الخارجية الإيرانية: أبواب التفاوض مع واشنطن مفتوحة.. لكن لن نرضخ لسياسة "الضغط الأقصى"

قال مجيد تخت روانشي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، إن إيران لا تزال مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، لكنها ترفض الانصياع لأي محاولات لفرض سياسة "الضغط الأقصى".

وأشار روانشي إلى أن "طهران تفتح أبوابها للتفاوض، لكنها مستعدة لمواجهة أي ضغوط محتملة".

وأضاف: "أي محاولة لتكرار سياسة الضغط الأقصى ستبوء بالفشل، ونحن مستعدون للتعامل مع أي حرب مفروضة". مؤكدا أن طهران لن تغير موقفها رغم أي تهديدات.

وأكد أن بلاده تحتفظ بقنوات اتصال قائمة مع الولايات المتحدة من خلال مكتب رعاية المصالح الأجنبية السويسري، الذي يعمل كوسيط لتبادل الرسائل بين البلدين.

رفض شائعات لقاء ماسك وإيرواني

في غضون ذلك نفى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، مجددًا الأنباء التي تحدثت عن لقاء بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك ومندوب إيران لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني.

وكتب عراقجي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "بعض الأطراف تقبلت هذه الشائعات دون دليل، بينما استعجل آخرون باتهامات غير صحيحة دون الاطلاع على تفاصيل السياسة الخارجية".

كانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن مصدرين إيرانيين أن ماسك التقى إيرواني يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) في الأمم المتحدة لمناقشة خفض التوترات بين واشنطن وطهران.

عودة محتملة لسياسة "الضغط الأقصى"

وجاءت عودة ترامب إلى البيت الأبيض لتعيد سيناريوهات "الضغط الأقصى" إلى الواجهة، مما يزيد من التحديات أمام إيران لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن مسارها الدبلوماسي والعسكري.

كان ترامب، خلال فترة رئاسته السابقة، قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية وفرض عقوبات شديدة ضمن حملة "الضغط الأقصى" ضد طهران.

وفي حملته الانتخابية أكّد ترامب بوضوح أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. كما تُظهر التشكيلات السياسية والعسكرية المحيطة به أن فريقه الجمهوري مستعد لمواجهة أي سيناريو غير متوقع.

ونقلت "فايننشال تايمز" يوم السبت، عن مصادر مطلعة، أن ترامب يخطط لإعادة سياسة "الضغط الأقصى" بهدف دفع إيران للتفاوض بشأن برنامجها النووي، وتغيير سياساتها الإقليمية.

كما تشير التوقعات إلى أن فريق ترامب المحتمل، الذي يضم شخصيات مثل ماركو روبيو وبيت هيغست وجون راتكليف، سيتخذ مواقف صارمة تجاه طهران.

خلاف داخلي حول العقيدة النووية

وتزامنًا مع الحديث عن العودة لسياسة "الضغط الأقصى" وزيادة العقوبات من جهة، وتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل من جهة أخرى؛ شهدت الساحة الداخلية الإيرانية دعوات متزايدة لتغيير العقيدة النووية للبلاد.

ودعا أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان، إلى إجراء اختبار لقنبلة نووية، معتبرًا ذلك "الطريقة الوحيدة لتحقيق التوازن في المنطقة".

وأضاف أن البرنامج النووي الإيراني لم يحقق حتى الآن أي مكاسب أمنية تُذكر.

فيما صرح بهنام سعيدي، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، أن مراجعة العقيدة الدفاعية لإيران "ضرورية ومشروعة"، مؤكدًا أن هذه المراجعات تأتي استجابة للتهديدات المتزايدة والتحديات الإقليمية والدولية.

وفي مقابلة مع قناة "الميادين"، التابعة لحزب الله، بتاريخ 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، صرّح كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، بأن إيران قد تغيّر عقيدتها النووية إذا تعرضت لما وصفه بـ"تهديد وجودي".

كان المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، قد أعلن قبل زيارته إلى طهران الأسبوع الماضي، أن خيارات إيران النووية أصبحت أكثر محدودية، ما يزيد من تعقيد الموقف.

تباين في المواقف

وتكشف التصريحات الأخيرة عن تباين واضح في الاستراتيجيات بين الدبلوماسيين الإيرانيين الذين يسعون لتجنب التصعيد مع الولايات المتحدة، وبين التيارات المتشددة داخل البرلمان والمقربة من المرشد علي خامنئي، التي ترى في التصعيد النووي ضرورة لتعزيز أمن إيران ومكانتها في المنطقة.

الحرس الثوري يسعى للانتقام

وفي الوقت الذي وردت فيه تقارير تفيد بإرسال طهران رسالة إلى واشنطن بعدم السعي لاغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، نقلت وكالة "فارس"، المقربة من الحرس الثوري، عن مصدر مطلع لم يُذكر اسمه، أن الرسالة الإيرانية أكدت "متابعة إيران لمسألة الانتقام من قتلة قاسم سليماني، وأنها لن تتراجع عن ذلك".

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤولين أميركيين ومسؤول إيراني ومحلل، أن طهران بعثت رسالة في أكتوبر (تشرين الأول) إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مفادها أن إيران لا تعتزم قتل ترامب.

وذكرت الصحيفة أن هذه الرسالة نُقلت عن طريق سويسرا، وجاءت بتوجيه مباشر من المرشد علي خامنئي، وفقًا لما صرح به مسؤولون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.