صحف إيران: هبوط تاريخي للعملة الإيرانية و"إعلام المعارضة" مسؤول عن الاحتجاجات

أثارت الصورة التي نشرتها صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، أمس لفتيات مع الرئيس الإيراني الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي،وقد انتقل بعضن إلى الخارج ودخلن في مجال الإعلام المعارض، الكثير من الجدل وردود الفعل من الإصلاحيين، فيما أكدت الصحيفة قضية إرسال "مسيّرات إيرانية" لروسيا.

واتهمت الصحيفة الفتيات بـ"الخيانة والتجسس لصالح أعداء إيران" في محاولة لتشويه التيار الإصلاحي الذي ما تنفك الصحيفة في تحميله جزءا من أزمة الاحتجاجات الحالية في البلاد.

وفي عدد اليوم، الأربعاء 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، ردت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية على هجوم "كيهان" على الصحافيات المحسوبات سابقا على التيار الإصلاحي، ونشرت في المقابل صورة لمجموعة من الصحافيين والإعلاميين الذين انتقلوا إلى خارج إيران، وأصبحوا ينشطون في وسائل الإعلام المعارضة بعد أن كانوا في التلفزيون الرسمي الإيراني.

وعنونت "آرمان ملي" تقريرها حول الموضوع بالقول: "من الإذاعة والتلفزيون للنظام الرسمي إلى قناة إيران إنترناشيونال"، والتي يعتبرها النظام رمز الإعلام المعارض والداعم الأكبر للاحتجاج الجارية في إيران.

كما اعترفت صحيفة "كيهان" بإرسال إيران أسلحة وطائرات مسيرة إلى روسيا، وأشارت إلى دعم الناتو ودول العالم لأوكرانيا، وقالت: "يعتبرون وجود طائرة مسيرة لإيران بتكلفة 20 ألف دولار لدى روسيا ذريعة، على اعتبار طهران أحد أطراف الصراع في الحرب الأوكرانية".

وفي شأن متصل بالاحتجاجات سلطت بعض الصحف الضوء على المواقف الدولية من الاحتجاجات الإيرانية، وأشارت صحيفة "تجارت" الاقتصادية إلى مواقف المسؤولين الأميركيين مما يجري في إيران قائلة إن الولايات المتحدة الأميركية قد دخلت طريق "اللاعودة" في علاقاتها مع إيران، وأشارت إلى تصريح المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، الذي لم يستبعد الخيار العسكري للتعامل مع طهران.

في شأن آخر لفتت بعض الصحف إلى تراجع قيمة العملة المحلية الإيرانية أمام الدولار في ضوء أزمة الاحتجاجات الجارية، وتراجع احتمالات إحياء الاتفاق النووي في ضوء تصريحات ومواقف المسؤولين الأميركيين.

وأشارت صحيفة "ثروت" الاقتصادية إلى أزمة التومان الإيراني وعنونت بالقول: "الدولار يسجل رقما قياسيا أمام التومان"، إذ بلغ سعر كل دولار أميركي في معاملات أمس 33800 تومان، ما يعزز احتمالية صعوده إلى مستويات متقدمة في ظل أزمة صاعدة داخليا وخارجيا، ولا بوادر لحلها حتى الآن.

من الموضوعات الأخرى التي تناولتها الصحف المقربة من الحكومة هي زيارة رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، إلى إيران، وقد بالغت بعض الصحف في الحديث عن أهميتها، وادعت "اقتصاد مردم" أن الزيارة هي "منعطف" هام في العلاقات بين البلدين، فيما عنونت "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، بعنوان: "رئيسي: نحن حساسون تجاه منطقة القوقاز"، في إشارة إلى التطورات التي تشهدها المنطقة، واحتمالية تغيير الحدود بين إيران وأرمينيا جراء تحركات الحكومة الأذربيجانية بدعم من تركيا.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"آرمان ملي": لماذا النخب الإيرانية تغادر البلاد وتفكر في العيش في الخارج؟

أشار الكاتب والباحث الحقوقي نعمت أحمدي إلى ظاهرة هجرة النخب وأصحاب المواهب من إيران خلال العقود الأربعة الأخيرة، وأكد أن "فقدان الاستقرار الذهني"، و"فقدان الأمل بالمستقبل" هما الدليلان الرئيسيان اللذان يدفعان بالنخب الإيرانية إلى الهجرة ومغادرة البلاد، موضحا أن القوانين واللوائح التي تنفذ في البلاد ومؤسساتها معظمها لا يحفز هؤلاء النخب على التفكير في البقاء، بل إن طبيعتها طبيعة دافعة وطاردة لهؤلاء النخب والمتفوقين.

ولفت الكاتب إلى تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين الذين ذكروا أن 2500 شخص من النخب الإيرانية في الخارج عادوا إلى البلاد خلال السنوات الخمس الأخيرة، وقال إن هذا الرقم مقابل الأرقام الهائلة من النخب المهاجرة لا يعد شيئا، وليس بذات أهمية، وذكر أن النخب الإيرانية اليوم وعندما تذهب إلى دول مثل الإمارات وقطر تجد فرص العمل المناسبة، بالإضافة إلى الاستقرار والسكينة الذهنية والأمل في غد أفضل.

"اعتماد": لماذا لا تعتقل السلطات العناصر الأمنية التي تقوم بتخريب الأموال العامة في الشوارع؟

في شأن متصل بالاحتجاجات انتقدت صحيفة "اعتماد" عدم مبادرة السلطات الأمنية على اعتقال الأفراد الذين يقومون بتخريب الأموال العامة والممتلكات الشخصية للمواطنين، مشيرة إلى عدد من المقاطع تظهر تخريب الدراجات النارية في الشوارع من قبل مجموعة من العناصر التي ترتدي الزي الأمني في وضح النهار.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس منظمة القضاء في القوات المسلحة حول هذه المقاطع، والتي نفى فيها أن يكون هؤلاء الأفراد من القوات الأمنية، زاعما أن أشخاصا مخربين يرتدون ملابس قوات الأمن ويقومون بهذه الأعمال لتشويه صورة قوات الأمن، وقالت إن هذه التصريحات كانت "مخيبة للآمال" إلى أبعد الحدود، إذ إن عناصر الأمن ظهرت في هذه المقاطع مكشوفة الوجوه والملامح ولا يمكن إنكار ذلك، وطالبت باعتقال هؤلاء العناصر سواء كانوا من قوات الأمن أو من المخربين كما تدعي السلطات، إذ إن صورهم قابلة للتشخيص وتحديد هويتهم.

"فرهيختكان": حجب التطبيقات والمواقع يتعارض مع مصالح الأمن القومي الإيراني

في تقرير لها حول الأزمة الأخيرة تناولت صحيفة "فرهيختكان" طريقة تعامل السلطات مع الأزمة الجارية في البلاد ومبادرتها لقطع الإنترنت، موضحة أن هذا الإجراء يتعارض مع مصالح الأمن القومي للبلاد، لأن الإنترنت كانت هي الفضاء الوحيد الذي يستطيع المواطنون من خلاله التعبير عن رأيهم، وإيصال أصواتهم إلى المسؤولين وصناع القرار.

كما طالبت الصحيفة- وهي من الصحف الأصولية- بعزل وتغيير المسؤولين غير الأكفاء، وإصلاح السياسيات والقرارات الخاطئة التي اتخذت في الفترة الماضية، موضحة أن الوقت الآن مناسب للغاية للقيام بهذه الإجراءات.