صحف إيران: تحرير إيران.. واستفتاء برعاية أممية.. وانهيار العملة المحلية

حظيت تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن حول "تحرير" إيران باهتمام واسع من قبل المسؤولين في إيران، وانعكست أصداء ذلك في صحف اليوم السبت 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، إذ علقت معظم الصحف على هذه التصريحات ورد طهران على لسان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وكان بايدن قد قال في كلمة له إنهم "سوف يحررون إيران" ليعود بعدها بقليل ويذكر أن الشعب الإيراني سيحرر نفسه، وبعد هذه الكلمة خرج المتحدث باسم البيت الأبيض، وأكد أن ما يقصده بايدن من تحرير إيران إعلان تضامنه مع الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

لكن ذلك لم يكن مقنعا بالنسبة للمسؤولين الإيرانيين، إذ خرج عدد منهم، وعلى رأسهم إبراهيم رئيسي، وعلقوا على تصريحات بايدن، وقال رئيسي إن إيران قد تحررت قبل 43 سنة ولم تعد في حاجة إلى من يحررها.

وعنونت صحف اليوم بهذا الجدل اللفظي بين الرئيسين الإيراني والأميركي، وعنونت صحيفة "ابتكار" حول الموضوع، وكتبت عنوانين: الأول لبايدن يقول: "إيران ستتحرر قريبا"، والثاني لرئيسي يقول: "إيران تحررت منذ 43 سنة".

كما غطت صحف النظام على نطاق واسع المسيرات التي دعا إليها النظام يوم أمس الجمعة، واصفة هذه المسيرات بـ"العظيمة" و"الملحمة" وأوصاف من هذا القبيل تكشف عن مدى حاجة النظام إلى الشعور بالشعبية حتى لو انحسرت هذه الشعبية في عناوين الصحف ووسائل الإعلام التابعة للدولة.

وفي شأن متصل بالاحتجاجات، هاجمت صحيفة "إيران" الحكومية إمام أهل السنة في إيران مولوي عبد الحميد بعد دعوته إلى إجراء استفتاء عام، وقالت إن تصريحات عبدالحميد "عامل تحريك"، و"مقدمة للاضطرابات والفوضى".

وكان مولوي عبدالحميد قد دعا في خطبة صلاة الجمعة أمس الجمعة 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى إجراء استفتاء في إيران بحضور مراقبين دوليين. وقال إن "الشعب الذي يتظاهر منذ 50 يوما في الشوارع لن تستطيعوا إرغامه على التراجع عبر القتل والاعتقالات".

وفي شأن اقتصادي، علقت بعض الصحف على أزمة الدولار والعملات الصعبة في إيران بعد تحطيم أرقام قياسية غير مسبوقة في تاريخ الاقتصاد الإيراني، ونقلت صحيفة "اترك" عن بعض الخبراء والمتخصصين في المجال الاقتصادي، وعنونت بـ"طفرة الدولار إلى 37 ألف تومان"، فيما عنونت "اقتصاد بويا" بـ"دمار الاقتصاد" في إشارة إلى الآثار السلبية والمدمرة لأزمة العملات الصعبة على الاقتصاد الإيراني المتأزم أساسا.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..

"كيهان": يجب السماح لقوات الأمن والباسيج بالرد الحاسم على المتظاهرين

رغم الاستخدام المفرط للعنف من قبل قوات الأمن الإيرانية في التعامل مع الاحتجاجات، إلا أن ذلك يبدو غير كاف من وجهة نظر صحيفة "كيهان" المتشددة والمقربة من المرشد علي خامنئي؛ إذ طالبت في مقالها الافتتاحي اليوم السبت بقلم مدير تحريرها حسين شريعتمداري بمزيد من العنف والبطش لإنهاء المظاهرات.

وقالت يجب إعطاء المزيد من الصلاحيات والخيارات لقوات الأمن والباسيج لاستخدام القوة و"التعامل الحاسم" الذي يجعل المتظاهرين "يندمون" على أعمالهم.

وأضافت الصحيفة التي تصر على وصف المتظاهرين بـ"مثيري الشغب"، أن قوات الأمن والباسيج أثبتوا سابقا أنهم أهل الميدان والعمل وكثيرا ما يُنهون الأيام السيئة والصعبة في البلاد، "لكن السؤال الآن هو: لماذا لا يؤذن لهم هذه المرة بأن يتعاملوا بشكل حاسم مع مثيري الشغب والمعتدين على أعراض الناس".

"آرمان امروز": لا طريق سوى الإصلاح.. لا تضيعوا الوقت

أما صحيفة "آرمان امروز" فصدرت طبعتها اليوم بعنوان عريض هو: "لا طريق سوى الإصلاح.. لا تضيعوا الوقت". ونقلت كلام عباس صالحي رئيس تحرير صحيفة "اطلاعات" والذي نشره في سلسلة تغريدات له، حيث قال إن من يلاحظ مظاهرات أنصار النظام يدرك أن النظام ليس في أيامه الأخيرة، وأنه لا يزال لديه شعبية ملحوظة.

وأضاف صالحي: "لكن هذا لا يعني أن أعداد المتظاهرين قليلة ومحدودة ولا يعني في الوقت نفسه أن مظاهرات أنصار النظام صاخبة ولا مثيل لها! لا طريق سوى الحوار والإصلاح. ويجب أن لا نضيع هذه الفرصة".

"هم ميهن": أساليب النظام في التعامل مع الأزمة غير فاعلة

قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن الأحداث الأخيرة في كرج وبلوشستان لا تحمل رسائل إيجابية، وبالرغم من وجود بعض الشواهد التي تبين أن النظام بدأ يدرك حجم الأزمة وجذورها إلا أن هذه الشواهد ليست بالكافية ولا يمكن الارتياح لها لا سيما بعد البيان الأخير الذي صدر في مسيرات أنصار النظام أمس، إذ كان البيان مختلفا عن البيانات السابقة.

ونوهت الصحيفة إلى أن ما هو واضح الآن هو طبيعة هذه الاحتجاجات، إذ إن معظمها يخرج بدوافع اقتصادية ومعيشية بعد عدم تحقق أي من وعود الحكومة الحالية بقيادة إبراهيم رئيسي.

وأضافت "هم ميهن": "الأساليب المعتمدة حاليا في التعامل مع الأزمة أثبتت عدم فاعليتها بل ضررها، حيث إنها تشبه صب الزيت على النار، فهي تضاعف من حجم الأزمة ولا تطفئها وتزرع البغض والحقد في قلوب المواطنين".

"اطلاعات": على النظام الاعتذار عن أخطاء الماضي

في مقال لها بصحيفة "اطلاعات"، قالت جميله كديور، النائبة البرلمانية سابقا: "إذا أراد النظام السياسي الحاكم في إيران تحسين الأوضاع الحالية في البلاد فيجب عليه قبل فوات الأوان خلق فضاء إعلامي مناسب في البلاد وتخفيف حدة القيود والضغوط الثقافية والاجتماعية على شرائح مختلفة لا سيما النساء والطلاب والإعلاميين".

كما دعت البرلمانية السابقة إلى عزل المسؤولين غير الأكفاء وتقديم الاعتذار عن الأخطاء التي ارتكبت في السابق والحد من ظاهرة المندسين داخل مؤسسات الدولة والذين يعملون حسب رأيها على إذكاء مشاعر عدم الرضا في المجتمع الإيراني.