صحف إيران: انسداد سياسي.. وفشل رؤية 2025.. وعجز عن تنظيم مظاهرة دعم لغزة
مرة أخرى ظهر عجز السلطات الإيرانية عن تنظيم مظاهرة كبيرة داعمة لفلسطين بعد مرور أكثر من 40 يوما على عملية "طوفان الأقصى" وبداية الحرب على غزة.
السلطات الإيرانية حاولت خلال الأسابيع الماضية إظهار التضامن مع القضية الفلسطينية في إعلامها ودعت عدة مرات إلى مظاهرات شعبية لكن دعوتها منيت بالفشل، إذ إن أعدادا يسيرة شاركت في هذه المظاهرات التي لا تقارن بالمظاهرات المليونية التي شهدتها عدة دول حول العالم.
الصحف ووسائل الإعلام حللت هذه القضية من زوايا مختلفة، لكن معظمها ركز على أن المواطن الإيراني المستاء من سياسات السلطة الحاكمة امتنع عن المشاركة في هذه المظاهرات ليس كرها في القضية الفلسطينية أو تجردا من المواقف الإنسانية، ولكنه تعبير عن رفضه الانضمام إلى معكسر السلطة والانضواء تحت لوائها، حيث لا يريد الإيرانيون أن يصبحوا وسيلة يستغلها النظام لتحسين صورته داخليا وخارجيا.
الصحف الموالية للنظام لم تبال بهذه المشاركة المتواضعة وراحت تسعى لغاياتها السياسية الخاصة عبر ادعاء أن المشاركة كانت "مليونية" رغم أن الصور والمقاطع تظهر عكس ذلك تماما.
صحيفة "جام جم" نشرت صورة من مظاهرات طهران ووصفتها بالمليونية وعنونت في المانشيت: "إلى بيت المقدس". صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري أيضا ذهبت إلى أبعد من ذلك وزعمت أن الإيرانيين قد "أدهشوا" يوم أمس العالم بمظاهراتهم الغفيرة الداعمة لغزة.
الباحث السياسي والاجتماعي كيومرث أشتريان قال لصحيفة "شرق" الإصلاحية، إن السلطة في إيران وعبر سياساتها قد ساهمت في "خلع الهوية السياسية" لدى الإيرانيين، موضحا أن السلطة أغلقت جميع الطرق أمام المواطن للتعبير عن مواقفه وهويته السياسية التي تعد ضرورية لاستمرار الحياة الإنسانية.
وفي موضوع اقتصادي، قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن رؤية عام 2025 التي رسمتها السلطة الإيرانية لنفسها قبل 20 عاما منيت بالفشل والهزيمة ولم يتحقق أي من أهدافها.
الصحيفة أشارت إلى أن من أهداف هذه الرؤية أن تصبح إيران القوة الأولى إقليميا، لكن حدث العكس، معللة أن الأسباب الرئيسية وراء هذا الفشل أن طهران لم تأخذ بعين الاعتبار الحقائق الإقليمية، وقالت إن مثل هذا الهدف "غير منطقي".
كما قالت الصحيفة إن المشكلة لا تعود للعقوبات حصرا، وإنما إلى وجود تيار سياسي يناهض فكرة التنمية والتقدم وهو مستفيد من بقاء العقوبات واستمراريتها.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"خراسان": عدم تدخل إيران عسكريا خدم القضية الفلسطينية
استمرارا لمحاولة تبرير موقف إيران من الحرب على غزة، وردا على الانتقادات التي طالت النظام الإيراني بسبب "تخاذله" في دعم القضية الفلسطينية عمليا، بعد عقود من الدعاية الإعلامية وتبني خطاب دعم فلسطين وقضيتها، نشرت صحيفة "خراسان" الأصولية تقريرا تزعم فيه أن عدم التدخل عسكريا لصالح غزة خدم القضية الفلسطينية واستمراريتها.
الصحيفة نقلت كلاما للأصولي المقرب من المرشد، غلام علي حداد عادل، الذي قال إن الذين يطالبون إيران بالتدخل عسكريا لنصرة حماس يجب أن يعلموا أن "مثل هذه الخطوة تعني وضع إيران مقابل الولايات المتحدة الأميركية وهو ما يكون في صالح إسرائيل، وبالتالي فإن تدخل إيران في الحرب لا يخدم القضية الفلسطينية بل هو عبارة عن فخ صهيوني لإيران".
وأضافت الصحيفة: "المؤشرات تؤكد أن تدخل إيران في هذه الحرب ليس قرارا استراتيجيا صائبا ولن يكون في صالح محور المقاومة بل سيكون في صالح إسرائيل".
وتابعت "خراسان" أن "محور المقاومة وعبر الصبر والضربات الصغيرة والمحدودة جعل إسرائيل تعيش حالة استنزاف مستمرة".
"كيهان": حل الدولتين حماقة وخيانة للقضية الفلسطينية
"اقتصاد بويا": مخاطر انتشار "الأنانية" في المجتمع الإيراني بسبب سياسات النظام
سلطت صحيفة "اقتصاد بويا" في تقرير لها الضوء على ظاهرة "الأنانية" في المجتمع الإيراني، حيث "تآكلت مفاهيم الجماعة والمجتمع، وأصبح الكل يفكر في مصلحته الشخصية الضيقة، وهو ما يعد تهديدا لوحدة المجتمع وتآزره"، حسب ما جاء في الصحيفة.
الصحيفة ذكرت كثيرا من العوامل التي قادت إلى هذه الأزمة الاجتماعية، ومنها: ارتفاع نسب التضخم والبطالة، وانهيار قيمة العملة المحلية، وارتفاع سعر السكن، وزيادة الفجوة الطبقية، واختفاء الطبقة الوسطى، والأهم من كل ذلك استمرار هذا الوضع دون وجود أفق حل واضح المعالم.
ونوهت "اقتصاد بويا" إلى أن طبيعة الحكم في إيران وتدهور العلاقة بين السلطة والشعب والعقوبات الدولية ومكانة إيران في الصادرات الدولية وموضوع بيع النفط، من القضايا التي لا بد من النظر إليها عند تحليل أسباب انتشار ظاهرة "الأنانية" بين الإيرانيين وغياب مفهوم الجماعة.
الصحيفة قالت إن السلطة قتلت مفهوم الجماعة بين الإيرانيين وقادت المواطنين إلى الأنانية الخطيرة، حيث أصبح الفرد يرى أن "الكل في حرب مع الكل"، وفي مثل هذا الواقع لا بد من أن تزيد نسب العنف ويتعطل الاقتصاد وتنهار القيم المجتمعية.