قائد الحرس الثوري الإيراني يتبنى مسؤولية التهديدات ضد "إيران إنترناشيونال"

رَدًّا على الإيقاف المؤقت لبث قناة "إيران إنترناشيونال" من مكتب لندن، إثر تهديدات أمنية، تبنى القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، المسؤولية عن هذه التهديدات، ووصفها بأنها تعد "تعبيرا عن القوة والنفوذ وشعاع تأثير الثورة"، حسب تعبيره.

وخلال كلمة له، مساء أمس الثلاثاء 21 فبراير (شباط)، في مشهد شمال شرقي إيران، أهان سلامي مرة أخرى قناة "إيران إنترناشيونال" ووصفها بـ"الإعلام الشرير الذي ينشر أكاذيب".

وسبق للسلطات الإيرانية أن أعربت عن غضبها من هذه القناة المستقلة الناطقة باللغة الفارسية ومقرها بريطانيا.

ويأتي تبني مسؤولية التهديدات ضد "إيران إنترناشيونال" في وقت تزداد فيه المطالب لإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي.

كما أعرب قائد الحرس الثوري الإيراني عن غضبه من اتحاد الشخصيات المعارضة للنظام الإيراني خارج البلاد، وزعم: "لقد نفد رصيد العدو لهزيمة إيران، ولجأ إلى حفنة من المعارضين المجهولين، وهم سند ضعيف".

وتأتي هذه التصريحات بينما شارك ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي والناشطة المعارضة مسيح علي نجاد في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عقد في ألمانيا في الفترة من 17 إلى 19 فبراير الجاري.

وجاءت مشاركة هذين المعارضين في مؤتمر ميونيخ بينما لم توجه دعوة للسلطات الإيرانية للمشاركة في هذا الاجتماع.

وبعد تحذيرات شرطة العاصمة في لندن إلى مديري "إيران إنترناشيونال" بوجود تهديدات خطيرة وفورية على سلامة الصحافيين الإيرانيين العاملين في القناة؛ قررت الأخيرة نقل بث البرامج إلى واشنطن.

ومساء يوم الأحد الماضي، أكدت شرطة لندن استمرار التعاون مع شركائها لحماية الصحافيين، معربة عن شكرها للقناة إثر استجابتها للتحذيرات.

وتعليقا على هذا التغيير، أوضح علي أصغر رمضان بور، أحد مديري "إيران إنترناشيونال"، أن "اجتماعا عقد الجمعة 17 فبراير بين خبراء من شرطة لندن معنيين بتوفير الأمن للقناة وموظفيها، وبين فريق الأمن بالقناة، حيث قدمت شرطة لندن تقييمات جديدة للأوضاع خلال الاجتماع، وطرحت توصيات محددة حول كيفية مواصلة تعاونها مع الصحافيين المقيمين في لندن. وبناء على توصيات الشرطة، توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه من الأفضل القيام ببث البرامج الإخبارية عبر مكاتبنا في واشنطن لفترة من الوقت".

ووصف رمضان بور هذا الحدث بأنه "مرحلة جديدة" من العمل الإخباري لـ"إيران إنترناشيونال"، وقال: "نأمل أن تبقى لدينا الفرصة لمواصلة نشاطنا الإخباري بصمود".

وانعكست أخبار وقف بث برامج "إيران إنترناشيونال" من لندن ونقل جميع النشرات الإخبارية على مدار الساعة إلى واشنطن لأسباب أمنية، على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية ومختلف وكالات الأنباء والصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون.

وفي رد فعل آخر على تهديدات النظام الإيراني ضد موظفي "إيران إنترناشيونال"؛ وكتب مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمن في المملكة المتحدة، توم توجينهات، بالفارسية على "تويتر": "مرحبًا بكم في بريطانيا، سنحافظ على سلامتكم".

ومن خلال نشر مقطع فيديو لجزء من خطابه في جلسة البرلمان بهذا البلد، كتب: "النظام الإيراني يريد إسكات شعبه؛ لن ينجح".

كما أدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" استمرار التهديدات ضد الصحافيين الإيرانيين في الخارج، وطالبت نظام طهران بوقف الضغوط على وسائل الإعلام فورا.