مسؤول صحي إيراني: عجز في عدد الممرضين بنحو 50 %.. والكوادر الطبية تتجه لدول الجوار
قال الأمين العام لدار التمريض في إيران، محمد شريفي مقدم، إن قلة القوى العاملة وعدم كفاية الرواتب زادت من الضغط على الممرضين، بالإضافة إلى زيادة حالات العنف ضدهن وانخفاض جودة الخدمات.
وأضاف شريفي مقدم: "يهاجر من البلاد كل عام أكثر من ثلاثة آلاف ممرض، وبدلاً من حل المشاكل، كثيراً ما تهاجم السلطات الممرضين بسبب احتجاجاتهم".
يأتي تصريح محمد شريفي مقدم في الوقت الذي ذكر فيه محمد ميرزابيكي، رئيس منظمة نظام التمريض، أن عدد الممرضين الذين هاجروا بين 1500 و2000 شخص. وقال: "الممرضون يهاجرون إلى الدول المجاورة والدول الخليجية وجنوب أفريقيا والبلدان الغربية والأوروبية حيث تتوفر الظروف المناسبة".
و رفض الأمين العام لدار التمريض في إيران هذه الإحصائية، قائلاً: "أكثر من 3000 ممرض يهاجرون من البلاد سنويا، لكن وزارة الصحة لا تضيف حتى بقدر هذا العدد إلى الطاقم الطبي".
ووفقًا لما قاله شريفي مقدم، كان من المقرر توظيف ما يصل إلى 12000 ممرض بين عامي 2020 و2023، لكن هذه العملية لم تكتمل ولم يتم الوصول بعد إلى التوظيف السنوي لـ3000 ممرض، حيث "أصبح النقص في الممرضين الآن خطيرًا جدًا لدرجة أنه بسبب هذا النقص يموت بعض المرضى".
وبحسب قول الأمين العام لدار التمريص، فإن أكثر من 90 في المائة من الممرضين غير راضين عن عملهم، مضيفا: "أقل من 10 في المائة ممن قد يكونون راضين هم أولئك الذين لا يقومون بالعمل السريري ولديهم عمل إداري".
وقد تفاقمت أزمة نقص الممرضين في إيران خاصة منذ تفشي فيروس كورونا، ونظم الممرضون مرارا تجمعات في مختلف المدن احتجاجا على وضعهم الوظيفي.
ويرى الأمين العام لدار التمريض أن "الفجوة في الدخل والتمييز بين الكادر الطبي من أطباء وممرضين" له أثر في زيادة استياء الممرضين.
وقال واصفاً هذا الوضع: "إن متوسط راتب الممرض المعين حديثاً هو 9 ملايين تومان، وهو ما لا يغطي حتى الإيجار، في حين أن دخل الطبيب المختص في القطاع العام وحده يزيد على 140 مليون تومان شهرياً. كل هذه القضايا لها تأثير على عدم الرضا الوظيفي وترك الوظيفة وهجرة الممرضين".
وفي إشارة إلى النقص الحاد في عدد العاملين في مجال التمريض في البلاد، قال الأمين العام لدار التمريض: "نحن بحاجة إلى توظيف واستقطاب ما لا يقل عن ضعف عدد الممرضين الموجودين".
وقال محمد شريفي مقدم في مقابلة مع وكالة أنباء "إرنا"، الأحد: "حاليا هناك حوالي 210 آلاف ممرض وممرضة يعملون في البلاد، بما في ذلك الممرضون وخبراء غرفة العمليات، وطب الطوارئ، والمسعفون".
وأشار إلى أنه "حالياً يبلغ مؤشر نسبة الممرضين لكل سرير مستشفى في الدولة نحو ممرض واحد"، وقال: "وفقاً لمعايير وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي فإن عدد الممرضين يجب أن يصل إلى ممرضتين لكل سرير في المستشفى، ويجب مضاعفة عدد الممرضين في البلاد حتى يتمكن المواطنون من الحصول على الحد الأدنى من خدمات الرعاية".
وذكر شريفي مقدم أنه "في مؤشر نسبة الممرضين إلى عدد السكان، ووفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، ينبغي أن يكون هناك على الأقل ثلاثة ممرضين لكل 1000 شخص حتى يتمكن المواطنون من الحصول على الحد الأدنى من الرعاية اللازمة"، مضيفاً: "تبلغ نسبة الممرضين إلى السكان في البلاد حوالي 1.7 ممرض، وهو نصف المتوسط والمعيار العالمي".
وبحسب قوله، فإن "في الدول الأوروبية وصل هذا المؤشر إلى 10، أي إن لديهم 10 ممرضين لكل ألف شخص".
وشدد أمين عام دار التمريض على أن "البلد الآن يواجه نقصا في عدد الممرضين، وبحسب تأكيد منظمة الصحة العالمية فإن هذا الموضوع يجلب ضررا وخطرا على صحة المرضى، وعلى وزارة الصحة أن تكون مسؤولة عن تعويض هذا النقص".
وأوضح شريفي مقدم أن "إدارة وزارة الصحة لم تدرك أهمية النقص في الممرضين". وأضاف: "في العالم، العامل الأهم في تقديم الخدمات للمواطنين هو الممرض أولا، ثم المباني والمعدات، لكن في إيران، يفتحون مستشفى كبيرا، دون توقع طاقم التمريض اللازم".
وبحسب قوله، فإن "القوى التمريضية التي تستخدمها وزارة الصحة غير مستدامة بسبب انخفاض الرواتب".
وقد تناولت وكالة أنباء "إيلنا" في تقرير لها، في يوليو (تموز) من هذا العام، "العمل الإضافي القسري" للممرضين وأكدت أنه بسبب نقص القوى العاملة، غالبًا ما يتعين على الممرض الذي أكمل نوبة عمله البقاء في العمل لنوبة إضافية، ولكن مقدار العمل الإضافي كل ساعة عمل إضافية بالنسبة له تتراوح بين 16 إلى 20 ألف تومان.
الضغط على الممرضين من الاستدعاء إلى الضرب على أيدي مرافقي المرضى
وأعلن الأمين العام لدار التمريض اشتداد الضغوط على مجتمع التمريض بسبب قلة الكوادر وعدم كفاية الرواتب وقال إن هذه الظروف أدت إلى زيادة العمل الإضافي والعنف ضد الممرضين وانخفاض جودة الخدمات للمرضى.
وبحسب قول محمد شريفي مقدم، فبدلاً من معالجة المشاكل الأساسية للممرضين، تلجأ الجهات المعنية إلى أساليب سطحية وغير فعالة باستدعائهم لأسباب مثل الاحتجاجات والتجمعات النقابية.
وتابع شريفي مقدم عن الأخبار التي تم نشرها في الأيام الماضية حول اشتباك مرافقي المرضى مع الممرضين: "من بين الطاقم الطبي، فإن الممرضين هم الأكثر تواصلا مع المرضى ومرافقيهم، وللأسف فإن مرافقي المرضى يلقون كل القصور في المستشفى على الممرضين".
ووردت في الأيام الأخيرة أنباء عن اعتداءات على الممرضين، أحدها يتعلق بممرض في ياسوج. وقد أصيب على يد مرافق المريض بالسكين.
وبعد نشر هذا الخبر أعلن علي رضا جليل، رئيس مستشفى جليل ياسوج عن اعتداء مرافقي المريض على ممرض ثان في هذا المستشفى في الأيام الماضية.