صحف إيران: النظام يجدد مواقفه بعدم الانخراط في حرب غزة وواشنطن توقف "نهج التصالح" مع طهران

غطت الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، في إيران عددا من القضايا وعلى رأسها الحرب في غزة وتداعياتها إقليميا ودوليا.

كما أشارت إلى موقف إيران من هذه الحرب، الذي اقتصر حتى الآن على الجانب الإعلامي والدعائي، وإن لم يتوقف المسؤولون من الحديث عن احتمالية اتساع دائرة الحرب ومشاركة أطراف أخرى فيها.

الصحف أبرزت تصريحات قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، الذي زعم يوم أمس بأن الولايات المتحدة الأميركية "تتضرع" لإيران لكي لا توسع الحرب ضد إسرائيل.

صحيفة "أفكار" نقلت كلام حاجي زاده الذي ادعى فيه أن حزب الله اللبناني قد "انخرط فعليا في الحرب" الدائرة بين حماس وإسرائيل، وأن دائرة الصراع قد اتسعت في الوقت الحالي، مضيفا أن إيران مستعدة لكل الاحتمالات والسيناريوهات.

في السياق نفسه نقلت صحيفة "أترك" كلام المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، الذي أكد موقف إيران، الذي حدده المرشد علي خامنئي منذ بداية الحرب، حيث قال كنعاني "إن طهران لا نية لها لتوسيع نطاق الحرب، وهي غير معنية بالتدخل العسكري إذا لم تتعرض مصالحها للخطر".

كما قال كنعاني، حسبما جاء في الصحيفة، إن إيران لا تعطي تعليمات للمجموعات المسلحة في المنطقة، وأن هذه المجموعات تعمل من تلقاء نفسها، وبناء على ظروفها وظروف البلدان التي تتواجد فيها.

صحيفة "شرق" قالت إن المنطقة اليوم باتت على شفا حرب شاملة، لافتة إلى التقارير التي تتحدث عن مقتل 4 جنود أميركيين في قصف استهدف قاعدة أميركية في سوريا وكتبت: "في حال صحة هذه التقارير حول مقتل 4 جنود أميركيين فإن كل شيء بات مهيأ لكي تتحول الحرب بين حماس وإسرائيل إلى حرب تشمل كل منطقة الشرق الأوسط".

في موضوع اقتصادي علقت صحيفة "اقتصاد بويا" على تنامي ظاهرة "السرقات بالإكراه" في إيران، وقالت إنه وبالتزامن مع انتشار الفقر واتساع نطاقه نشهد انتشارا لظاهرة "السرقات بالإكراه" حيث يبادر اللصوص بأعمال تتسم بالعنف والقسوة أثناء السرقة.

وأضافت الصحيفة: لا يمر يوم إلا ونسمع عن حدوث حالات سرقة مسلحة أو عنيفة وسط عجز للسلطات عن معاقبة هؤلاء اللصوص والوصول إليهم.

الصحيفة نوهت إلى أن السبب الرئيسي وراء انتشار هذه الظاهرة هو "الفقر المتزايد" في البلاد، وأن الحل الرئيسي لمعالجة هذه المشاكل يتمثل في معالجة الأزمة الاقتصادية واستئصال جذورها.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"إسكناس": نهج أميركا التصالحي مع إيران لن يستمر على حاله بعد 7 أكتوبر

قالت صحيفة "إسكناس" في تقرير لها إن الولايات المتحدة الأميركية، ومنذ 7 أكتوبر واندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، أصبحت ترى إيران وروسيا والصين كـ"محور النزاع الجديد"، مضيفة أن الخبراء باتوا يتساءلون عن إمكانية توسيع نطاق التعاون والعمل بين الروس والإيرانيين والصينيين في ضوء التطورات الأخيرة.

الصحيفة لفت إلى موقف إيران من التطورات الأخيرة، وقالت إن خطة طهران تدل على أنها ومنذ السابع من أكتوبر تتخذ "نهجا تصعيديا لكن دون أن يؤدي ذلك إلى مواجهة مباشرة"، فإيران لا تزال تؤكد على براءتها مما حدث في 7 من أكتوبر، لكن في الوقت نفسه نلاحظ أن أعمال الجماعات المسلحة في اليمن والعراق وسوريا يزداد بشكل ملحوظ.

الصحيفة قالت كذلك إن الولايات المتحدة الأميركية في عهد جو بايدن سلكت "نهجا تصالحيا" مع إيران، تمثل في تخفيف حدة العقوبات النفطية على طهران، واتفاق الجانبين حول تبادل السجناء والمفاوضات السرية للتوصل إلى حل حول البرنامج النووي.

لكن وبعد أحداث السابع من أكتوبر، تضيف الصحيفة، بات جليا أنه لا يمكن لواشنطن أن تستمر في هذا النهج مع إيران، لأن هناك تعاونا متزايدا بين إيران روسيا، كما أن العلاقات الاقتصادية بين طهران وبكين في تزايد ملحوظ، وهو ما يقلق الولايات المتحدة الأميركية.

"روزكار": العلاقات بين مصر وإيران ستنعكس على القضية الفلسطينية والاستقرار الإقليمي

قال المحلل السياسي، حسن هاني زاده، في مقاله بصحيفة "روزكار" إن لقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيره المصري عبد الفتاح السياسي في المملكة العربية السعودية على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي هو من أهم مكاسب هذه الزيارة بالنسبة لإيران.

الكاتب شدد على أهمية تحسين العلاقات بين طهران والقاهرة، وأعرب عن أمله في أن تشهد المرحلة القادمة فتح السفارتين في العاصمتين كخطوة إلى الأمام.

وذكر الكاتب أن تحسين العلاقات بين إيران ومصر سيترتب عليه تحسين الوضع بالنسبة للقضية الفلسطينية، كون مصر هي الدولة الوحيدة التي تملك حدودا برية مع قطاع غزة، معتقدا أن عودة العلاقات بين البلين سيساعد بشكل عام على تحسين حالة القضية الفلسطينية والاستقرار الإقليمي.

"أترك": التحذير من تهميش الاقتصاد الإيراني دوليا وإقليميا

أجرت صحيفة "أترك" مقارنة بين الاقتصاد الإيراني واقتصاد الدول الإقليمية مثل تركيا والمملكة العربية السعودية، وكتبت: "مع الأسف كان واقعنا الاقتصادي في عام 2010 يعادل الاقتصاد السعودي واقتصاد تركيا، لكن اليوم ونتيجة عشر سنوات من العقوبات والأزمات الأخرى تأخرنا كثيرا عن هذه الدول".

ونقلت الصحيفة كلام الكاتب والمحلل الاقتصادي، وحيد شقائقي شهري، الذي قال إن اقتصاد تركيا اليوم أصبح ضعفي الاقتصاد الإيراني، فيما تقدم الاقتصاد السعودي بنسبة 35 في المائة على الاقتصاد الإيراني، متوقعا أن يتقدم الاقتصاد الباكستاني في السنتين القادمتين على الاقتصاد الإيراني بعد أن كان البون شاسعا بين الاقتصادين، نظرا إلى ثروة إيران وفقر باكستان، لكن حتى هذه الدولة الفقيرة من حيث الموارد باتت تنافس إيران وقد تتقدم عليها مستقبلا، حسب الكاتب.

وحذر الكاتب من إمكانية تهميش إيران من المعادلات الإقليمية والدولية على صعيد الاقتصاد، بسبب تضاؤل اقتصادها وفقدانه للأدوات التنافسية مع الدول الأخرى، التي تشهد نموا مطردا وازدهارا مستمرا.

وختم الكاتب بالقول إن الخطة الاقتصادية المعتمدة في السعودية تعمل الآن على مشاريع تنموية لمرحلة ما بعد النفط، كما أن هناك إصلاحات اجتماعية كبيرة تشهدها المملكة، لكن بالنسبة للخطة السابعة التي أعلنت عنها السلطة في إيران فإن ذلك يوحي بأن البلاد ستشهد مزيدا من التخلف والأزمات، لأن العقلية التي أقرت هذه الخطة هي عقلية 100 عام سابق وليس اليوم، حسبما جاء في الصحيفة.