لعبة خامنئي السياسية بـ "الخواتم".. من قاسم سليماني إلى إبراهيم رئيسي

أطلقت وسائل الإعلام الإيرانية، دعاية واسعة النطاق، حول خاتم إبراهيم رئيسي، الذي كان في يده وقت الحادث، بعد العثور على جثته في موقع تحطم المروحية، التي كانت تقله ومرافقيه.

وانتشر فيديو "لحظة العثور" على هذا الخاتم بوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أظهره أحد الأشخاص أمام الكاميرا، ويعد نشر هذا الفيديو هو أحدث مثال على استخدام النظام الإيراني للخواتم كأداة للدعاية السياسية.

لكن كيف دخل الخاتم إلى الدعاية في إيران، وكيف يستخدمه مسؤولو النظام بما يتماشى مع أهدافهم السياسية؟

من خاتم قاسم سليماني إلى خاتم إبراهيم رئيسي
إن نشر صور خاتم إبراهيم رئيسي ذكّر المواطن الإيراني على الفور بخاتم قاسم سليماني.
في عام 2020، وفي حالة مماثلة، أطلقت الجمهورية الإسلامية دعاية واسعة النطاق حول خاتم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت، بعد مقتله في العراق بأمر من الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب.

وفي ذلك الوقت، انتشرت صورة خاتم سليماني في يده المقطوعة على نطاق واسع في وسائل الإعلام وحسابات المستخدمين لمؤيدي النظام على شبكات التواصل الاجتماعي.

ووصلت الدعاية حول هذا الخاتم إلى حد أنه بعد عامين، عندما تم اختراق موقع صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، والذي نسب إلى قراصنة مرتبطين بإيران، تم وضع صورة على الصفحة الأولى من هذا الموقع، وكانت هناك إشارة إلى خاتم قاسم سليماني.

في تلك الصورة تم رسم صاروخ يطلق من خاتم (تذكر بخاتم يد قاسم سليماني المقطوعة) باتجاه مكان يرمز لموقع ديمونا النووي الإسرائيلي، ودونت هذه الجملة من سليماني موجهة إلى إسرائيل: "نحن أقرب إليكم مما تظنون، في الموقع الذي لا تتخيلونه".
ووصلت الدعاية الواسعة لخاتم قاسم سليماني إلى مرحلة "التسويق"، حيث يقوم بعض تجار المجوهرات في إيران ببيع خواتم محفور عليها صورة قاسم سليماني، على سبيل المثال.

دور خامنئي في تضخيم موضوع الخاتم
كان المرشد الإيراني روح الله الخميني، يرتدي خاتمًا مثل غيره من المتدينين، لكن علي خامنئي، خليفته، هو الذي أدخل الخاتم في الدعاية السياسية للنظام.
وفي أحدث مثال على ذلك، "بارك" خامنئي، خلال زيارته
معرض الكتاب في طهران قبل أسابيع، خاتم امرأة، وأعطاه لأحد أصحاب الغرف في المعرض ليعطيه لمريضة.

وسبق أن أهدى المرشد الإيراني، خاتما في العديد من المناسبات لمن يأتون لزيارته بشكل رسمي.

ويستخدم خامنئي هدايا الخواتم بشكل خاص لإرسال رسائل سياسية
وقبل بضع سنوات، أعطى خاتمًا من عقيق إلى علي رضا كريمي، المصارع الإيراني الذي، بناء على طلب مدربيه، تعمد الخسارة أمام منافسه الروسي على خلال البطولة البولندية، حتى لا يواجه منافسًا إسرائيليًا في الجولة التالية للبطولة.

وفي مثال آخر، في عام 2019 وبعد أن استهدفت القوات المسلحة الإيرانية طائرة أميركية مسيرة في المياه الخليجية قام المرشد بإهداء خاتم لمن قيل أنه ضغط على زر الصاروخ الذي أسقط المسيرة.

كما يقوم المسؤولون الآخرون بتقليد خامنئي في عادة إهداء الخواتيم ويقدمون لأتباعهم هدايا على شكل خواتم بهئيات وصور مختلفة.

وبعد الثورة الإيرانية عام 1979، وبالتزامن مع زيادة عدد الأضرحة والمراقد زاد أيضًا بيع الخواتم بشكل كبير.