رغم إعلان موسكو.. طهران تنفي تعليق اتفاق التعاون الشامل مع روسيا وتؤكد: يخضع للمراجعة
نفى وزير خارجية إيران بالإنابة، علي باقري كني، تعليق وثيقة التعاون الشامل بين طهران وموسكو، مؤكدا أن الاتفاق يخضع "لمراجعة الخبراء بين الجانبين". وكان مسؤول في وزارة الخارجية الروسية قد أعلن أن الاتفاق تم تعليقه مؤقتا بسبب مشكلات لدى الجانب الإيراني.
وقال باقري كني، الأربعاء 12 يونيو (حزيران)، إنه التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو وتحدث معه حول هذه القضية.
ووصف تعليق اتفاق التعاون بين إيران وروسيا بأنه "غير واقعي"، وقال إن هذه الوثيقة تسير في مسارها الطبيعي.
وشدد وزير خارجية إيران بالإنابة كذلك على أن الوثيقة الشاملة تخضع "لمراجعة الخبراء بين الطرفين"، وينبغي عقد اجتماع خبراء لوضع اللمسات النهائية عليها.
وأشار لافروف، يوم الثلاثاء 11 يونيو (حزيران)، إلى أنه لا يمكن التوقيع على نص اتفاق التعاون الجديدة بين الجانبين بسبب "بعض المشكلات الإدارية من جانب إيران".
وقال في الوقت نفسه إن باقري كني يؤكد على "التزامه بهذه الوثيقة والارتقاء بالعلاقات بين روسيا وإيران إلى مستوى نوعي جديد".
لقاء باقري كني ولافروف في موسكو
وفي وقت سابق، كتبت وكالة الأنباء الروسية الرسمية، الثلاثاء، نقلاً عن زامير كابولوف، المسؤول في وزارة خارجية روسيا، أن عملية اتفاق التعاون بين البلدين توقفت في الوقت الحالي بسبب "المشكلات التي يواجهها الشركاء الإيرانيون".
ووصف كابولوف هذه القضية بأنها "قرار استراتيجي لقادة البلدين"، وقال إن تعليق الاتفاق يرجع إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في إيران.
وبعد ساعات من نشر هذا الخبر، نفى كاظم جلالي، سفير إيران في موسكو ذلك، وعزاه إلى "ترجمة غير صحيحة للنص الروسي إلى اللغة الفارسية".
ووفقا لقوله، خلال لقائه مع باقري كني "أصر لافروف على توقيع البلدين على هذه الاتفاقية في أقرب وقت ممكن".
وفي السنوات الأخيرة، أقامت روسيا وإيران علاقات وثيقة مع بعضهما البعض بمواقف مثل "النظام العالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة" لتحييد الضغوط السياسية والاقتصادية الأميركية.
وبحسب وكالة "رويترز"، تم العمل على اتفاق جديد بين موسكو وطهران في سبتمبر (أيلول) 2022 خلال الاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وقد قُتل رئيسي، الذي أشارت إليه بعض وسائل الإعلام الأجنبية على أنه الخليفة المحتمل للمرشد علي خامنئي، في حادث تحطم طائرة مروحية في 19 مايو (أيار) الماضي.
ولم يحضر بوتين جنازة رئيسي في إيران، لكنه أعرب عن تعازيه في وفاته.
وكتب لافروف عن وفاة رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران: "سوف نتذكر هذه الشخصيات السياسية البارزة كوطنيين حقيقيين دافعوا بحزم عن مصالح بلادهم، وضحوا بحياتهم في خدمة متفانية للبلاد".
كما قامت السفارة الروسية في طهران بتنكيس علم السفارة كدليل على التضامن مع سلطات النظام الإيراني أثناء التعزية بوفاة رئيسي.
وفي السنوات الأخيرة، وخاصة بعد بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، حذر المسؤولون الغربيون، مرارا، من توثيق العلاقات بين طهران وموسكو.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2022، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "إن روسيا تقدم مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والفني لطهران، وأصبحت إيران أكبر داعم عسكري لروسيا".
وحذر كيربي من أن العلاقات الإيرانية الروسية أصبحت شراكة دفاعية كاملة.
وفي الوقت نفسه، لم تكن هذه العلاقات على النحو الذي يحقق الرضا الكامل للسلطات الإيرانية.
على سبيل المثال، على الرغم من الطلب المتكرر للسلطات العسكرية الإيرانية، لم تقم روسيا بعد بتسليم مقاتلاتها من طراز "سوخوي 35" إلى إيران.