صحف إيران: تبادل الاتهامات بين رئيسي وروحاني والحكومة تفتقر للشفافية وتلجأ إلى الغش والكذب

بعد سنتين من الحكم، خرج الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ليعقد مؤتمره الصحافي الثالث، وهو ما أثار انتقاد بعض الصحف ووسائل الإعلام التي تتهم رئيس الحكومة بالتهرب من الإعلامين ومصارحة الشعب الإيراني بحقيقة الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد.

رئيسي ركز في مؤتمر، الثلاثاء 29 أغسطس (آب)، على مهاجمة حكومة سلفه حسن روحاني والحديث عن الاتفاق النووي، ليقوم الرئيس الإيراني السابق بالرد عليه بعد ساعات من المؤتمر الصحافي، ويتهمه بالكذب وتقديم إحصاءات خادعة.

صحيفة "هم ميهن" علقت، في عدد اليوم الأربعاء 30 أغسطس (آب)، على هذه المناوشات الكلامية بين الرئيس الحالي والرئيس السابق بالقول إن ما جرى هو شبيه بـ"المناظرة" وليس مؤتمرا صحافيا أو تصريحات إعلامية.

روحاني علق على مؤتمر رئيسي بالقول: "هذه الأيام التقارير الكاذبة والإحصاءات الخادعة تنتشر بشكل كبير. يقرر اليوم لـ85 مليون إيراني أناس لم تبلغ أصواتهم الحقيقية أكثر من بضع مئات من آلاف". وهو تشكيك واضح من شخصية إيرانية رفيعة المستوى بنتائج الانتخابات التي يُتهم النظام بإدارتها بحيث يصل الشخص المرغوب به إلى السلطة مهما كانت التكاليف، وحتى لو تم ذلك على حساب عزوف كبير ومقاطع واسعة من الإيرانيين لتلك الانتخابات، والتي بإقرار من النظام نفسه شهدت أقل نسبة مشاركة منذ بداية الثورة.

صحيفة "آسيا" الاقتصادية علقت على هذه المعركة الكلامية، وقالت إن الرئيسين الحالي والسابق يتبادلان التهم في الوقت الذي تزداد رغبة النخب الإيرانية في الهجرة ومغادرة البلاد، وكتبت: "رئيسي وروحاني يتشاجران حول مَن افتتح مشاريع أكثر، في حين يستمر الشباب والمتخصصون والمهرة في الهجرة من البلاد دون أي أمل في الرجوع. حتى طلاب المدارس الصغار يبحثون عن مخرج للهروب من إيران".

في شأن آخر قالت صحيفة "اعتماد" إن السلطات تنوي إغلاق قناة إعلامية أخرى هي قناة "جام جم" بعد إغلاق عدد من القنوات والمنابر الإعلامية سابقا، وذلك بسبب عزوف كبير من الشارع الإيراني عن متابعة هذه القنوات ووسائل الإعلام المروجة لدعاية النظام.

الصحيفة قالت إنه وعلى الرغم من الميزانيات الهائلة التي تخصص لمؤسسة التلفزيون الإيراني بقنواتها المختلفة إلا أن النتائج على الأرض لم تكن مرضية بسبب عزوف كبير من المواطنين عن متابعة هذه القنوات.

في شأن منفصل نفت صحيفة "كيهان"، المقربة من الحكومة والمرشد الإيراني، تدخل زوجة الرئيس الإيراني في الشؤون السياسية، وهاجمت من يتهم زوجة رئيسي بذلك، وقالت إن هؤلاء المنتقدين قد اختلط عليهم الأمر وباتوا يخلطون بين النقد والسخرية، على حد وصفها.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"جهان صنعت": تهرب الرئيس الإيراني من المؤتمرات الصحافية بسبب فشل أداء حكومته

انتقدت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية تهرب الرئيس الإيراني من عقد مؤتمرات صحافية، وقالت إن الرئيس الإيراني الحالي لم يجر سوى 3 مؤتمرات صحافية طوال عامين من الحكم، وهذه المؤتمرات أيضا كانت مقصورة على عدد من الصحافيين، بحيث يُحرم الصحافيون المستقلون من حضور هذه المؤتمرات، ويتم الاكتفاء بالصحافيين الموالين الذين لا يسألون سوى الأسئلة المرضية والمحببة للحكومة.

ووصفت الصحيفة هذه الحالة بمحاولة "تبيض إعلامية" لأداء الحكومة التي ثبت فشلها وضعفها في العديد من الملفات، موضحة أن مراسل الصحيفة لم تتح له الفرصة لتقديم الأسئلة إلى رئيس الجمهورية، حيث أراد المراسل طرح عدد من الأسئلة على رئيسي حول القطاع الخاص الذي يتعرض إلى تهميش وتقزم من قبل الحكومة ومؤسسات الدولة.

الصحيفة علقت كذلك على هروب الاستثمارات من إيران إلى دول الجوار مثل تركيا وجورجيا، حيث بات كثير من المستثمرين في قطاع السكن يفضلون نقل رؤوس أموالهم إلى دول الجوار بسبب الكساد الكبير والتضخم الهائل وتراجع النمو الاقتصادي في البلاد.

"جمهوري إسلامي": حكومة رئيسي تفتقر إلى الشفافية والمصداقية وتلجأ إلى الغش والكذب

أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فاتهمت رئيسي بشكل غير مباشر بالخداع والكذب، وقارنت بين حكومته وحكومة محمد علي رجائي ومحمد جواد باهنر اللذين شغلا منصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في بدايات ثورة عام 1979، قبل أن يتم إلغاء المنصب الأخير لاحقا، وقد قتلا في حادث انفجار استهدف مقر حزب "جمهوري إسلامي".

النظام الإيراني بهذه المناسبة أطلق أسبوعا باسم "أسبوع الحكومة" تكريما لهاتين الشخصيتين اللتين عرف عنهما الشفافية والمصداقية والعمل الجاد. وقالت الصحيفة إن رجائي وباهنر لم يكذبا على الناس لأنهما لم يكونا في حاجة إلى الكذب، ولأنهما كانا منتخبين حقيقيين من قبل الشعب ومحل ثقة المواطنين الذين صوتوا لهم.

وأضافت: لكن اليوم يشغل منصب رجائي وباهنر أفراد تتسم شخصياتهم بالافتقار إلى الصدق ويلجؤون إلى الغش والخداع واستغلال إمكانات الدولة للوصول إلى السلطة؛ في إشارة إلى وصول رئيسي إلى منصب رئيس الجمهورية مستغلا الدعم المقدم له من قبل مؤسسات الدولة ومجالسه مثل مجلس صيانة الدستور الخاضع لرقابة المرشد ووصايته.

كما ذكرت الصحيفة أن من يمسكون بالسلطة الآن يهدرون الفرص الذهبية التي تتاح للبلاد والعباد، ولا أمل في أن يعوض هؤلاء هذه الخسائر والأضرار التي حلت بإيران.

"اعتماد": كلام صريح مع الرئيس في "أسبوع الحكومة"

في مقاله بصحيفة "اعتماد" بعنوان "كلمة صريحة وشفافة مع رئيس الجمهورية" دعا نائب الرئيس الأسبق محمد علي أبطحي، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي- بمناسبة "أسبوع الحكومة" في إيران- أن يتوقف عن ترديد ما يرسل إليه من بيانات وأرقام تتعارض مع الواقع على الأرض، مؤكدا أن ما يأتي على لسان الرئيس من كلام حول تحسن الأوضاع الاقتصادية لا صلة له بالواقع، وأن المواطن في إيران لا يثق نهائيا بهذه التصريحات.

ونوه الكاتب إلى أن رئيسي يعتمد على رجال الرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد، الذين كانوا يركزون في إدارة أمور البلاد على القضايا الهامشية والجدلية بدل العمل الحقيقي في الأمور المهمة والمصيرية.

كما قال الكاتب أن كثيرا من المسؤولين في حكومة رئيسي يتظاهرون بالتدين والنقاء، موضحا أن سلوك هؤلاء المسؤولين قد ألحق ضررا بالغا بالدين، كما أن التصريحات الغريبة لبعض رجال الدين المقربين للحكومة قد أضرب بمعتقدات الإيرانيين الدينية.

وذكر الكاتب أن نتيجة هذا النفاق والرياء والتشدد في الدين هو زيادة العلمانية والابتعاد عن الدين، خاتما مقالا بالقول: "أنقذوا الدين.. لكن يبدو أن الانشغالات الكثيرة لن تسمح بذلك!".