صحف إيران: سراب الانتخابات.. والاقتصاد الإيراني المقموع.. والنظام في ورطة

على الرغم من التقارير الكثيرة حول مقاطعة الانتخابات الإيرانية يوم أمس، فإن صحف النظام لم تعترف بشيء من ذلك، ولم تشر إلى تراجع نسبة المشاركة، ورددت الدعاية الحكومية السابقة والادعاءات بأن "الشعب في عموم إيران قد شارك في العملية الانتخابية".

عبرت صحيفتا "كيهان" و"جوان"، والصحف المقربة من النظام عن بهجتها واحتفالها بهذا "العُرس الانتخابي الديمقراطي"، متجاهلة التقارير والمقاطع التي توثق العزوف الشعبي الكبير عن الانتخابات، التي أُجريت في أحلك فترة يعيشها الشعب الإيراني اقتصاديًا وسياسيًا.

في المقابل نجد صحفًا إصلاحية أخرى حاولت التعبير عن الواقع بطريقة مختلفة؛ حيث نشرت صحيفتا "سازندكي" و"ستاره صبح" صورتين من صناديق الاقتراع وهي فارغة؛ بسبب قلة الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات.

ولفتت صحيفة "هم ميهن" أيضًا، إلى الأكثرية التي لم تصوت في الانتخابات؛ حيث بلغت نسبة المصوتين 41 بالمائة، وفقًا للتقارير التي نشرتها وسائل إعلام النظام.

وأوضحت الصحيفة أن هذه النسبة لو صحت، فإنها تؤكد أن الأكثرية قد قاطعت الانتخابات، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الأكثرية الصامتة"، على الرغم من تشكيك المعارضين للنظام في هذه النسبة.

ولفتت صحيفة "توسعه إيراني" أيضًا إلى تحذيرات المسؤولين الإيرانيين من الإعلان عن نسب المشاركة، وهو ما يوضح مدى قلقهم من معرفة الحقائق المتعلقة بالمشاركة الشعبية.

وذكر ناشطون أن 80 بالمائة من الناخبين في العاصمة طهران لم يشاركوا في هذه الانتخابات، وفي المدن الكبرى الأخرى بلغت النسبة 70 بالمائة، وهي رسالة واضحة يريد الشعب إيصالها للنظام وصناع القرار في إيران.
وأشارت صحف أخرى، مثل "جهان صنعت"، إلى ارتفاع أسعار الدولار بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، وتوقعت استمرار تراجع "التومان" الإيراني، لاسيما بعد التقارير عن دخول مزيد من المتطرفين إلى البرلمان نتيجة المقاطعة الواسعة، وانفراد هؤلاء المتطرفين في السباق الانتخابي.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"اعتماد": ما هي المشاكل التي تحلها المشاركة في الانتخابات؟

أشار الكاتب عباس عبدي، في مقاله بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، إلى تصريحات المرشد علي خامنئي قبل أيام حول الانتخابات، وتعليقه على دعوات المقاطعة بالقول: إن عدم المشاركة في الانتخابات لن تحل أي مشكلة من مشاكل البلاد.

وعلق الكاتب على كلام خامنئي، قائلًا: "هذا الكلام صحيح من الناحية العملية؛ حيث إن عدم المشاركة في الانتخابات لا يعالج مشكلة في إيران، لكن السؤال الأهم هو: ما المشاكل التي سيتم حلها من خلال المشاركة في الانتخابات؟!".

وأضاف عبدي، في مقاله الذي حمل عنوان "سراب"، دلالة على أن الانتخابات هي مجرد سراب لا تغني ولا تسمن من جوع: "إذا لم تكن هناك إجابة عن هذا السؤال الواضح، فكيف يمكن أن نتأمل مشاركة المواطنين في مثل هذه الانتخابات".

ونوه عبدي إلى أن المرشحين الذين نالوا تزكية مجلس صيانة الدستور يفتقدون لأي برنامج انتخابي أو خطط عملية لمعالجة المشاكل المتراكمة في البلد، موضحًا أن مراجعة قوائم التيار الأصولي تكشف لنا أنهم يخوضون لعبة لتقاسم الغنائم بين بعضهم البعض، ولا تهمهم معالجة أزمات البلاد.

"دنياي اقتصاد": توقعات باستمرار انهيار "التومان" أمام الدولار بعد الانتخابات

تناولت صحيفة "دنياي اقتصاد" حالة العملة الإيرانية التي باتت تترنح أمام العملات الصعبة والدولار الأميركي، بعد أن بيع الدولار الواحد بأكثر من 60 ألف تومان، وقدمت تكهناتها حول مستقبل العملة الإيرانية بعد انتهاء الانتخابات والجهة التي ستسير إليها.

ونقلت الصحيفة عن خبراء ومحللين قولهم: من الواضح أن العملة الإيرانية سوف تستمر بالتراجع أمام الدولار في الأيام القليلة المقبلة، وذلك لأسباب عديدة منها طلبات الشراء في نهاية العام الإيراني (سينتهي في 20 من مارس الجاري).

وأوضحت الصحيفة أنه لم يصدر أي شيء من قبل السلطات أو المشهد السياسي بشكل عام؛ لكي يطمئن الأسواق ويوحي باحتمالية أن تتجه حالة العملة الإيرانية إلى الاستقرار بعد أسابيع من الاضطراب والتراجع أمام العملات الصعبة.

كما تناولت الصحيفة حالة الاقتصاد الإيراني بين الدول في مؤشر "الحرية الاقتصادية"، وقالت: إن 62 دولة في العالم ضمن الدول التي يصنف اقتصادها بأنه "غير حر"، وتقع دول أخرى، مثل إيران والصين، ضمن الدول ذات الاقتصاد "المقموع".

"شرق": شرخ مجتمعي كبير في إيران بعد الاحتجاجات وإسقاط الطائرة الأوكرانية

تناولت صحيفة "شرق"، في تقرير لها، حالة الاستقطاب الاجتماعي غير المسبوقة التي تعيشها إيران اليوم، لاسيما بعد أحتجاجات عام 2022 وحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، وقالت إن إيران اليوم تضم مجتمعين مختلفين كل الاختلاف في القيم والمعايير والمعتقدات والأفكار، ولا إمكانية للتوصل إلى تفاهم وحلول مشتركة بين هذين القطبين.

وذكرت الصحيفة أن المجتمع الإيراني بات يعيش في حالة تضاد في كل القضايا، فهاتان الطائفتان مختلفتان في كل شيء، والطائفة التي تساند النظام لا تقبل بأي شكل من أشكال المصالحة والاستماع إلى كلام الطائفة الأخرى التي تكونت من المعترضين والمنتقدين للأوضاع بعد احداث مهسا أميني.

ونوهت الصحيفة إلى أن طائقة المعترضين أيضًا لا تقبل بمجرد إصلاح النظام، وإنما تبحث عن شيء آخر وهو (إسقاط النظام)، مقررة أن طائقة المعترضين تشكل ما مجموعه 70 بالمائة من الإيرانيين، فيما تشكل طائفة النظام ما يقارب 30 بالمائة؛ أي الأقلية التي تحكم البلاد.

وعن طبيعة التيار المعترض قالت الصحيفة: إن هذا التيار قد تجاوز النظام السياسي الحالي ويريد بديلًا، لكن ما يجعله مختلفًا عن تيار "الإسقاط" هو أنه لا يقبل بتدخل خارجي ووقوع فوضى، وإنما يبحث عن طريق بديل لتجاوز النظام الحالي بحيث لا يُحمِّل البلاد تكلفة كبيرة.

"آرمان امروز": ورطة إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أشارت صحيفة "آرمان امروز" إلى الاجتماع المرتقب، الأسبوع المقبل، لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي سيتناول ملف إيران ونشاطاتها النووية في ظل التقارير التي تتحدث عن ارتفاع كبير في نسب اليورانيوم المخصب، والحديث عن امتلاك إيران جميع الأجزاء اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن تعلو نبرة المجلس تجاه إيران في الاجتماع المقبل، لكن من غير المرجح أن يصل موقف المجلس إلى حد اتخاذ مواقف عملية ضد إيران؛ لأن الظروف الإقليمية لا تسمح لإدارة بايدن بتصعيد الملف النووي الإيراني.

وانتقدت الصحيفة، ضمنيًا، قرار السلطات الإيرانية منع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من زيارة البلاد، وقالت إن هذه الزيارة كانت فرصة لإدارة الأزمة والخلافات المتصاعدة بين طهران والوكالة.