صحف إيران: تهديد خامنئي للمتظاهرين.. واتهام المحتجين بالعمالة.. وجنازات الضحايا
النظام يقتل.. والشارع يشيّع.. والمحتجون يهتفون ضد النظام، والأمن يرد بالرصاص، فيسقط قتلى جدد، ويتم تشييع القتلى الجدد وتتحول الجنازات إلى مظاهرات. وهكذا تستمر هذه الدوامة دون حلول قريبة من النظام ولا بوادر من الشارع بقرب انتهاء انتفاضته الشعبية ضد الظلم والفساد.
وفي تحليلها لهذه العملية الدائرية تساءلت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية عن طرق حل هذه المشكلة الجديدة التي باتت تواجه النظام، وقالت إن "سلسلة مراسم التشييع لا تتوقف، وفي أثناء التشييع تقع أحداث هي الأخرى تؤدي إلى تأجيج الأوضاع وتسخينها. في هذه الحالة هل هناك من يستطيع أن يتوقع نهاية لهذه الاحتجاجات؟".
وأشارت الصحيفة إلى مراسم أربعينية قتلى الاحتجاجات مثل ما شهدته أربعينية مهسا أميني أو نيكا شاكرمي أو ما قد تشهده أربعينية الطفل كيان بيرفلك الذي سقط برصاص الأمن قبل أيام.
وفي الحديث عن قصة بيرفلك المقتول برصاص الأمن في مدينة إيذه، جنوب غربي إيران، هاجمت الصحف الأصولية مثل "جوان" والدته التي روت القصة وتفاصيلها، وأكدت قتل الأمن لولدها، وقالت "جوان" المقربة من الحرس الثوري: "أم كيان تقوم بمسرحية سياسية أثناء تشييع ولدها. المقاطع المنتشرة وشهود العيان والقتلة الذين ألقي القبض عليهم كلها تؤكد أن الموضوع واضح ومعلوم. لكن هل الكذب السياسي يعتبر جرما"، متهمة والدة الطفل القتيل بسرد رواية كاذبة واتهام السلطات بقتل ابنها وطالبت ضمنيا بمعاقبة الأم على موقفها هذا.
وفي شأن متصل بالاحتجاجات لفتت الصحف الأصولية إلى تصريحات المرشد خامنئي أمس السبت والتي هاجم فيها المتظاهرين، واصفا إياهم بـ"المخدوعين" أو "العملاء" للعدو، مؤكدا أنه سوف يتم إنهاء هذه الاحتجاجات التي وصفها بـ"الشر"، كما نقلت صحيفة "جمله" جزءا آخر من كلام خامنئي، وعنونت بالقول: "مشكلة الاستكبار العالمي هي تقدم إيران"، مدعيا أن "دول العالم وتحديدا الغرب تخشى من تقدم إيران وتطورها وهي لذلك تفتعل الاحتجاجات وتحرك المتظاهرين".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": وصف المتظاهرين بالعمالة للأجنبي يزيد من غضبهم
انتقد الكاتب الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" الأوصاف التي يطلقها قيادات النظام ومسؤولو البلاد على المتظاهرين والمحتجين، وقال إن اطلاق أوصاف مثل "عملاء" و"مخدوعين" على المتظاهرين يثير غضبهم، موضحا أن الطريقة المثلى لمواجهة الاحتجاجات الأخيرة تكمن في الابتعاد عن "الظنون المتطرفة" تجاه المتظاهرين والمحتجين والتوقف عن النظر إليهم بريبة وشك.
وأضاف عبدي: "لا يمكن أن نعتبر كل متظاهر مخدوعا أو عميلا للدول الأخرى، فهذا النهج يعمق من الأزمة ويغضب المتظاهرين أكثر".
وكان المرشد علي خامنئي قد وصف في خطاب له أمس المتظاهرين بأنهم إما "عملاء للعدو" وإما "مخدوعون".
"هم ميهن": لا إصلاحات متوقعة بعد انتهاء الاحتجاجات
استبعدت صحيفة "هم ميهن" إمكانية أن تقوم السلطات الحالية بإصلاحات بعد انتهاء الاحتجاجات، مشيرة إلى تصريحات حداد عادل المقرب من المرشد خامنئي، والذي قال إنهم سيعيدون النظر في سياستهم بعد أن تهدأ الأوضاع. وقالت الصحيفة: "التجربة تظهر أن مثل هذه الوعود لن تتحقق على أرض الواقع، لأنهم وفي حال انتهت الاحتجاجات سينسون هذه الوعود ولو كانوا أصلا يدركون كيفية الحل والمعالجة لما انتظروا حتى تحدث هذه الاحتجاجات ثم ينتظرون أن تتوقف ليقوموا بالإصلاحات".
كما لفتت الصحيفة إلى جزء آخر من تصريح حداد عادل قال فيه: "إننا لن نتراجع" وأوضحت الصحيفة تعليقا على كلام حداد عادل، وقالت: "هذا يعني أنه لا تغيير يُنتظر كما أنه يؤكد أنه ليس هناك إدراك علمي وصحيح لأسباب الاحتجاجات وخلفياتها"، مضيفة: "وهذه نقطة غير إيجابية لأن الحكومات هي المسؤولة عن حل المشاكل والأزمات ولا يجب أن تنظر إليها كتراجع إلى الوراء، فحل المشكلة هو خطوة إلى الأمام وليس انسحابا أو تراجعا".
"جمهوري إسلامي": تحلوا بالشجاعة ولبوا مطالب الناس
دعت صحيفة "جمهوري إسلامي" قيادات النظام الإيراني إلى التحلي بالشجاعة اللازمة وتلبية مطالب المتظاهرين والمحتجين الذين لم يتركوا الشوارع منذ أكثر من شهرين. وقالت: "على الحكام تلبية مطالب الشعب والتي هي مطالب مشروعة وقانونية ولا ينبغي التسويف فيها وإعطاء الوعود بحلها مستقبلا".
وكتبت "جمهوري إسلامي": "الاستعانة بآراء الخبراء والمتخصصين لحل المشاكل الاقتصادية، وإشراك أصحاب وجهات النظر المختلفة في مستقبل البلاد وفي إطار الدستور، وإعادة النظر في السياسات الخارجية، ووضع حد لدور المتطرفين في صناعة القرار والتعامل بليونة مع المتظاهرين هي مطالب مشروعة للمواطنين الذين ضحوا بكل ما يملكون من أجل الوطن".
"مستقل": إيران لن تعود لما قبل مهسا أميني
قال يد الله إسلامي المحلل السياسي في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن الوضع في إيران لن يعود إلى ما قبل حادثة مقتل مهسا أميني، موضحا أن الإعلام الرسمي الإيراني قد خسر المعركة وأن السياسات الرسمية أصبحت عاجزة عن مواجهة رواية المتظاهرين في الشوارع، وأضاف: "هناك تضامن متزايد في شوارع إيران والشعب أصبح يعيش ويرتدي ما يقتنع به دون اهتمام بما تريده السلطات".
وذكر إسلامي أن الغلاء المتزايد والمشاكل البيئية وفقدان التواصل المناسب مع العالم وتحميل البلاد تكاليف غير ضرورية والتدخل في شؤون الناس الشخصية وفقدان آلية لاختيار الأكفاء في المناصب والمسؤوليات وتقييد قدرة الناس على الاختيار ومحاولة فرض طريقة واحدة من الأفكار على المجتمع والإقصاء والتهميش والإساءات والإهانات كلها ساهمت في مراكمة غضب اجتماعي.