ذكرت عدة تقارير أن إيران قدمت صواريخ لروسيا، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، متحديةً بذلك تحذيرات الدول الغربية، وتأتي هذه التطورات في وقت تقترب فيه طهران من أن تصبح قوة نووية، مما يزيد من المخاوف العالمية.

وقد أثار تقرير جديد لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية للأنباء تساؤلات حول دقة صواريخ إيران، مما خلق شكوكًا حول قدراتها الصاروخية.

وأعد هذا التقرير الذي مركز "جيمز مارتن" للدراسات المختصة بمنع انتشار الأسلحة النووية، ولم يُنشر بعد على الإنترنت، وقد حصلت عليه "أسوشيتد برس" بشكل خاص.

وحاولت قناة "إيران إنترناشيونال" الاتصال بمحللي المركز، لكن لم يتسن ذلك.

وقدم فرزين نديمي، وهو عضو بارز في معهد واشنطن وخبير في شؤون الأمن والدفاع الإيراني، وجي سولومون، مراسل صحيفة "فري برس"، شرحًا للقسم الإنكليزي بقناة "إيران إنترناشيونال" حول طبيعة برنامج الصواريخ الإيراني، وكيف يرتبط باقتراب إيران من تصنيع قنبلة نووية.

وقال نديمي: "إن برنامج الصواريخ الإيراني يجب أن يُنظر إليه بشكل شامل"، مشيرًا إلى أن "الصواريخ أحيانًا قد تسقط قبل الوصول إلى هدفها، وأحيانًا أخرى تكون ناجحة وفتاكة".

وقد درس محللو مركز منع انتشار الأسلحة النووية الهجوم الإيراني على قاعدة "نواتيم" الجوية في إسرائيل باستخدام صواريخ "عماد"، وافترضوا أن إيران قد استهدفت مربض طائرات "إف-35 آي" الإسرائيلية. وقاموا بقياس المسافة بين المرابض ومناطق ضرب الصواريخ، والتي بلغت 1.2 كيلو متر، وهي أقل بكثير من الدقة، التي روجت لها إيران.

ومنذ عام 2017 على الأقل، استخدمت إيران صواريخ باليستية لمهاجمة دول مجاورة؛ حيث استهدفت مراكز في سوريا والعراق، وكانت دقيقة في عدة مناسبات. وفي عام 2018، نجحت القوات الإيرانية في مهاجمة غرفة في مبنى معين بكردستان العراق، حيث كان يجتمع معارضون أكراد، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم.

إن فهم مدى خطورة الصواريخ الإيرانية أمرٌ بالغ الأهمية، خاصة مع تهديد النظام الإيراني بمهاجمة إسرائيل، انتقامًا لمقتل زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران.

وفي الوقت الذي تشن فيه روسيا هجمات صاروخية على أوكرانيا، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران أرسلت عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، فيما أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن حلفاء أوكرانيا الأوروبيين يتوقعون تسليم صواريخ إيرانية لروسيا قريبًا.

ويساعد فهم دقة الترسانة الصاروخية الإيرانية في تحديد مدى الضرر، الذي قد يلحق بالمدنيين في أوكرانيا، وشدة أي هجوم محتمل على إسرائيل.

وترتبط قدرات إيران الصاروخية وطموحاتها النووية بشكل معقد، حيث يمكن للدفاع الصاروخي الباليستي أن يكمّل دور الأسلحة النووية في الردع، لكنه لا يمكن أن يحل محلها.

وقال مسؤولون أميركيون إن سهولة اعتراض مئات الصواريخ والطائرات الإيرانية المُسيّرة، التي أُطلقت في إبريل (نيسان) الماضي نحو إسرائيل قد تدفع إيران للسعي إلى امتلاك قدرات عسكرية أكبر.

ووفقًا لتقرير حديث من مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، فإنه يمكن أن تمتلك إيران قنبلة نووية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وحذرت المؤسسة من أنه بينما يراقب معظم المسؤولين الأميركيين قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90 في المائة، فإن إيران تتخذ خطوات سرية نحو الأسلحة النووية.

وتُظهر وثائق حكومية إيرانية، حصلت عليها صحيفة "فري برس"، أن طهران توسع نشاطاتها وتمويلها لوحدة تابعة لوزارة الدفاع يعتقد أنها في قلب برنامج تطوير الأسلحة النووية.

ويتابع المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون والأمم المتحدة عن كثب هذه الوحدة، التي تُعرف باسم "سبند"؛ حيث يُعتقد أنها تلعب دورًا محوريًا في الأبحاث السرية للأسلحة النووية.

وقال سولومون لـ "إيران إنترناشيونال": "لقد كانت هذه الوحدة محط اهتمام لفترة، حيث جرت فيها الأنشطة المتعلقة بالأسلحة". وأضاف أن توسع "سبند" حدث تحت قيادة رئيس برنامج الأسلحة النووية الإيراني، محسن فخري زاده، الذي قُتل قبل أربع سنوات قرب طهران. وبعد وفاته، أعلنت الحكومة الإيرانية تخصيص ميزانية كبيرة للمنظمة.

واختتم سولومون حديثه قائلاً: "إذا نظرنا إلى الركائز الثلاث لبرنامج إيران: الصواريخ، والمواد الانشطارية، ثم العمليات الفعلية للأسلحة، فإن حقيقة أن (سبند) تتوسع الآن مقلقة للغاية".

مزيد من الأخبار