وقف إطلاق النار في لبنان.. وطهران تغير استراتيجيتها.. ومفاوضات مباشرة مع واشنطن
رحبت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بالاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان.
واعتبرت صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية الاتفاق بأنه "المحطة الأولى لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط"، فيما عنونت صحيفة "اعتماد" بالقول: "الخطوة الأخيرة نحو السلام البارد"، لافتة إلى العراقيل والقيود التي قد تفشل مسار وقف الحرب في لبنان والمنطقة.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، زعمت أن وقف إطلاق النار جاء نتيجة لصواريخ حزب الله على إسرائيل، كما كتبت "سياست روز" الأصولية أن "إسرائيل استسلمت لصواريخ حزب الله"، فيما ادعت "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن وقف إطلاق النار هو "إقرار بالهزيمة لإسرائيل"، واعتبرت أن حزب الله خرج "منتصرا" من الحرب، دون أن تشير إلى حجم الخسائر في صفوف قادة الحزب والدمار الكبير الذي حل بلبنان، لا سيما الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني.
من الملفات الأخرى التي تناولها عدد من الصحف الصادرة اليوم الأربعاء قضية المفاوضات مع الدول الأوروبية، حيث اعتبرها الكاتب والمحلل السياسي علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، إن المصالحة مع أوروبا هي مفتاح المصالحة مع الغرب، معتقدا أن المشكلة الرئيسية بين إيران والدول الأوروبية تعود لدور طهران في دعم روسيا خلال الحرب على أوكرانيا.
صحيفة "تجارت" أيضا لفتت إلى تصريحات المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني، التي قالت إن طهران ستدرس خيار التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، وهو موقف يعارضه التيار الأصولي والمتشدد الذي تمثله صحف مثل "كيهان" و"وطن أمروز" وغيرهما من المواقع والوكالات.
صحيفة "آرمان ملي" أشارت إلى قضية التفاوض بين طهران وواشنطن، وكتبت في صفحتها الأولى: "المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في هالة من الغموض".
في شأن منفصل أبرزت الصحف الأصولية تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة محمد باقري، الذي أعاد الحديث عن الرد على إسرائيل، وذكر أن إيران سوف ترد بطريقة "تفوق توقعات إسرائيل وتصورها".
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"ستاره صبح": التيارات السياسية في لبنان تذمرت من الحرب وحملت حزب الله مسؤوليتها
قال الكاتب والمحلل السياسي كيوان تقوي نيا لصحيفة "ستاره صبح" إن قبول إسرائيل لقرار وقف إطلاق النار يظهر شيئين: إما أن تكون تل أبيب قد أدركت أنه تم القضاء على حزب الله وقدراته العسكرية أو أنها توصلت إلى قناعة أنه لن يتم القضاء على حزب الله بشكل نهائي.
وأضاف الكاتب أن الأطراف الأخرى في لبنان تذمرت من الوضع، وحملت حزب الله نتيجة ما يعيشه لبنان، وهو ما شكل عامل ضغط على الحزب.
وتابع: حزب الله شعر بأنه يجب عليه الرضوخ لمطلب الشعب اللبناني في وقف الحرب وإنهاء الصراع مع إسرائيل، معتقدا أن طهران سوف تحترم وقف الحرب، وتقبل قرار حزب الله ولبنان في إنهاء هذه الحرب التي كلفت لبنان كثيرا من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
"فرهیختکان": مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن
نقلت صحيفة " فرهیختکان" عن مصادرها الخاصة إن زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي إلى العاصمة النرويجية أسلو يهدف إلى "التمهيد لمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية".
الصحيفة قالت إن غموضا كثيرا يحيط بمصير مثل هذه المفاوضات، نظرا إلى عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فليس معلوما ما إذا كانت المفاوضات تجري عبر القنوات السابقة مثل قناة عمان أو قطر أو سيتم اختيار طريقة أخرى للتفاوض مستقبلا.
وذكرت "فرهیختکان" أن أخبار المفاوضات والرسائل المتبادلة بين الجانبين يتم تسريبها عبر وسائل إعلام غير رسمية، وطالبت الحكومة بأن تكون أكثر شفافية في إطلاع الرأي العام الإيراني على هذه التحركات، وطبيعة الرسائل المتبادلة بين الجانبين الإيراني والأميركي.
وذكر الدبلوماسي الإيراني السابق في النرويج عبد الرضا فرجي راد للصحيفة إن زيارة المساعد السياسي للخارجية الإيرانية مجيد تخت روانجي يراد منها جس نبض إيران حول مدى استعدادها للمفاوضات، معتقدا أن هذه التحركات وجهود النرويج تسعى للتوصل إلى اتفاق حول خوض مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن.
"آرمان ملي": زيارة مستشار خامنئي إلى لبنان علامة للتغيير الاستراتيجي في سياسات إيران الخارجية
صحيفة "آرمان ملي" نشرت تصريحات محمد علي أبطحي، السياسي الإصلاحي ونائب الرئيس الأسبق محمد خاتمي، حول زيارة مستشار المرشد علي لاريجاني إلى لبنان، واعتبر أن هذه الزيارة هي مصداق للتغير "الاستراتيجي" الذي تقوم به إيران فيما يتعلق في سياساتها الخارجية.
وأضاف أبطحي: "نظرا إلى المواقف السابقة لعلي لاريجاني فإن اختياره لهذه الزيارة إلى لبنان، ومواقفه بعد انتهاء الزيارة، والتأكيد على أنه يمثل رأس النظام (خامنئي)، يجب اعتبار كل ذلك بأنه مصداق للتغيير الاستراتيجي، وينبغي أن نكون متفائلين إزاء ذلك. علينا أن نفتح بهدوء جميع الطرق المسدودة سابقا".
الكاتب والمحلل السياسي محمد عطريانفر أشار إلى أن عودة لاريجاني إلى المشهد السياسي يراد منها مهمات كبيرة، معتقدا أن لاريجاني سيدخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي الإيراني، كما توقع احتمالية أن يتم تعيينه في منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في الفترة المقبلة.