"میقاتی" يرفض تدخل رئيس البرلمان الإيراني في شؤون لبنان.. ويصف تصريحاته بـ"الوصاية"

وصف رئيس الوزراء اللبناني المؤقت، نجيب ميقاتي، تصريحات رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، حول استعداد إيران للتفاوض مع فرنسا بشأن قرار مجلس الأمن رقم 1701 المتعلق بنشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، بأنها "تدخل سافر" في الشؤون الداخلية للبنان.

وكان قاليباف، قد صرح في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، نُشرت يوم أمس الخميس 17 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بأن إيران قد تتفاوض مع باريس حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، الذي ينص على أن يكون الجيش اللبناني وحده المسؤول عن الانتشار في جنوب لبنان.

وفي رده على هذه التصريحات، أصدر ميقاتي بيانًا، اليوم الجمعة، أعرب فيه عن دهشته قائلاً: "نحن مندهشون من هذا الموقف، الذي يمثل تدخلاً سافرًا في شؤون لبنان، ومحاولة غير مقبولة لفرض وصاية على البلاد". ورفض بشكل صريح اقتراح قاليباف، الذي كان قد زار لبنان مؤخرًا.

وشدد ميقاتي، في بيانه الصادر، اليوم الجمعة، على أن التفاوض بشأن تنفيذ القرار 1701 يقع على عاتق الحكومة اللبنانية وحدها، ولا يجب على أي دولة أخرى أن "تحاول فرض أحكام جديدة تتعارض مع الاعتبارات الوطنية والسيادية".

وتُواجه إيران انتقادات متزايدة، خاصة في لبنان، لدعمها العلني لحزب الله، الذي يعد أقوى أذرعها الإقليمية؛ حيث قدمت طهران، خلال السنوات الماضية، دعمًا ماليًا وعسكريًا لحزب الله، مما سمح لها بالتدخل غير المباشر في الشؤون اللبنانية.

ويُصنَّف حزب الله كمنظمة إرهابية من قِبل الولايات المتحدة، بينما تكتفي دول الاتحاد الأوروبي بتصنيف جناحه العسكري فقط كإرهابي، ويشارك حزب الله في البرلمان والحكومة اللبنانية كمكون سياسي.

ما هو قرار 1701؟

صدر قرار مجلس الأمن الدولي 1701، في أغسطس (آب) 2006 لإنهاء الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، وينص القرار على انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، تمهيدًا لنشر الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) في الجنوب، كما يلزم القرار الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من جنوب لبنان فور بدء انتشار هذه القوات.

وكان ميقاتي قد أعلن، في وقت سابق، تقديم حكومته طلبًا إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار عاجل بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. وأكد التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار 1701 بجميع جوانبه، خصوصًا فيما يتعلق بنشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز وجوده على الحدود لاحتواء وتقليل الصراعات.

وأعرب مجلس الأمن الدولي، يوم 14 أكتوبر الجاري، عن قلقه البالغ إزاء إصابة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) في جنوب لبنان خلال عمليات الجيش الإسرائيلي، داعيًا إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701.

وقالت سفيرة سويسرا والممثلة الدائمة لها في الأمم المتحدة، باسكال باريزويل، والتي تترأس مجلس الأمن خلال شهر أكتوبر، في تصريح للصحافيين: "دعا أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف إلى احترام سلامة وأمن أفراد ومواقع قوات اليونيفيل، وأكدوا أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومواقعهم لا يجب أن تكون أبدًا هدفًا لأي هجوم".