انقطاع الكهرباء يتسبب في "مخاطر" للإيرانيين.. والحكومة تعترف بالعجز عن توفير الغاز للمحطات
أدى انقطاع الكهرباء في مناطق مختلفة من إيران إلى مشكلات كبيرة للمواطنين، حيث باتت عائلات المرضى ذوي الحالات الحرجة تواجه مخاطر فقدان أحبائها. فيما أوضح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن سبب انقطاع الكهرباء يعود لنقص مخزون الوقود، محذرًا من احتمال مواجهة أزمة طاقة قريبًا.
وقال بزشكيان، على هامش اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأربعاء 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن إيران قد تواجه مشكلات خلال الشتاء، مضيفًا: "نحن مضطرون لتنظيم مخزون الوقود لمحطات الطاقة حتى نتجنب الوقوع في أزمة".
نقص في الوقود بنسبة 45٪ مقارنة بالعام الماضي
وقالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، اليوم الأربعاء، إن مخزون الوقود السائل في إيران قد تراجع بنسبة 40 إلى 45 في المائة مقارنةً بالعام الماضي. وأشارت إلى أن هذا النقص في موارد الوقود أمر طبيعي.
وفي هذا السياق، أشار هاشم أورعي، رئيس اتحاد الجمعيات العلمية للطاقة، إلى أن استمرار نقص الغاز دفع الحكومة إلى تزويد المحطات بالمازوت والديزل بدلاً من الغاز، وهو أمر يتفاقم مع قلة الإمدادات الحالية من الغاز.
وقد بدأت عمليات قطع الكهرباء المبرمجة والمجدولة منذ يوم الأحد 10 نوفمبر، لتشمل مدينة طهران اعتبارًا من صباح يوم الثلاثاء 12 نوفمبر، إلا أن بعض التقارير تشير إلى حدوث انقطاعات غير مبرمجة تسببت في اضطراب الاتصالات الهاتفية والإنترنت، وأثرت على حركة السيارات في الشوارع.
المراكز الطبية وتحديات توفير الكهرباء الطارئة
وعلى الرغم من توافر مولدات كهربائية طارئة في المستشفيات الكبرى، فإن المستشفيات الأصغر والكثير من المرضى المعتمدين على الأجهزة الطبية المنزلية لا يمتلكون هذا الخيار.
وقد تسببت الانقطاعات المتكررة في حرمان هؤلاء المرضى من العلاجات الضرورية، مما يعرض حياة من يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي وغيرها للخطر.
وأعرب حميد رضا إدراكي، مدير عام جمعية الأمراض النادرة، عن قلقه إزاء الوضع، وقال: "كانت الحكومة تسعى للحد من الاعتماد على المازوت لتجنب الإضرار بصحة المواطنين، لكن انقطاع الكهرباء يضر المرضى بشكل لا يقل عن أضرار المازوت".
شكاوى الإيرانيين من تبعات انقطاع الكهرباء
وأفاد المواطنون بأن انقطاع الكهرباء غير منتظم وغير مخطط له، دون استثناءات تشمل المراكز الصحية أو التعليمية، كما يؤدي في كثير من المناطق إلى انقطاع الماء والإنترنت وخطوط الهاتف.
وأجبر هذا الوضع بعض المواطنين على شراء أجهزة شحن وبطاريات إضافية لمواكبة الانقطاع، إلا أن الكثير يعجزون عن تحمّل تكاليف هذه المعدات الضرورية بسبب ارتفاع أسعارها.