صحف إيران: فرصة تاريخية لتجنب الحرب وتراجع جديد للعملة وتضارب تصريحات قادة الجيش الإيراني

على الرغم من انتهاء الهجوم الإسرائيلي على إيران، وابتعاد خطر استهداف المنشآت النووية والنفطية، إلا أن العملة الإيرانية استمرت في التراجع الملحوظ أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى.

ويبدو أن تهديدات المسؤولين الإيرانيين بالرد على إسرائيل، وكذلك اقتراب موعد الانتخابات الأميركية والمخاوف من فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، هما عاملان رئيسيان وراء هذا التراجع في قيمة التومان الإيراني.

صحيفة "ستاره صبح" أشارت إلى هذا الملف، وكتبت في الصفحة الأولى من عددها الصادر اليوم: "الذهب والعملات الأجنبية ترتفع من جديد".

أما الصحف المتشددة مثل "كيهان" وغيرها من الصحف الأصولية فدعت إلى الرد على إسرائيل، وكتبت في مانشيتها اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر (تشرين الأول): "رد إيران على إسرائيل قطعيا"، فيما نشرت صحيفة "آكاه" صورة صاروخ من صواريخ الحرس الثوري، وزعمت أن استطلاع رأي كشف أن 96% من الإيرانيين يطالبون برد أكبر من هجوم إيران السابق على إسرائيل، وعنونت بالقول: "أحرثوا تل أبيب وحيفا".

في المقابل حاولت الصحف الإصلاحية مثل "شرق" دعوة النظام إلى استغلال الفرصة والعمل على خفض التصعيد من خلال إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية التي أظهرت أنها لا تريد التصعيد والتوتر.

في شأن آخر أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى التضارب في تصريحات مسؤولين بالجيش الإيراني حول عدد الصواريخ التي استهدفت إيران في الهجوم الإسرائيلي، فبينما أعلن نائب قيادة المنطقة الجنوبية الغربية في الجيش الإيراني، محمد مختاري فر، أنه تم إطلاق 600 صاروخ على إيران خلال الهجوم الإسرائيلي، نفى نائب العلاقات العامة في الجيش الإيراني، حسن أبو ترابي، كلام نائب القيادة الجنوبية الغربية للجيش الإيراني، حول إطلاق إسرائيل 600 صاروخ على إيران في الهجوم الأخير، وقال: "لا نؤيد هذا الكلام حول عدد الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل على إيران".

في شأن آخر لفتت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إلى أن القضاء الإيراني حذر في بيان مجموعة "جمعية المدرسين والباحثين في حوزة قم العلمية" بعد إصدارها لبيان دعت فيه إلى قبول فكرة حل الدولتين والعودة إلى حدود 1967، ونقلت عن رئيس القضاء قوله إن على هذه المجموعة من رجال الدين أن تتراجع عن دعوتها وإلا فإنه سيتم فتح ملفات ضدهم.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"شرق": طهران تعاني من ضعف في تقديم الحلول الدبلوماسية للصراع في لبنان وغزة

قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إن إيران تعاني من ضعف فيما يتعلق بتقديم الحلول الدبلوماسية للخلافات والصراعات الموجودة في المنطقة، لأن غياب الحلول والمبادرات يجعل التحركات الدبلوماسية بلا نتيجة.

وأضافت الصحيفة: لو لم تقدم إيران مبادرات وحلولا دبلوماسية فلن يكون لها دور في مستقبل الأحداث بلبنان وفلسطين.

وأكدت الصحيفة أهمية الزيارات التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دول المنطقة، لكنها أكدت أن هناك إجماعا على أن الولايات المتحدة الأميركية هي وحدها من يستطيع التأثير على سلوك وتصرفات إسرائيل، لهذا فمن الضروري لطهران أن تبادر بالتواصل والتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية.

فرهیختكان: الرد على إسرائيل قد لا يكون شبيها بالردود السابقة

قالت صحيفة " فرهیختكان" الأصولية إن رد إيران المحتمل على إسرائيل قد لا يكون على غرار وشكل الردود السابقة، فقد تشمل التغييرات أشكالا أخرى من الردود على هيئة حادث الهجوم بالشاحنة على تجمع لجنود إسرائيليين أو الهجوم بالطائرة المسيرة على فيلق الغولاني.

كما لفتت الصحيفة أن اتخاذ إجراءات عملية ورسمية في ما يتعلق بنسبة تخصيب اليورانيوم أو زيادة مدى الصواريخ الموجهة والباليستية هي إحدى الخيارات الأخرى أمام إيران، ليكون ذلك بديلا عن مهاجمة إسرائيل، كما في المرات السابقة.

كما قالت الصحيفة إن إيران تملك خيارات أخرى لم تعلن عنها حتى الآن، وعدم معرفة إسرائيل بهذه الخيارات يمكن أن يجعلها تواجه مشكلة في توقع سلوك طهران وتصرفاتها.

"ستاره صبح": أسباب عودة تراجع العملة الإيرانية وفرصة تاريخية لتجنب الحرب

أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى أن تصريحات المسؤولين في إيران حول "حتمية" الرد على إسرائيل عادت وبالا على العملة الإيرانية التي تراجعت أمام العملات الأجنبية وسجلت 68 ألف تومان، بعد يوم من التحسن عقب الهجوم الإسرائيلي المحدود على إيران فجر السبت 26 أكتوبر (تشرين الأول).

أما العامل الأخر وراء هذا التراجع الجديد، حسب الصحيفة، فيعود للنقص الملحوظ في ميزانية الحكومة للعام القادم والتي قدمتها للبرلمان قبل أيام، معتقدة أن هذا النقص في الميزانية سينعكس على ارتفاع حجم السيولة، وبالتالي زيادة التضخم وتراجع قيمة العملة الوطنية.

كما أشارت الصحيفة إلى الانتخابات الأميركية كعامل ثالث للاضطراب في أسعار قيمة التومان الإيراني، إذ ستشهد الولايات المتحدة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم انتخابات رئاسية من المحتمل أن يفوز بها دونالد ترامب الخصم اللدود لإيران.

وفي مقالها الافتتاحي ليوم الثلاثاء 29 أكتوبر (تشرين الأول)، رأت الصحيفة أن أمام إيران الآن فرصة تاريخية لتغليب الدبلوماسية والابتعاد عن الحرب بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير، وظهور الرغبة الأميركية في عدم توسيع الصراع في الشرق الأوسط، والضغوط التي مارستها على إسرائيل ليكون ردها على إيران "محدودا" و"شكليا".