صحف إيران:عودة التشاؤم لتأخر الرد الأميركي على الاتفاق.. وتورط "الثوري" الإيراني في الفساد
كل شيء معلق في إيران في انتظار نتائج المفاوضات النووية التي يبدو أن عدم الإعلان عن النتائج النهائية رفع من مخاوف احتمالية انهيار هذه الجولة، كما حدث في المرات السابقة، وانهيار كل الأحلام التي بنيت على أمل إحياء الاتفاق النووي وتحسن الأوضاع المعيشية في الداخل الإيراني.
وعكست الصحف الإيرانية، الأحد 21 أغسطس (آب) 2022، هذا الواقع في اقتصاد إيران حاليا، حيث كتبت صحيفة "رويداد امروز" في صفحتها الأولى: "الاقتصاد الإيراني في انتظار الاتفاق النووي"، ونقلت كلاما لمسؤولي الغرفة التجارية الإيرانية الذين أكدوا في تقرير لهم أنه وفي حال تم إحياء الاتفاق النووي ورُفعت العقوبات عن إيران فإن الاقتصاد الإيراني سيشهد طفرة في مجالات عدة ما يساعد في الخروج من الوضع الراهن.
كما أشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى أطالة أمد الرد الأميركي وهو ما جعل التفاؤل الذي شهدته أجواء الاتفاق النووي في الأيام الماضية ينحسر ويتراجع وتسود الأجواء مرة أخرى حالة من القلق والارتياب والغموض.
وفي موضوع آخر، علقت بعض الصحف مثل "شرق" و"صداي اصلاحات" على موضوع المخالفات الكبرى التي حدثت في شركة "فولاد مباركه" للحديد في أصفهان، والتي كشف عنها البرلمان الإيراني في تقرير له عن هذه المخالفات التي حدثت بين عامي 2017 و2021، وأعلن التقرير عن مخالفات بقيمة 92 ألف مليار تومان، شملت تقديم "الهدايا" لمؤسسات حكومية، ووزراء الاستخبارات والحرس الثوري.
في موضوع آخر، أشارت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري إلى المواقف الأخيرة للمسؤولين الأتراك من الموضوع السوري، حيث بدأوا يتكلمون بلهجة مختلفة حول ضرورة التعامل والتواصل مع الحكومة السورية. وقالت الصحيفة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد عشر سنوات من التدخل وإشعال نار الحرب ومحاولة إسقاط نظام بشار الأسد عاد الآن ليعلن عن استعداد بلاده للتفاوض مع بشار الأسد. وعنونت الصحيفة تقريرها حول الموضوع بصورة كبيرة للرئيس التركي وقالت: "الشام تستعصي على أردوغان".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جهان صنعت": عودة التشاؤم في موضوع إحياء الاتفاق النووي
أشار الكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" إلى عدم إعلان أميركا حتى الآن عن ردودها حول الموقف الأخير من إحياء الاتفاق النووي، وعزا هذه الإطالة إلى التصريحات التي كشف عنها رئيس وفد إيران في مفاوضات فيينا علي باقري كني، والتي واجهت نفيا من جانب الولايات المتحدة الأميركية بعد أن ذكر كني قائمة من الامتيازات التي قدمتها واشنطن لطهران في المفاوضات الأخيرة.
كما لفت الكاتب والبرلماني السابق، صباح زنغنه، في مقابلته مع الصحيفة إلى أنه وفي حال لم تعلن الولايات المتحدة الأميركية عن موقفها اليوم الأحد فإنه يحق لنا حينئذ ان نصبح متشائمين إزاء نتيجة هذه التقييمات والنظر في رد إيران على المقترح الأوروبي.
"كيهان": السماح لإيران بـ "بيع النفط" لم يعد امتيازا لإيران
أما صحيفة "كيهان" التي يديرها حسين شريعتمداري المقرب من المرشد علي خامنئي فقد حذرت الدبلوماسية الإيرانية من "خداع أميركا"، مؤكدة أن موضوع إحياء الاتفاق النووي بات الآن مسألة حياة أو موت بالنسبة للغربيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن الغرب الآن يمر بظروف عصيبة بالنسبة لموضوع النفط والطاقة وهو ربما سيتظاهر بتقديم تنازلات لإيران في مسألة "بيع النفط" لكن هذا الأمر لم يعد امتيازا بالنسبة لإيران وإنما هو مسألة حياة أو موت بالنسبة للدول الغربية.
ونصحت الصحيفة وفد إيران التفاوضي قائلة: "نصيحتنا للوفد التفاوضي الإيراني أنهم وفي حال أصروا على أهداف إيران وخطوطها الحمراء ومصالحها الوطنية فإن أوروبا وأميركا (ستضطران) في النهاية على التراجع عن مواقف والقبول بشروط إيران ومطالبها".
"آفتاب يزد": نصف الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر
في شأن اقتصادي، سلطت صحيفة "آفتاب يزد" في تقرير اقتصادي لها الضوء على الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات في إيران وانعكاساتها على الواقع الاجتماعي والحياة اليومية للمواطنين في إيران لافتة إلى الإحصاءات والتقارير التي تؤكد أن نصف الإيرانيين يعيشون اليوم تحت خط الفقر أي قرابة 42 مليون شخص، وهو ما جعل نسبة الغضب في المجتمع ترتفع إلى 34 في المائة.
واستندت الصحيفة لكلام الخبير الاجتماعي أمان الله قرائي مقدم، الذي قال للصحيفة إن تردي الاقتصاد في إيران هو العامل الرئيسي في مضاعفة الغضب وخلق جو متشنج في حياة الناس، لكن هذا العامل ليس هو العامل الوحيد، بل إن عوامل أخرى مثل الحرمان والتعامل السيئ الذي يتعرض له الأفراد والقيود هي عوامل تساهم في خلق هذه الظاهرة المجتمعية السيئة.
"اعتماد": إجراءات الحجاب تدخل مرحلة جديدة من القيود والمضايقات
على صعيد آخر، لفتت صحيفة "اعتماد" إلى موضوع الحجاب والإجراءات الجديدة التي أقدمت عليها السلطات الإيرانية، مؤكدة أن تعامل الجهات المعنية في هذا الموضوع دخل مرحلة جديدة من القيود، حيث تقرر أن تتم معاقبة النساء اللواتي يرتدين "الحجاب السيئ" والذي يتمثل في ظهور جزء من شعر رأسهن أو ارتداء ملابس قصيرة.
وأضافت الصحيفة أنه ووفق تصريحات رئيس لجنة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يمكن القول إننا دخلنا مرحلة جديدة في هذا الموضوع. وحسب ما تداولته الأخبار في الموضوع فسيتم تغريم كل من تسقط الشال أو غطاء الرأس من شعرها بـ300 ألف تومان، وتغرم المرأة التي تكون ملابسها قصيرة 150 ألف تومان والاستخدام المفرط للمكياج 85 ألف تومان.