وزير السياحة الإيراني: البهجة هي الغائب الأكبر في البلاد بعد الثورة
قال وزير التراث الثقافي والسياحة في إيران، عزت الله ضرغامي، إن البهجة والفرح من أكثر الأشياء المفقودة بعد الثورة الإسلامية التي شهدتها البلاد عام 1979، مادحا- على غير المعتاد- الرموز الإيرانية القديمة مثل "كوروش"، و"داريوش".
يشار إلى أن عزت الله ضرغامي، الذي كان رئيسا لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية لعقد من الزمن قبل أن يصبح وزيرا، قال في تصريحاته الأخيرة إن "التراث الثقافي يختفي أمام أعيننا" وعلى الرغم من اقتراب نهاية العام، لم يتم حتى الآن تخصيص الميزانية المعتمدة لوزارته.
ولم يذكر ضرغامي دوره فيما وصفه بـ"فقدان البهجة" في إيران، عندما كان يشغل مناصبه السابقة في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وعضوية مجلس الثورة الثقافية.
وأكد ضرغامي: "عندما ذكرت داريوش وكوروش يوم التصويت على الثقة في البرلمان، قال لي بعض النواب لاحقاً لقد اعتقدنا أننا إذا تحدثنا عن إيران القديمة سنواجه مشكلة".
كما تحدث ضرغامي عن جهل إبراهيم رئيسي بنقوش "كنجنامه" القديمة في همدان، رغم إقامته هناك وزيارته لهذا المكان لسنوات. وأكد: "لقد أخبرت رئيسي بأن نقش داريوش يشبه كلام نبي الإسلام".
وأضاف هذا الوزير في حكومة إبراهيم رئيسي أن "داريوش كتب في نقشه: باسم الإله الذي خلق البهجة. ولكن للأسف، البهجة من الأشياء التي فقدناها بعد الثورة".
ويرى بعض المحللين أن حكم الجمهورية الإسلامية والظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تسببت في القضاء على "البهجة" في إيران.
وفي هذا الصدد، يمكن الرجوع إلى التصنيف السنوي الأخير لمعهد "ليغاتوم" البحثي، الذي يقول إن مؤشر الرخاء في إيران عام 2023 يحتل المرتبة 126.
ويصبح هذا المؤشر مهماً عندما نلاحظ أن الباحثين في هذه المؤسسة يقومون بتقييم مؤشر الرفاهية على أساس مزيج من حالة الدول في 9 مجالات مختلفة، بما في ذلك: فرص العمل، والحكم، والتعليم، والصحة، والأمن، والسلامة، والبيئة، والحريات الفردية، ورأس المال الاجتماعي.
ولعل المجال الأكثر أهمية من بينها هو الاقتصاد، ونظراً للأضرار التي لحقت باقتصاد الأسرة، لم تسلم المجالات الأخرى من الضرر.
وفي هذا الصدد، ذكرت "قاعدة البيانات المفتوحة لإيران" في تقرير لها الأوضاع الاقتصادية في العقود الأربعة التي تلت ثورة 1979، وكتبت أن بيانات البنك المركزي الإيراني تظهر أن متوسط معدل النمو الاقتصادي في البلاد خلال العقود الأربعة الماضية هو 20 في المائة من متوسط المعدل خلال السنوات الـ19 الأخيرة من حكم محمد رضا شاه بهلوي.
ووفقاً لهذه الإحصائيات، فقد نما الاقتصاد الإيراني بين عامي 1960 و1979، بنسبة 9.1 في المائة سنوياً. لكن متوسط معدل النمو الاقتصادي انخفض إلى نحو 1.9 في المائة خلال 42 عاما، منذ عام 1980 وحتى عام 2020. وهذا يعني انخفاضاً بنسبة 80 في المائة في متوسط معدل النمو الاقتصادي، مما سلب إيران القدرة على التنمية الاقتصادية، وأصبحت حياة المواطنين في جميع أبعادها خالية من المعايير العالمية.
وقد بدأ نظام الجمهورية الإسلامية الحكم في إيران بشعار "إزالة الفقر"، لكن اليوم، وبعد أربعة عقود من الحكم، يقدم مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني تقريرا عن واقع يعتقد كثيرون أنه يوصف بـ"المرير". وبحسب آخر تقرير لهذا المركز نشر في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يعيش نحو 6 ملايين شخص في مناطق عشوائية، وتتزايد أعداد الأسر التي تعيش في هذه المناطق.
وأكد هذا المركز أن "جميع محافظات البلاد تواجه ظاهرة العشوائيات"، وبناء على ذلك تم الإعلان عن حرمان شريحة واسعة من سكان المجتمع من حقوقهم الأساسية في الحياة.