رغم تأكيد مصدر أميركي.. الخارجية الإيرانية تنفي لقاء ماسك وسفير طهران في الأمم المتحدة

نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خبر لقاء إيلون ماسك مع المندوب الدائم لإيران في الأمم المتحدة، وأعرب عن استغرابه مما وصفه بـ"الحملة الإعلامية الواسعة لوسائل الإعلام الأميركية" حول هذا الأمر.

وقد استخدمت وسائل الإعلام المحلية في إيران تعبير "النفي القاطع" لوصف تصريحات بقائي.

وفي وقت سابق، صرّح أحد أعضاء البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ردًا على سؤال لوكالة "تاس" بشأن هذا اللقاء، قائلاً: "ليس لدينا تعليق على هذا الموضوع".

وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد نقلت عن مصدر أميركي، أن اللقاء الذي جمع بين إيلون ماسك، وسفير طهران لدى الأمم المتحدة، سعيد إيرواني، تم بناءً على طلب من إيران، وهو ما يتناقض مع تقرير سابق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، التي أفادت بأن المبادرة جاءت من جانب مستشار ترامب.

ووفقًا لتقرير "أسوشييتد برس"، الذي استند إلى تصريحات مصدر أميركي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن الاجتماع عُقد يوم الاثنين 11 نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث تناول الطرفان عدة قضايا، منها البرنامج النووي الإيراني، ودعم طهران للجماعات المناهضة لإسرائيل في الشرق الأوسط، وآفاق تحسين العلاقات بين إيران والولايات المتحدة. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي قرارات فورية خلال اللقاء.
وأضاف المصدر أن الاجتماع لم يُعقد في مقر البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة.

ردود فعل متباينة على اللقاء

أثارت تفاصيل اللقاء جدلاً واسعًا داخل إيران، بعد تسريب الخبر؛ إذ انتقدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، اللقاء، واعتبرته خارجًا عن نطاق صلاحيات حكومة الرئيس مسعود بزشكيان.

وفي المقابل، تناولت صحيفة "صبح نو"، المقربة من رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الموضوع من زاوية إيجابية، مشيدة بالدور الذي يمكن أن يلعبه "ماسك" في القضايا العالقة بين إيران وأميركا.

وأشارت الصحيفة إلى العلاقات الوثيقة بين ماسك والرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، واعتبرته شخصية ذات نفوذ في الإدارة الجديدة، ما يجعله قادرا على لعب دور الوسيط بين البلدين، دون الحاجة إلى الانخراط في القنوات الدبلوماسية الرسمية.

كما أبرزت الصحيفة ميزات نهج ترامب في السياسة الخارجية، معتبرةً أنه يعتمد على تكتيكات غير تقليدية، تشمل استخدام شخصيات غير دبلوماسية لحل القضايا المعقدة، واصفةً اختيار ماسك كمندوب غير رسمي بأنه جزء من هذه الاستراتيجية غير التقليدية.

تقرير "نيويورك تايمز"

كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قد ذكرت، أول من أمس الخميس، نقلاً عن مصدرين إيرانيين رفضا الكشف عن هويتيهما، أن ماسك التقى إيرواني، يوم 11 نوفمبر الجاري؛ لبحث سبل تخفيف التوتر بين واشنطن وطهران. ووفقًا للتقرير، فقد استمر اللقاء لأكثر من ساعة في مكان سري اختاره إيرواني، واعتُبر الاجتماع من قِبل المسؤولين الإيرانيين "إيجابيًا" و"خبرًا سارًا".

ردود متحفظة من الجانبين

وردًا على تلك التقارير، رفض أحد ممثلي البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك التعليق على اللقاء. أما مدير الاتصالات في حملة ترامب، ستيفن تشونغ، فقال: "لا نعلق على تقارير الاجتماعات الخاصة التي قد تكون حدثت أو لم تحدث".
وفي السياق نفسه، لم يقدم ماسك أي إجابة عن أسئلة الصحيفة بشأن اللقاء.

دور ماسك في الإدارة الأميركية الجديدة

أصدرت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم الفريق الانتقالي لإدارة ترامب، بيانًا أكدت فيه ثقة الشعب الأميركي في قدرة ترامب على قيادة البلاد وتحقيق السلام من خلال القوة. وأضافت أن الرئيس المنتخب سيتخذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك عند عودته إلى البيت الأبيض.

وكان ماسك قد لعب دورًا بارزًا في حملة ترامب الانتخابية؛ حيث تم تعيينه بعد الفوز في الانتخابات، إلى جانب فيفيك راماسوامي، رئيسًا لوكالة جديدة تعنى بتحسين كفاءة الحكومة.