صحف إيران:

الدبلوماسية السرية.. وزيارة "غروسي".. وزيارة لاريجاني إلى بيروت

أثارت أنباء اللقاء، الذي جمع بين إيلون ماسك، مستشار دونالد ترامب، والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، جدلاً واسعًا في وسائل الإعلام الإيرانية، وكذلك الصحف الصادرة اليوم السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبينما وصفت الصحف الإصلاحية اللقاء بأنه "تاريخي"، و"دبلوماسية سرية" تهدف لإنهاء الخلافات القديمة، هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، هذا اللقاء، وتساءلت في صدر صفحتها الأولى: "لقاء سري مع ممثل ترامب.. سذاجة أم خيانة؟"، وانتقدت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، التي تهربت من الإجابة عن سؤال حول حقيقة هذا اللقاء.

أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فقد أشادت باللقاء، وبدت متفائلة تجاهه، خلافاً لبعض الصحف الأصولية، وذكرت أن هذه التحركات ضرورة ملحة، وأن "سلاح الدبلوماسية الذكية والمدروسة هو أكثر فاعلية وأقوى من أي سلاح آخر"، كما رأت أن مثل هذه الخطوات "كفيلة بإفشال المؤامرات التي تُحاك ضد إيران من قِبل الأعداء".

ومن الملفات الأخرى، التي تناولتها صحف اليوم، زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران، ولقاؤه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان؛ حيث وصفت صحيفة "آرمان امروز" هذه الزيارة بأنها "بداية لإدارة التوتر"، فيما قالت "اعتماد" إن الزيارة هي "أول اختبار للدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة"؛ نظرًا لما تمثله هذه الزيارة من أهمية لإدارة ترامب القادمة.

وتناولت صحف أخرى زيارة علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، إلى سوريا ولبنان، ولقاءه المسؤولين هناك؛ حيث رأت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن الزيارة إعلان دعم من طهران لجماعات محور المقاومة، فيما اعتبرتها صحف أخرى محاولة لمنع التصعيد المحتمل.

كما ذكرت صحيفة "ابتكار" أن لاريجاني حمل رسالة المرشد الإيراني، علي خامنئي، لرئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، الذي يعتبر المفاوض الرئيسي في ملف وقف إطلاق النار في لبنان.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"كيهان": لقاء ماسك ومندوب إيران في الأمم المتحدة.. خيانة أم سذاجة؟

هاجمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، الحكومة ومستشاري الرئيس مسعود بزشكيان، بعد إجراء لقاء سري بين مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، وإيلون ماسك، الذي عيّنه ترامب مسؤولاً في إدارته القادمة.

وذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لم يكن مطلعًا على هذه الزيارة، وأنها من ترتيب وإعداد مستشاريه "أصحاب التفكير الأعوج والسيئ"، حسب تعبير الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أن مثل هذه اللقاءات والتحركات من صلاحيات مجلس الأمن القومي والسياسات العامة للنظام، ولا يحق لممثل إيران في الأمم المتحدة أن يعقد مثل هذه اللقاءات.

وأضافت "كيهان" أن الإصلاحيين يريدون أن يعودوا بالسياسة الخارجية لإيران إلى عهد الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، وهي سياسة التأميل والتعويل على أميركا، بدل سياسة رئيسي الثورية، التي خلقت تحولاً جذريا.

وتابعت الصحيفة: "إن مقتل قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، أبومهدي المهندس، ورفاقهما تم في عهد ترامب، كما قُتل نصرالله وزاهدي وهنية ونيلفروشان وهاشم صفي الدين في عهد بايدن، ما يظهر استمرار أميركا في نهجها المعادي لإيران، ومِن ثمّ فإن التفاوض مع هذه الدولة الإرهابية يغسل سمعتها ويظهر إيران في موقف الضعيف".

"شهروند": لا جدوى من هذه اللقاءات السرية والتجربة الفاشلة تتكرر

أما المحلل السياسي الإيراني، حميد أبوطالبي، فقال في تصريحات، نقلتها صحيفة "شهروند" الأصولية: "إن خبر اللقاء السري بين إيلون ماسك والمبعوث الإيراني للأمم المتحدة يدعو للقلق أكثر من التفاؤل، وذلك نظرًا للتجارب السيئة المشابهة بين البلدين سابقًا".

وأضاف الكاتب: "في السابق وعند مجيء رئيس أميركي جديد نسمع مثل هذه الأخبار والتحركات، لكنها لم يكن لها أي تأثير إيجابي على العلاقات بين البلدين".

وتوقع أبوطالبي تكرار التجارب الفاشلة السابقة، وأشار إلى أن إيران حتى الآن لم تصل بعد إلى بلورة موقفها من موضوع المفاوضات مع الإدارة الأميركية القادمة، داعيًا الحكومة والنظام الإيراني إلى إجراء مفاوضات مباشرة وعلنية بين طهران وواشنطن من أجل معالجة المشاكل بشكل عملي وصريح.

"هم ميهن": خطباء المساجد يدعمون مواقف المتشددين وينفرون الناس من الصلاة والدين

انتقدت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية خطباء المساجد في صلاة الجمعة أمس في إيران؛ بسبب حديثهم المطول حول قضية الإنترنت وحجب وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث دافعوا عن استمرار حجب الإنترنت ومنع المواطنين من الاستخدام الحر للتكنولوجيا والفضاء الإلكتروني، بزعم ما تسببه وسائل التواصل الاجتماعي من مشاكل أمنية للنظام والبلد.

وشددت الصحيفة على أن هؤلاء الخطباء وبدل أن يسلكوا نهجًا يصب في مصلحة الوحدة الوطنية والوئام الداخلي فإنهم يكررون مواقف المتشددين الذين لا تخدم مواقفهم مصالح البلد شعبًا ونظامًا.

كما رأت "هم ميهن" أن مواقف الخطباء في مثل هذه القضايا هي التي كانت السبب وراء عزوف الناس عن الدين والصلاة؛ فبينما كانت صفوف صلاة الجمعة قديمًا تصل إلى الشوارع وداخل أحياء المساجد نجدها اليوم قصيرة ومحدودة جدًا، وهؤلاء الخطباء يبدو أنهم لا يهتمون بمطالب المواطنين بمن فيهم أبناؤهم وذووهم، الذين هم أنفسهم يستخدمون أدوات رفع الحجب من أجل استخدام الإنترنت.

"جمهوري إسلامي": افتتاح عيادة نفسية لمعالجة رافضات "الحجاب الإجباري" يضر الثورة والنظام

اتهمت صحيفة "جمهوري إسلامي" الذين يقفون وراء فكرة افتتاح عيادة نفسية لمعالجة رافضات الحجاب الإجباري، بزعم أنهن يشكين من أمراض نفسية تجعلهن يرفضن قوانين الحجاب التي يضعها النظام، وقالت إن هؤلاء الأفراد يجنون مكاسب مالية ضخمة من هذه المشاريع والمبادرات المتطرفة، التي تساهم في زيادة الشرخ المجتمعي.

وذكرت الصحيفة أن هذه المواقف والسياسات تضر بالشعب والدّين والمذهب والثورة، لكن المسؤولين عنها يصرون على الاستمرار فيها، لأنها تجلب لهم مكاسب كبيرة.

وأوضحت الصحيفة لهؤلاء المسؤولين المستفيدين من هذه الإجراءات أن المكاسب التي يجنونها لا تُقدر بشيء، إذا ما قورنت بحجم الأضرار الجسيمة التي تترتب على ذلك، مضيفة أن أقل الأضرار هو أن يصبح موضوع الحجاب محل سخرية وأيضًا الشعور بالإساءة للنساء الرافضات لقوانين الحجاب الإجباري، وهو ما ينجم عنه زيادة في الابتعاد عن الحجاب، ويفاقم حجم الخلافات والفرقة المجتمعية.