طهران تنفي أي تورط بالتخطيط لاغتيال ترامب.. وتؤكد: محاولة "زرع ألغام" مع واشنطن

في تعليقه على اتهام النظام الإيراني بالتخطيط لاغتيال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن هذه الاتهامات "مشبوهة تمامًا، وخبيثة، ولا أساس لها من الصحة". ووصفها بأنها محاولة "زرع ألغام" في العلاقات المعقدة بين طهران وواشنطن.

وأكد بقائي أن اتهامات مماثلة قد طُرحت سابقًا، وأن إيران "نفت بوضوح" أيّ ضلوع لها في مثل هذه الأعمال.

أحدث مؤامرة لاغتيال ترامب

كانت وزارة العدل الأميركية قد أصدرت بيانًا يوم الجمعة 8 نوفمبر (تشرين الثاني) أشارت فيه إلى لائحة اتهام أمام محكمة فدرالية في مانهاتن، كشفت عن توجيه مسؤول غير معروف في الحرس الثوري الإيراني في سبتمبر (أيلول) الماضي أوامر إلى وسيط يُدعى فرهاد شاكرى لإعداد خطة لاغتيال ترامب.

وأفاد البيان أن شاكرى أخبر مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) أنه لا يعتزم تقديم خطة لقتل ترامب في المهلة المحددة بسبعة أيام التي منحه إياها المسؤول في الحرس الثوري.

مقامرة خطيرة أم حقل ألغام؟

وبحسب وزارة العدل الأميركية، فقد أوضح مسؤول الحرس الثوري لشاكرى أنه في حال تعذّر اغتيال ترامب قبل الانتخابات، سيتم تأجيل هذا الإجراء إلى ما بعدها، لأن ترامب، وفق تعبيره، سيخسر الانتخابات، مما يجعل اغتياله أسهل.

ومن تصريحات شاكرى يبدو أن طهرن لم تكن تتوقع فوز ترامب في هذه الدورة من الانتخابات، وبهذا "قامت بمقامرة جريئة للتخلص منه".

ودونالد ترامب، الذي سيعود قريبًا إلى البيت الأبيض، كان قد واجه خلال الأشهر الماضية تقارير متكررة من وكالات الأمن الأميركية حول نية طهران اغتياله.

كانت الشرطة الأميركية قد أعلنت يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) عن إحباط ثالث محاولة محتملة لاغتيال ترامب، مشيرة إلى اعتقال رجل يبلغ من العمر 49 عامًا، كان يحمل أسلحة ووثائق تعريف مزورة بالقرب من مقر حملة ترامب في كواتشيلا بولاية كاليفورنيا.

وفي يوم الأربعاء 25 سبتمبر (أيلول)، عبّر ترامب عن دهشته إزاء حضور مسعود بزشكيان، رئيس الحكومة الإيرانية، في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحدث عن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الولايات المتحدة لحمايته، وكتب في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "ليس وضعًا جيدًا لأي شخص. أنا محاط برجال وأسلحة لم أر مثلها من قبل".

ونفى محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، في نفس اليوم، صحة التقارير التي تشير إلى ضلوع إيران في مؤامرات لاغتيال ترامب، ونفى أيضًا ارتباط القراصنة الذين سرقوا معلومات من حملته الانتخابية بالنظام الإيراني.

كانت حملة ترامب قد أصدرت في وقت سابق بيانًا ذكرت فيه أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية قد أبلغوا ترامب في 24 سبتمبر (أيلول) بوجود "تهديدات حقيقية ومحددة" من إيران لاغتياله.

من يزرع الألغام؟

وتشير مواقف المسؤولين الإيرانيين إلى أنه بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في العراق على يد القوات الأميركية، أصبح الانتقام من ترامب هدفًا للأجهزة الأمنية في طهران.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وقبيل نهاية فترة رئاسة ترامب، تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب له بأن "الانتقام من آمر وقاتل قاسم سليماني أمرٌ لا مفر منه".

عقب ذلك، نشر حساب خامنئي على "إكس" ملصقًا يظهر ترامب في ملعب غولف تحت ظل طائرة مسيّرة، في إشارة إلى نية اغتياله. وقد حُذف هذا المنشور لاحقًا من حساب خامنئي على "إكس".

كما نشر الموقع الرسمي لخامنئي مقطعاً كارتونيا متحركاً بالموضوع ذاته، يظهر عناصر يرتدون زيّ الحرس الثوري الإيراني، ينفذون عملية اغتيال ترامب باستخدام طائرة مسيّرة، في إشارة إلى وعد خامنئي بالانتقام.