صحف إيران: طهران تتبرأ من استهداف "نتنياهو" وإدارة غزة بعد "السنوار" والمعركة ضد "الكفار"
بعد أيام من الصمت عن التعليق على مقتل قائد حماس، يحيى السنوار، خرج المرشد الإيراني، علي خامنئي، ببيان تعزية قائلاً: "إن الحركة ستبقى حية دون السنوار أيضًا"، مؤكدًا الوقوف بجانب "المقاومة"، كما كان الحال سابقًا دون تغيير أو تراجع وهو ما تناولته بعض الصحف الإيرانية الصادرة اليوم.
وأشارت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، في عددها الصادر اليوم الأحد 20 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد استهداف مقر إقامته بطائرة مُسيّرة انطلقت من لبنان بتوجيهات من إيران، وفقًا لمصادر إسرائيلية اتهمت طهران بالوقوف وراء العملية.
ورغم أن حزب الله لم يتبنَ العملية بعد، فإن مبعوث إيران في الأمم المتحدة أعلن أن طهران لا علاقة لها بمحاولة اغتيال نتنياهو، وأن حزب الله هو الذي يقف وراء الهجوم، في محاولة سافرة للنجاة بالنفس من جانب إيران، وترك حزب الله أمام مزيد من الضربات والضغوط، التي يتعرض لها من قِبل إسرائيل، منذ قرابة الشهر.
وذكرت صحيفة "شهروند" أيضًا أن حزب الله هو من يقف وراء العملية، وهذا الهجوم هو شبيه بهجوم الطائرة المُسيرة على معسكر للواء غولاني، الذي قتل 4 جنود إسرائيليين، وأصاب 60 آخرين قبل أيام، مؤكدة أن محاولة ربط العملية بإيران واتهامها بالوقوف وراءها هي محاولة إسرائيلية لخلق ذرائع بغرض استهداف إيران في الفترة المقبلة.
ونقلت الصحيفة كذلك تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال زيارته إلى تركيا؛ حيث حذر من وقوع الحرب، وقال إن خطر نشوب صراع شامل بات حقيقيًا للغاية، بعد أن أصبحت المنطقة عبارة عن "برميل بارود"، بفعل إصرار الجانب الإسرائيلي على التصعيد، حسب تصريحات عراقجي.
وعلى صعيد اقتصادي تناولت صحيفة "ستاره صبح" آثار التصعيد على سوق الذهب والعملات الصعبة في إيران؛ حيث تجاوز سعر الدولار الأميركي الواحد 64 ألف تومان، فيما تخطى سعر قطعة الذهب المعدنية 54 مليون تومان، وعنونت الصحيفة حول هذا الموضوع بالقول: "ظلال الحرب تخيم على الأسواق".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": إدارة غزة بعد مقتل السنوار
حاولت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، التقليل من أهمية مقتل قائد المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، وتأثير ذلك على إدارة قطاع غزة، وقالت إن الحركة ستستمر في إدارتها للقطاع، دون أن يتأثر ذلك سلبًا بمقتل زعيم الحركة.
وأضافت الصحيفة أن خصوم الحركة من الإسرائيليين والغربيين يحاولون تضخيم حدث مقتل السنوار، وتصويره بأنه نهاية العمر السياسي للحركة، وهذا يشبه ما كانوا يقومون به بالنسبة لإيران؛ إذ كانوا يربطون مصيرها بمصير قادتها، ويقولون إن النظام سينتهي عمره بنهاية عمر المرشد السابق، روح الله الخميني، لكن تبين بالتجارب خطأ هذه الرؤية وهذا الاعتقاد.
وذكرت الصحيفة كذلك إن إسرائيل وعبر قتلها لقيادات "محور المقاومة" قد "وحّدت بين الساحات"، وكتبت في هذا الخصوص: "الحدث المهم الذي وقع في السنوات الماضية وملأ الفراغ بعد رحيل قيادات، مثل: السنوار وهنية والعاروري هو وحدة الساحات، وإعادة الاتصال بين القيادات في الداخل والخارج".
وختمت الصحيفة أن مقتل السنوار حتى لو أخل بـ "حماس" من الناحية الإدارية، فإنه لن يؤثر عليها سلبًا من الناحية الجهادية، وأنها أصبحت أكثر نشاطًا وانسجامًا في الداخل بعد مقتل قائدها.
"مردم سالاري": يجب على إيران إنهاء سياسة الشعارات
قال الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حشمت فلاحت بيشه، في مقابلة مع صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية: "يجب على إيران أن تنهي السياسة الخارجية القائمة على الشعارات"، مؤكدًا أن هذه السياسة جعلت إيران تتحول إلى دولة "كثيرة الأعداء" في العالم، وهو ما أضعف موقفها في العديد من القضايا الدولية والإقليمية.
وأضاف أيضًا أن اعتماد إيران في سياساتها الخارجية على دول الشرق، مثل روسيا والصين قد حمّلها تكلفة باهظة؛ إذ إن هذه الدول هي أول من ينقلب على طهران في الملفات الخارجية، مشيرًا إلى دعم روسيا والصين لدولة الإمارات العربية المتحدة في قضية الجزر الثلاث؛ حيث مهد ذلك لكي تتبنى معظم دول العالم الرواية العربية فيما يتعلق بالخلاف حول هذه القضية.
وأكد أن التيار المتطرف في إيران مستمر في دعايته الإعلامية، التي تجلب المشاكل والأزمات لإيران، وتخلق عداوات لا فائدة من ورائها للبلاد، مشيرًا إلى دعوة إغلاق مضيق هرمز والدعوة لصنع قنبلة نووية، وأكد أن هذه الدعوات تتسبب في تشكيل إجماع دولي ضد إيران التي تعيش أصلاً في عزلة عن العالم منذ سنوات.
"اعتماد": مقرب من خامنئي يتوقع مقتل نصف سكان العالم في المعركة ضد "الكفار"
علق الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقاله بصحيفة "اعتماد"، على تصريحات رجل الدين المقرب من المرشد، محمد مهدي ميرباقري، الذي قلل من أهمية مقتل 42 ألف شخص في غزة قائلاً إنه "لو قُتل نصف سكان العالم لاستحقت المعركة ضد الباطل هذه النسبة من الضحايا"، وتأكيده عزم إيران تشكيل جبهة عالمية من أجل خلق نظام عالمي جديد بمحورية الشرق الأوسط.
وانتقد اعبدي هذه التصريحات المتطرفة، التي أثارت جدلاً وانتقادات كثيرة في الأوساط الإيرانية، خلال الأيام القليلة الماضية، قائلاً: "إن هؤلاء يقولون إنه لا ضير في مقتل نصف سكان العالم ثم يدعون أنهم ليسوا من دعاة الحرب ومنظريها".
وأضاف الكاتب أن هذه التصريحات تحاول تبرير الفوضى والمآسي، التي يعيشها المجتمع الإيراني؛ فصاحبها لا يستطيع تبرير المآسي، التي تنتشر في المجتمع؛ لهذا يحاول أن يعطي الآمال الواهية بالحياة بعد هذه الكوارث.