وزير الخارجية الأميركي: لا يمكن لإيران استخدام الأموال المفرج عنها إلا لـ"أغراض إنسانية"
أكد وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، أنه بعد اتفاق إطلاق الرهائن مع إيران، لم يطرأ أي تغيير على سياسة ردع وضغط واشنطن ضد النظام الإيراني، وقال إن طهران لا يمكنها استخدام الأموال التي سيتم الإفراج عنها بعد الاتفاق إلا لأغراض إنسانية.
وقال بلينكن في المؤتمر الصحفي لوزارة الخارجية أمس الثلاثاء: "الأموال التي سيتم الإفراج عنها بعد اتفاق تبادل السجناء مع إيران لا يمكن إنفاقها إلا على القضايا الإنسانية. ولن تتمكن طهران من الوصول المباشر إلى هذه الأموال، وسيكون للولايات المتحدة إشراف كبير على عملية الإنفاق".
وشدد على أن نقل السجناء الأميركيين من السجن إلى الإقامة الجبرية لا علاقة له بأي جانب من جوانب سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، وقال: إن النهج العام للولايات المتحدة تجاه إيران لم يتغير بعد الاتفاق على تبادل السجناء، وتواصل واشنطن "الردع، والضغط والدبلوماسية".
وأشار بلينكن إلى أنه تحدث مع أهالي بعض السجناء الأميركيين الذين تم نقلهم من سجن إيفين إلى الإقامة الجبرية، قائلاً: "لن نتوقف حتى إطلاق سراح خمسة مواطنين أميركيين من الإقامة الجبرية في إيران وعودتهم إلى أميركا".
وأضاف: "سنتأكد من عدم حصول طهران على سلاح نووي، وسنواصل محاولتنا لمحاسبة النظام الإيراني على انتهاكات حقوق الإنسان، والسلوكيات المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والدعم المالي للإرهاب، وإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا في حرب أوكرانيا، والكثير من الجرائم الأخرى".
وردا على سؤال حول تقرير حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال" حول تباطؤ إيران في إنتاجها لليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من الاستخدام في صنع الأسلحة الذرية، قال بلينكن إنه لا يمكنه تأكيد التقرير، لكنه أكد أن الولايات المتحدة ستدعم أي تحركات إيرانية تهدف إلى الحد من التوترات النووية.
وأضاف: إن أميركا ومختلف الدول تواصل اتخاذ إجراءات مختلفة للتعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات الإيرانية، بما في ذلك فرض العقوبات وزيادة الوجود العسكري الأميركي في الخليج لحماية السفن التجارية من تهديد طهران.
وعلى الرغم من تأكيد الحكومة الأميركية على التحكم في كيفية إنفاق الأموال الإيرانية المفرج عنها، كتبت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني في تقرير أن "كيفية استغلال" الموارد المالية المفرج عنها بيد إيران، ومن المفترض أن يتم تحويل موارد العملة هذه إلى اليورو في بنك سويسري، ونقلها إلى بنكين قطريين، خلال الأيام القليلة المقبلة، ثم تحويلها إلى حسابات إيرانية في قطر.
كما وصف موقع "نور نيوز"، المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن الإفراج عن الأموال المحجوبة بأنه "قلب للحقائق من قبل أميركا" وكتب: تحاول أميركا اعتبار فشلها في ابتزاز إيران بقضية الإفراج عن السجناء إنجازا إنسانيا لها، وتتهم طهران بالابتزاز.
وأكد مجلس الأمن القومي الأميركي في بيان، الخميس، نقل سيامك نمازي، ومراد طاهباز، وعماد شرقي، وسجينين آخرين، تظل هوياتهما سرية حسب رغبتهما، من السجن إلى الإقامة الجبرية.
ومع ذلك، لاقى هذا الاتفاق معارضة من قبل مختلف المسؤولين والشخصيات السياسية. وقال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، لقناة "فوكس نيوز" إن الدول المعادية مثل كوريا الشمالية وروسيا تنظر في تقديم مليارات الدولارات لإيران للإفراج عن الرهائن باعتباره "معدلاً لسوق الرهائن"، كما أن احتمال قيام إيران بأخذ المزيد من الأميركيين كرهائن سيرتفع.