ارتفاع درجات الحرارة في إيران بشكل "غير مسبوق" والحكومة تعجز عن إدارة الأزمة

صب المواطنون الإيرانيون جام غضبهم على المسؤولين، بعد ظهور العديد من المشاكل والأزمات، التي عجزت السلطات الإيرانية عن التعامل معها ومعالجتها، تزامنًا مع الارتفاع القياسي وغير المسبوق في درجات الحرارة الذي تشهده إيران هذه الأيام.

وفي هذا السياق، قال مدير عام شركة "توليد وتوزيع الكهرباء" الإيرانية، مصطفى رجبي مشهدي، إن درجات الحرارة في إيران سجلت هذا العام ارتفاعًا قياسيًا خلال الخمسين عامًا الماضية.

وأوضح أنه مع كل ارتفاع للحرارة بمقدار درجة واحدة يزيد استهلاك البلاد من الكهرباء بنحو 1800 ميجاوات.

وأكد مواطنون كثر في مدن إيرانية مختلفة انقطاع الكهرباء، تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، معتبرين أن فشل الجمهورية الإسلامية هو السبب في هذه الأزمات؛ حيث لم تكن مستعدة للتعامل مع هذه الأزمة.

وفي غضون ذلك، أكد مدير تشغيل ومراقبة شبكة الكهرباء في إيران، مازيار جمشيدي، أمس الخميس، زيادة استهلاك الكهرباء في البلاد بنسبة 8 بالمائة، وقال إن هذه الزيادة "تعادل ضعف استهلاك الكهرباء في محافظة خراسان رضوي".

وفي أعقاب الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة واستهلاك الكهرباء في البلاد، في وقت سابق، تم إغلاق الأنشطة في القطاعات الصناعية في البلاد بشكل اضطراري.

واضطرت السلطات الإيرانية إلى إعلان أمس الخميس، عطلة بالجهات الحكومية، لكي لا تتعرض لانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل بسبب ارتفاع نسبة الاستهلاك.

وأعلنت محافظات: أصفهان والبرز وبوشهر وجهارمحال وبختياري وخراسان الجنوبية وخوزستان وزنجان وسمنان وسيستان وبلوشستان وقزوين وقم وكرمان ولرستان، ومركزي ويزد، تعطيل العمل بالجهات الحكومية؛ بسبب شح الكهرباء.

وبحسب تقارير منظمة الأرصاد الجوية، فقد وصلت درجة الحرارة في مدينة الأهواز، جنوب غرب إيران، في الأيام السبعة الماضية إلى أكثر من 50 درجة، وهو أمر غير مسبوق خلال الخمسين عامًا الماضية.

وأدى عجز الحكومة عن توفير الكهرباء في السنوات الماضية إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات البلدات والقرى عدة مرات خلال فصل الصيف.

واعتبر الخبراء توقف الاستثمار في صناعة الكهرباء وعدم تطوير محطات توليد الكهرباء وتهالك الشبكة، السبب الرئيس لاختلال التوازن الكهربائي وعجزه الحكومة عن توفير الكهرباء اللازمة للبلاد.

متابعو "إيران إنترناشيونال": قطعوا الكهرباء بعد انتهائهم من الانتخابات

علق العديد من المواطنين الإيرانيين، الذين يتابعون قناة "إيران إنترناشيونال"، على أزمة الكهرباء في إيران هذه الأيام، وأكدوا أن السلطات قد بدأت بقطع الكهرباء فور انتهاء "مسرحية" الانتخابات، وهو دليل على إهمال النظام للشعب، وأنه لا يتذكره إلا في أيام الانتخابات والفعاليات التي تضفي عليه مشروعية داخليًا وخارجيًا.

وأشار مواطنون في رسائلهم إلى "إيران إنترناشيونال" إلى آثار انقطاع الكهرباء على حياتهم اليومية؛ حيث تعطلت أعمالهم بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وأنهم لا يعرفون ماذا ينتظرهم وعوائلهم مستقبلًا، في ظل الغلاء الكبير وتخلي الحكومة عن دعمهم وحمايتهم.

وأرسل أحد المواطنين مقطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال"، يشكو فيه من انقطاع التيار الكهربائي اليومي بمدينة شهريار، قائلاً إن "النظام ينهب الشعب ولا أحد يساعدنا".

وأضاف أحد المتابعين عن أزمة الكهرباء: "لقد فرضت على البلاد عقوبات منذ سنوات طويلة بسبب الأزمة النووية وإنتاج النظام للطاقة الذرية، لكنهم لا يبالون بالشعب ولم يوفروا له الكهرباء".

وأعلن مسؤولون إيرانيون أن درجات الحرارة ستشهد ارتفاعًا خلال الأيام المقبلة بشكل أكبر مما هي عليه الآن، ما يعني أن أيامًا أكثر صعوبة ستكون بانتظار المواطنين الإيرانيين.