السلطات الإيرانية تقاضي صحيفة "بسبب النبي أيوب".. ومطالبات للرئيس بتنفيذ وعوده
أعلنت النيابة العامة في طهران رفع دعوى قضائية ضد صحيفة "هم میهن"، بعد نشرها رسمًا كاريكاتيريًا، يسخر من وعود حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، برفع الحجب عن الإنترنت، وذلك بعد أن قام المتحدث باسم الحكومة بدعوة الشعب إلى الصبر لحل مشاكل الشبكة العنكبوتية والفلترة.
وأفاد موقع "صابرين نيوز" الإيراني، في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بأن النيابة العامة في طهران رفعت دعوى قضائية ضد صحيفة "هم میهن" بسبب رسم كاريكاتيري تناول "النبي أيوب".
وذكر الموقع المقرب من الحرس الثوري أن "الكاريكاتير تناول موضوعًا اجتماعيًا، لكن تم رسم شخصية للنبي أيوب فيه".
وكانت المتحدثة باسم حكومة بزشكيان، فاطمة مهاجراني، قد صرحت في 14 أكتوبر، ردًا على سؤال حول رفع الحجب عن الإنترنت، وما إذا كان يجب انتظار انعقاد جلسة لجنة الفلترة، قائلة: "لا يمكننا إحداث تغييرات بشكل مفاجئ".
وأشارت مهاجراني إلى أن "عملية مراجعة الفلترة قيد المتابعة"، داعية الشعب إلى التحلي بالصبر.
وعلى أثر هذا التصريح، نشرت صحيفة "هم میهن"، في صفحتها الثالثة من عددها الصادر في 15 أكتوبر، كاريكاتيرًا للفنان الإيراني، أحمد عرياني، يتناول نصيحة مهاجراني للشعب بالصبر.
ويُظهِر الكاريكاتير، إحدى الشخصيات، تحت اسم "النبي أيوب"، في مواجهة مع شخصية تمثل مهاجراني، ويسألها: "عذرًا! ألم يتم حل مشكلة الفلترة بعد؟". لترد عليه الشخصية، التي تمثل المتحدثة باسم الحكومة، بأن الحل لم يتحقق بعد، وتطالبه بالمزيد من الصبر.
يشار إلى أن شبكة الإنترنت في إيران تخضع منذ أكثر من عقدين لرقابة صارمة من قًبل النظام، مما أجبر غالبية الإيرانيين على استخدام "برامج كسر الحجب" للوصول إلى المواقع والشبكات الاجتماعية المحجوبة.
ويعتبر الاستخدام الواسع لمثل هذه البرامج أحد الأسباب الرئيسة لبطء سرعة الإنترنت في إيران. كما يُشاع أن بعض الشخصيات الحكومية تحقق أرباحًا من بيع "برامج كسر الحجب".
وتعمل الحكومة الإيرانية على مشروع "الشبكة المحلية" بهدف قطع الوصول إلى الإنترنت العالمي، وفرض سيطرة كاملة على المحتوى الرقمي.
وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد انتقد، خلال حملته الانتخابية، القيود المفروضة على الإنترنت، التي تحد من الحريات وتضر بآلاف الأعمال الصغيرة. ومع ذلك، لم تجرِ حكومته أي تغيير ملموس في السياسات الصارمة المتعلقة بحجب الإنترنت، والتي يحددها مجلس يضم شخصيات رفيعة في الدولة مثل قادة الحرس الثوري ومسؤولي الأمن.
وشدد بزشكيان، في أول حضور له لاجتماعات "المجلس الأعلى للفضاء السيبراني" في الأول من أكتوبر الجاري، على ضرورة تنفيذ السياسات التي أقرها المرشد الإيراني، علي خامنئي، في مجال الفضاء الإلكتروني.
كما دعا إلى معالجة مسألة انتشار "برامج كسر الحجب" في إيران بشكل دقيق وجاد.