء النظيف.

زيادة تعريفة الغاز واستخدام المازوت في محطات الطاقة

وفي 17 نوفمبر، أصدر مجلس الاقتصاد في الحكومة الإيرانية قرارًا يقضي بزيادة تعريفة الغاز في القطاع المنزلي، وكذلك بفرض التعاون بين المحافظات لاستخدام المازوت في جميع المحطات الكهربائية والصناعية. بينما كان مسعود بزشکيان قد أمر سابقًا بوقف حرق المازوت في ثلاث محطات كهربائية، إلا أن التوجيهات الجديدة تأمر بالموافقة على استخدام المازوت في جميع المحطات الصناعية.

يشار إلى أن المازوت يحتوي على نسب عالية من الكبريت والمركبات السامة الأخرى، وعند حرقه يُنتج كميات كبيرة من الجسيمات العالقة والغازات السامة التي تؤثر بشكل مباشر على تلوث الهواء، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

لوم المواطنين

وفي وقت سابق، انتقد محمد جعفر قايم ‌بناه، مساعد مسعود بزشکيان، المواطنين بسبب استهلاك الكهرباء، داعيًا إياهم لتقليص استخدام الكهرباء والغاز. كما كرر بزشکيان نفس الدعوات، مؤكدًا أنه يستخدم الملابس الدافئة في منزله كمثال على ضرورة توفير الطاقة.

تأثير انقطاع الكهرباء على الأعمال الصغيرة

وفي الأيام الماضية، تم نشر تقارير تفيد بتأثر الخبازين بشكل كبير بسبب انقطاع الكهرباء. أحد الخبازين في الأهواز اعترض على الانقطاع المتكرر للكهرباء عبر لصق العجائن التالفة على باب إدارة الكهرباء في المنطقة 4 من المدينة، قائلاً: "أخسر خمسة ملايين تومان كل أسبوع بسبب انقطاع الكهرباء".

وفي مدينة كرِج ومحافظة مازندران، تحدث تجار آخرون عن تأثير انقطاع الكهرباء لمدة ساعتين على مبيعاتهم، مؤكدين أن هذا الانقطاع يزيد من الأزمة الاقتصادية. وسبق أن أرسل العديد من المواطنين إلى "إيران إنترناشيونال" معاناتهم من تضرر الأنشطة التجارية، إضافة إلى مشاكل في إنارة الشوارع والطرق السريعة.

وأعرب العديد من المواطنين عن استيائهم من السلطات، معتبرين أن المسؤولين في النظام الإيراني لا يهتمون بمشاكل الشعب الإيراني. حيث قال أحد المواطنين: "في الشوارع وضعوا صناديق تبرعات لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة ولبنان، في حين أن المسؤولين لا يفكرون في الشعب الإيراني".

وقد تفاعل بعض المواطنين مع تصريحات وحيد يامین ‌بور، مقدم التلفزيون الإيراني، الذي وصف انقطاع الكهرباء كحدث "إيجابي" لدعم الأسرة الإيرانية، مقارنًا ذلك مع الوضع في لبنان. وقال أحد المواطنين ردًا على هذه التصريحات: "إيران ليست مثل لبنان من حيث الموارد الطبيعية. لدينا من النفط والغاز ما يجعلنا من أغنى دول العالم". وأضاف آخر أن تصريحات يامین‌ بور تظهر فقدان الإحساس بالواقع، مطالبًا إياه بأن يختبر الوضع بنفسه.

وتثير الانقطاعات المتكررة للكهرباء في إيران غضب المواطنين الذين يشعرون أن النظام لا يعير اهتمامًا حقيقيًا لتحسين حياتهم اليومية. في الوقت الذي يُوَجه فيه اللوم للمواطنين حول استهلاك الكهرباء، ويزداد الغضب الشعبي بسبب الوعود الكاذبة التي لم تُنفذ، ما يزيد من الاستياء العام في البلاد.