إيران تقترح وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 % مقابل عدم صدور قرار ضدها من الوكالة الذرية

نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي رفيع المستوى لم يتم الكشف عن اسمه، أن إيران عرضت على الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإبقاء على مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة عند حدود 185 كيلوغراماً، بشرط عدم إصدار قرار ضد طهران في مجلس محافظي الوكالة.

وأفادت تقارير فصلية للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة على شكل سادس فلوريد اليورانيوم (UF6) ارتفع بمقدار 17.6 كيلوغرام، ليصل إلى 182.3 كيلوغرام.

ووفق تعريف الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة يمكن، نظرياً، أن تكون كافية لصنع قنبلة نووية إذا تم تخصيبها بمستوى أعلى.

وذكرت "رويترز"، اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، أنها اطلعت على التقريرين الفصليين للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني، واللذين قُدِّما إلى الدول الأعضاء في مجلس المحافظين.

ويشير اقتراح إيران بتقييد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة عند حدود 185 كيلوغراماً، إلى أن إيران تمتلك ما يكفي، وفق معايير الوكالة، لصنع ما لا يقل عن 4 قنابل نووية.

وجاء هذا الاقتراح بعد إعلان ثلاث دول أوروبية، هي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بالتعاون مع الولايات المتحدة، نيتها إصدار قرار ضد إيران في الاجتماع القادم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وصرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، يوم الاثنين الموافق 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، في مقابلة خاصة مع مراسل "إيران إنترناشيونال" في برلين، بأن ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ستقدم قراراً ضد البرنامج النووي الإيراني في مجلس المحافظين.

وأضاف قائلاً: "زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران لم تغيّر تقييماتنا".

وقد زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إيران يوم الأربعاء 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث التقى عدداً من المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان، وعباس عراقجي، وزير الخارجية. كما زار موقعين نوويين في فردو ونطنز.

وفي تقريرها يوم الثلاثاء، استندت "رويترز" إلى التقريرين الفصليين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المقدمين إلى 35 دولة عضوا في مجلس المحافظين، مشيرة إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة ارتفع بمقدار 25.3 كيلوغرام ليصل إلى 839.2 كيلوغرام.

وأضافت الوكالة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب زاد بمقدار 852.6 كيلوغرام مقارنة بالتقرير الفصلي السابق، ليصل إلى 6,604.4 كيلوغرام.

ووفق تعريف الوكالة، فإن 125 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة قد تكون كافية، نظرياً، لصنع قنبلة نووية إذا تم تخصيبه بمستوى أعلى.

كما أُشير في التقرير إلى أن طهران وافقت على دراسة السماح بأربعة مفتشين جدد ذوي خبرة من الوكالة.

ومن بين القضايا الخلافية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ منع بعض مفتشي الوكالة ذوي الخبرة من العمل، وعدم الإجابة على الأسئلة العالقة، بما في ذلك مصدر جزيئات اليورانيوم المكتشفة في موقعين غير معلنين، وعدم التعاون مع الوكالة.

وقد تصاعدت هذه الخلافات مع استمرار تخصيب اليورانيوم وزيادة تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول تعديل العقيدة النووية للحصول على القدرة على صنع أسلحة نووية.