بدء "الانقطاع المبرمج" للكهرباء في العاصمة الإيرانية.. والحكومة: الأزمة ستستمر

أعلنت شركة توزيع الكهرباء في طهران عن بدء "الانقطاع المبرمج" للتيار الكهربائي في جميع أنحاء العاصمة الإيرانية من الساعة التاسعة صباح يوم الثلاثاء 12 نوفمبر (تشرين الثاني).

من جانبها أعلنت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، أن استخدام المازوت في محطات الطاقة لن يتوقف لكنه سيقل، وأن انقطاع التيار الكهربائي سيستمر. ووصفت صحيفة "جمله" هذه الإجراءات بأنها "خداع".

وبحسب وسائل الإعلام المحلية، فإن كل فترة انقطاع كهرباء مبرمجة تستمر ساعتين، لكن المواطنين أفادوا بعدم الالتزام الكامل بالجداول الزمنية والجغرافية المعلنة، ما تسبب في مشكلات لهم.

ويقول بعض المتابعين لقناة "إيران إنترناشيونال" إن الحكومة التي تعجز عن توفير الكهرباء لشعبها تُفكر في حرب مع إسرائيل.

تأثر الاتصالات والإنترنت بانقطاع الكهرباء

وفقًا لموقع "فيتلر بان"، فقد أدى بدء انقطاع الكهرباء في طهران إلى خروج شبكة الهاتف المحمول عن الخدمة في بعض المناطق بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي.

كما تراجعت قدرة بطاريات الطوارئ لأجهزة الإرسال اللاسلكي "BTS" - المسؤولة عن إرسال واستقبال الإشارات اللاسلكية بين الهواتف المحمولة والشبكة الرئيسية- والتي كان من المفترض أن تعمل لمدة تصل إلى ثلاث ساعات.

استمرار استخدام المازوت في 11 محطة طاقة

وذكرت صحيفة "جمله" أنه إذا كان انقطاع الكهرباء بسبب منع استخدام المازوت بحجة حماية صحة المواطنين، فمن المفترض أن يتوقف استخدام المازوت في جميع أنحاء إيران، بدلًا من أن تستمر 11 محطة طاقة في استخدامه، بينما يؤدي تقليصه في ثلاث محطات إلى انقطاع الكهرباء اليومي في إيران.

من جهة أخرى، أفادت صحيفة "شرق" أن من بين 141 محطة طاقة في إيران، يمكن لـ16 محطة استخدام المازوت، وقد تم غلق خزان المازوت في محطتين، إحداهما في طهران والأخرى في أصفهان، منذ سنوات، مما يمنع استخدامها للمازوت، وفقًا للمسؤولين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ثلاث محطات أخرى وهي: "شازند أراك"، و"منتظر قائم" في ألبرز، و"الشهيد محمد منتظري" في أصفهان، أُجبرت على وقف استخدام المازوت بداية الأسبوع الجاري، لكن 11 محطة أخرى ما تزال مستمرة في استخدامه.

بزشكيان يسعى لمعالجة نقص الكهرباء

وفي مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، قالت المتحدثة باسم الحكومة إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يتابع شخصيًا جهود معالجة نقص الكهرباء، وإن هناك مساعٍ لتوفير مازوت أقل تلوثًا لمحطات الطاقة.

كما أعلنت مهاجراني عن إصدار تصاريح لاستيراد وتوزيع البنزين الممتاز من قِبل جهات خاصة وبأسعار غير مدعومة.

انتقادات شعبية وتبريرات حكومية

وفي الأيام الأخيرة، عمل مسؤولون حكوميون وإعلاميون موالون للحكومة على تبرير وتمجيد انقطاع الكهرباء المنتظم والشامل، مشيرين إليه كإنجاز جديد للحكومة.

من جانبه، ألقى محمد جعفر قائم‌ بناه، معاون بزشكيان التنفيذي، باللوم على المواطنين في نقص الكهرباء واستخدام المازوت، داعيًا إياهم إلى خفض درجة حرارة منازلهم وترشيد استهلاك الغاز والكهرباء للحد من الانقطاعات. كما أشار إلى أن "الأسعار المدعومة" للطاقة هي جزء من المشكلة.

وفي الوقت نفسه، يُشير الرأي العام إلى أن انقطاع الكهرباء على مستوى البلاد كان "هدية" بزشكيان لشعبه في أول 100 يوم من ولايته الرئاسية.