قيود النظام أحد الأسباب.. تصاعد وتيرة العنف والنزاعات في إيران
ذكرت إحدى الصحف في طهران أن عدد المشاجرات والصراعات في إيران وصل إلى أعلى مستوياته عام 2023، مقارنة بالسنوات السبع السابقة، أي أكثر من 250 ألف حالة، وأكد مشاركون في "الندوة الوطنية لمناهضة العنف" أن محاولة النظام السيطرة وفرض القيود هو أحد أسباب تصاعد العنف في المجتمع.
وذكرت صحيفة "هم ميهن" في تقرير عن خطابات "الندوة الوطنية لمناهضة العنف"، أن المشاركين في هذا الاجتماع حاولوا تحليل آخر أوضاع العنف في إيران بالتفصيل.
وأشارت عالمة الاجتماع والباحثة في القضايا الاجتماعية الإيرانية، فهيمة نظري، بحسب هذا التقرير، إلى إحصائيات جرائم الشرف في إيران في هذه الندوة، ووصفتها بأنها "مروعة".
وقالت إنه بحسب إحصائيات الشهرين الأولين من العام الجاري، قُتلت 23 امرأة على يد الأب أو الزوج أو الأخ أو الخاطب.
وأضافت عالمة الاجتماع: "إن سجل الصراعات في إيران يواجه نموًا بنسبة 8 بالمائة، ووصلت هذه الإحصائيات إلى أعلى مستوياتها فقط في عام 2023، مقارنة بالسنوات السبع الماضية، أي أكثر من 250 ألف نزاع".
وأكدت نظري أن "الإيرانيين من بين أكثر الشعوب قلقًا وغضبًا في العالم"، وأشارت إلى الاحتجاجات التي شهدتها مختلف النقابات، وقالت: "إن الكثير من فئات المجتمع مثل الأطباء والعمال والمعلمين لديهم مطالب كثيرة، ولكن العوائق خففت حدة هذا الغضب، ورأينا أن العديد من الأطباء انتحروا".
وحذر الخبراء من ارتفاع معدل انتحار الأطباء في إيران، في العام الماضي، خلال اجتماع بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار، كما أُعلنوا أنه وفقًا لبحث تم إجراؤه في إيران، فإن 34 بالمائة من مساعدي الأطباء لديهم تفكير بالانتحار.
كما أكد عالم الاجتماع مهران صولتي، في "الندوة الوطنية لمناهضة العنف"، أن "محاولة النظام السيطرة وفرض القيود على المجتمع هو أحد الأمثلة على أعمال العنف".
وقال: "مازلنا أمام اقتصاد موجه. وفي الحديث عن الثقافة، نحن أمام نوع من الثقافة المسيطر عليها، تلعب فيها الرقابة دورًا بارزًا. وفي مجال الأسرة، وخاصة في مشروع قانون الإنجاب وشبابية السكان، نرى التدخل الجامح للنظام الحاكم في الأسرة وتنظيم الأسرة وطريقة الإنجاب أو عدد الأطفال".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها نشر تقارير عن تزايد العنف في إيران.
وأعلنت صحيفة "شرق"، في العام الماضي، نقلاً عن إحصائيات رسمية منشورة في وسائل الإعلام، مقتل ما لا يقل عن 165 امرأة في إيران خلال عامين على يد رجال عائلاتهن، وكتبت أنه من يونيو 2021 وحتى عام بعد ذلك، قُتلت امرأة واحدة في البلاد كل أربعة أيام، في المتوسط.
وأضافت الصحيفة أنه في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من عام 1402 الإيراني (يبدأ في 21 مارس 2023)، قُتلت 27 امرأة على الأقل على يد أزواجهن أو آبائهن لأسباب تتعلق بجرائم "الشرف".
وأكد العديد من الناشطين في مجال حقوق المرأة، أن هناك العديد من جرائم قتل النساء في أجزاء مختلفة من البلاد، لا يتم الإبلاغ عنها عمدًا.